التظاهرات الحالية فريدة من نوعها

بعد 100 يوم على احتجاجات إيران.. لا عودة إلى الوراء

بعد 100 يوم على احتجاجات إيران.. لا عودة إلى الوراء


بعد مئة يوم على بدء الاحتجاجات في إيران، عقب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول)، التي كانت “شرطة الأخلاق” احتجزتها قبل ذلك بثلاثة أيام في طهران، لفت الصحافي برهام غوبادي إلى أن هذه أطول فترة من التظاهرات ضد الحكومة الإيرانية منذ الثورة الإسلامية عام 1979، وقد هزت النظام، مقابل ثمن كبير دفعه الشعب.
ونقل غوبادي في مقاله عن هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن وكالة “هرانا” التي يديرها ناشطون في حقوق الإنسان، أن 500 محتج قتلوا بينهم 69 طفلاً. وتم إعدام متظاهرين بينما يواجه 26 محتجاً آخرون على الأقل المصير نفسه، عقب “محاكمات صورية” وفق منظمة العفو الدولية.
وعلى الرغم من نشوب احتجاجات واسعة النطاق عمت إيران من قبل-بعضها في أواخر 2017 واستمرت حتى أوائل 2018، وأخرى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019- فإن الاحتجاجات الحالية فريدة من نوعها، كونها تضم أشخاصاً من مختلف فئات المجتمع، بينما تتنكب النساء دوراً قيادياً تحت شعار “نساء، حياة، حرية».

مشاهير
واتخذ بعض المشاهير خطوات حاسمة في دعم المحتجين، مما أسفر عن اعتقالهم أو نفيهم.
وتحتجز الممثلة الإيرانية المشهورة ترانه عليدوستي في سجن إيفين سيئ السمعة، بعدما نددت بإعدام محتج شاب. وفي وقت سابق، نشرت صورة ظهرت فيها من دون الحجاب الإلزامي على رأسها، وهي تحمل لافتة كتب عليها شعار المحتجين.
وكتب أشقر فارهادي الذي أخرج فيلم “البائع” الذي نال جائزة أوسكار على إنستغرام: “عملت مع ترانه في أربعة أفلام وهي الآن تقبع في السجن بسبب دعمها المحق لمواطنيها ولمعارضتها الأحكام الظالمة الصادرة”. وأضاف “إذا كان إظهار مثل هذا الدعم جريمة، فإن ذلك يعني أن عشرات الملايين من الناس فوق هذه الأرض هم مجرمون».
وصرحت الممثلة الإيرانية البارزة بيغاه آغانكاراني بأن “إيران لا يمكنها العودة إلى ما قبل عهد مهسا أميني».
وانتقل ممثل إيراني آخر مشهور هو حامد فروخ نجاد إلى الولايات المتحدة في وقت سابق من الشهر الجاري، ووصف القائد الأعلى علي خامنئي بانه “ديكتاتور” وقارنه بفرانكو وستالين وموسوليني.
وعلي كريمي الذي يعتبر من أشهر لاعبي كرة القدم الإيرانيين، أعرب عن دعمه للمحتجين. ويقول إن عملاء في الاستخبارات الإيرانية هددوا بقتله، مما جعله ينتقل إلى الولايات المتحدة.
وكريمي الآن هو من أشد المنتقدين للنظام على حسابه على موقع إنستغرام، ولديه 14 مليون متابع.
وهناك لاعب كرة قدم آخر هو علي دائي، الذي أقفلت السلطات القضائية محل مجوهرات يملكه، بعدما أبدى تأييده لإضراب عام في البلاد.
وما يميز الاحتجاجات الحالية عن سابقاتها هو لجوء المتظاهرين إلى استخدام قنابل المولوتوف ضد ميليشيا الباسيج والحوزات الدينية.
وحتى الآن، أعدم رجلان بعد إدانتهما باتهامات أمنية تتعلق بالمحتجين، في ما وصفته منظمات حقوق الإنسان بأنه إساءة كبيرة للعدالة. وكثير من هؤلاء المحكومين بالإعدام الآن تعرضوا للتعذيب.
 إعدام وهمي
وفي فيديو حصلت عليه “بي بي سي” الناطقة بالفارسية، قال ساهاند نور محمد زاده (26 عاماً)، وهو هاوٍ لرياضة كمال الأجسام، إنه تعرض في السجن لعمليات إعدام وهمية. وكان حكم عليه بالإعدام في نوفمبر (تشرين الثاني)، بعدما أدين “بالحرابة” وإغلاق طريق سريع في طهران في 23 سبتمبر (أيلول)، الأمر الذي نفاه. وحصلت “بي بي سي” أيضاً على صور أشعة تظهر كسوراً في أضلاع الطبيب حامد غاريحسنلو، الذي أدين بـ”الفساد في الأرض” وهي تهمة يعاقب عليها بالإعدام. وقالت مصادر مطلعة لمنظمة العفو الدولية إن غاريحسنلو تعرض للتعذيب وسوء المعاملة في محاولة لإرغامه على الإدلاء “باعترافات».