نافذة مشرعة

برني ساندرز يغادر السباق، لكنه يواصل المعركة...!

برني ساندرز يغادر السباق، لكنه يواصل المعركة...!


   قرر بيرني ساندرز إعلان ما أصبح لا مهرب منه، وكان عليه، من أجل مصلحة الحزب كما سمعته الشخصية، أن يمهد الطريق لجو بايدن.
   كيف نبرر التشبث، وقد أصبح تقدم بايدن عقبة كأداء، وتواجه البلاد وباء؟ لقد كانت صور الناخبين في ولاية ويسكونسن -وهي ولاية تناصر الحجر الشامل –وهم يتعرضون للفيروس حتى يصوتوا شخصياً، صورا صادمة.
   والغريب، أن الوضع الراهن مناسب جدا لبعض الأفكار التي يطرحها بيرني ساندرز: تقوم الحكومة بجمع مبالغ فلكية من الأموال لمساعدة الناس وتعزيز الاقتصاد، ونادرا ما تم الكشف عن أوجه القصور في النظام الأمريكي والتفاوت فيه بطريقة واضحة مثلما يحدث الان.    ولئن وافق بيرني ساندرز على الاعتراف بعجزه على تحقيق الانتصار، فقد استوقفتني النبرة والطريقة المستخدمة خلال خطابه. انه يتخلى عن السباق، ولكن ليس على القتال. وعن جو بايدن، اكتفى بالإشارة إلى أنه شخص صادق وشريف، وفيما يخص الحماس، علينا الانتظار. سيساهم ساندرز في الحملة للإطاحة بدونالد ترامب، لكنه يرغب في ان يقوم بذلك وفقًا لشروطه.
   سيناتور فيرمونت، السياسي القديم عنيد احيانا، لكنه ماكر وسيتفاوض بشأن دعمه حتى اللحظة الأخيرة. ان عددا محدودا من السياسيين يمكنهم التباهي بقيادة حركة متحمسة ومنظمة تنظيما جيدا مثله. واليوم،عدّد لمؤيديه قائمة طويلة من المواضيع التي ساهموا في إبرازها. يكفي ان بيرني وحركته جرّا الحزب الديمقراطي إلى يساره، وسنشعر بوجودهم لفترة طويلة.
   اتخذ ساندرز القرار الصحيح، لكنه سيكون استراتيجيًا في دعم بايدن والحزب. أولاً لأن القادة والاستراتيجيين اشعروه مرة أخرى أنهم لا يريدون ترشيحه، ولكن أيضًا، لأنه يعلم أنهم سيحتاجون إليه “لجلب” التصويت التقدمي وتصويت الشباب.
   يحتاج التقدميون والشباب إلى مزيد من الوقت لإنهاء الحداد على حملة دعموها بكل إخلاص. وسيحترمهم ساندرز، ويمنحهم فترة انتقالية قبل وضع وزنهم في الميزان.
   قد أكون مخطئا في قراءتي لخطاب ساندرز، لكن لا بد أن الديمقراطيين يأملون في أن يتصرف الرجل، الذي يصنف نفسه صراحة على أنه اشتراكي، بهذه الطريقة. فإذا بقي بيرني في زاويته واكتفى بالحضور الشكلي، فإن عناده سيقلل من فرص فوز بايدن.
   لن يضع هذا الأخير ضغوطا اضافية على أكتاف ساندرز وسيكون صبورًا، لكنه، مثل أغلبية أعضاء حزبه، يرغب في تقديم تنظيم موحد للناخبين، جاهز للمعركة الصعبة التي ستُعرف نتائجها في نوفمبر.