قبيل الانتخابات في 2024

بايدن يواجه صراعاً يهدد بـ «ابتلاع الشرق الأوسط»

 بايدن يواجه صراعاً يهدد بـ «ابتلاع الشرق الأوسط»

تحاول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحقيق توازن دقيق في خضم الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، حيث تواجه تحديا في احتواء التداعيات المتزايدة للصراع الذي يهدد بابتلاع الشرق الأوسط، وفقا لتقرير نشره موقع «فويس أوف أمريكا».
 
وقال التقرير إنه مع قيام الحكومة الإسرائيلية، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتوسيع هجومها البري في غزة، تهدد إيران بالانتقام من الغارات الجوية الأخيرة، ما يثير المخاوف بشأن احتمال نشوب حرب واسعة النطاق في المنطقة، وهي نتيجة يهدف بايدن، الذي يواجه عاما انتخابيا وشيكا في 2024، إلى تجنبها. وأدى مقتل سيد رازي موسوي، أحد كبار مستشاري الحرس الثوري الإيراني في سوريا، مؤخرًا، إلى تأجيج التوترات، حيث تعهدت طهران بالانتقام بعد أن ربطت الهجوم بإسرائيل، إذ زعمت الأخيرة تورط موسوي في تسليح ميليشيا حزب الله في لبنان وسوريا، ما أسهم في تعزيز هجمات الميليشيا على طول الحدود الشمالية لإسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين في غزة.
وفي خضم هذه التطورات، تلوح في الأفق مخاوف بشأن خطر المواجهة بين إسرائيل وإيران، حيث اعتبر محللون أن استهداف شخصية عسكرية إيرانية استفزاز كبير، ما يشير إلى أن ضبط النفس الإيراني قد يتضاءل إذا استمر استهداف قياداتها.
 
وبحسب التقرير، امتدت تأثيرات الحرب إلى ما هو أبعد من قطاع غزة، وتجسد ذلك في الضربات التي أمر بها بايدن على الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، في أعقاب هجوم بطائرة مسيرة أدى إلى إصابة جنود أمريكيين في شمال العراق، وهي خطوة أدانتها بغداد ولكن شوهدت كرد ضروري لحماية القوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، أعلنت ميليشيا الحوثي اليمنية المدعومة من إيران مسؤوليتها عن هجوم صاروخي على سفينة حاويات في البحر الأحمر، إضافة إلى سلسلة من الهجمات على الشحن العالمي في الأسابيع الأخيرة. وقد أسهمت هذه الهجمات أيضا في إثارة التوترات وتضخيم تعقيدات المشهد الجيوسياسي.
 
وأكد التقرير أن تعامل الرئيس بايدن مع هذا الوضع المعقد يعتبر أولوية، بالنظر إلى انتخابات 2024 الوشيكة وعدم موافقة الشعب الأمريكي على تعامله مع أزمة غزة. وقد حثت الإدارة، سرًا، إسرائيل على ضبط النفس بينما دعت علنًا إلى الانتقال إلى مرحلة أكثر استهدافًا في الحرب لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
 
كما تعكس الارتباطات الدبلوماسية الأخيرة بين كبار المسؤولين الأمريكيين وأصحاب المصلحة في المنطقة الجهود المبذولة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة مع تقديم الدعم لإسرائيل في الوقت نفسه، إضافة إلى الجهود المبذولة في الأمم المتحدة، بقيادة السفيرة الأمريكية ليندا توماس جرينفيلد، لتأمين توقف مؤقت للقتال وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
ومع تزايد الخسائر البشرية في صفوف السكان المدنيين، تحاول إدارة بايدن تهدئة التوترات والتعامل مع مشهد جيوسياسي متقلب محفوف بشبح صراع إقليمي أوسع.