بلومبرغ: انتصارات أوكرانيا تجعل الحرب أكثر خطورة

بلومبرغ: انتصارات أوكرانيا تجعل الحرب أكثر خطورة


استعادت أوكرانيا أكثر من 3 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي خلال الأسبوع الماضي، ورفرف العلم الأوكراني فجأة فوق العديد من البلدات والقرى، وتدفع هجمات أوكرانيا في الشمال الشرقي والجنوب الروس إلى الوراء، فما هي الخطوات التالية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟
عن هذا السؤال، أجاب الكاتب السياسي في شبكة بلومبرغ جيمس ستافريديس، قائلاً إن النتائج الميدانية مهمة لكنها غير نهائية على المستوى التكتيكي، فبإمكان الروس التراجع ببساطة إلى مواقع دفاعية، وتعزيز قواتهم والدفاع عن مكاسبهم في دونباس والجسر البري الحيوي عبر ماريوبول إلى القرم.
وعندما يتحول الروس من الهجوم إلى الدفاع، يصبح موقعهم العسكري أقوى في اللغة العسكرية، “الدفاع مقارنةً مع الهجوم هو مثل مواجهة ثلاثة إلى واحد».

نقطة تحول؟
على الصعيد العملياتي، فإن التقدم في خاركيف مهم لكنه غير مؤسس بعد لنقطة تحول حقيقية في الحرب.
أظهر الأوكرانيون سمتين حيويتين في الهجوم، الأولى هي القدرة على قيادة عمليات هجومية على مجموعة من المحاور متعددة الأقطاب والتحكم في الوقت نفسه في التحركات القتالية المهمة في الشمال والشرق والجنوب، وهو أمر أخفق فيه الروس.
وأظهروا أيضاً عمليات عسكرية مدمجة ممتازة ما يعني أنهم تمكنوا من تنسيق القوات البرية والمدفعية والدبابات والدعم الجوي القريب، ومجدداً كانت الإخفاقات الروسية هنا شديدة الوضوح حسب ستافريديس.

تأثير بارز
على المستويين النفسي والاستراتيجي، سيكون للتقدم الأوكراني تأثير بارز على أوكرانيا وحلفائها. أولاً، سيسمح لكييف بادعاء بالقدرة على طرد الروس من جميع الأراضي الأوكرانية بما فيها القرم في نهاية المطاف.
ورغم أن تنفيذه صعب، سيكون هكذا هدف طموح أكثر مصداقية عقب العمليات الأخيرة. ستشجع هذه النجاحات أوروبا على الالتزام بمسار العقوبات الروسية في مواجهة انكماش محتمل ونقص في الطاقة هذا الشتاء. وفي الولايات المتحدة، ستعزز ادعاءات إدارة بايدن بتنفيذ استراتيجية ناجحة جداً في تقييد الاعتداء الروسي.

أوراق بوتين
في روسيا، تابع ستافريديس، سيقترب بوتين من سلسلة خطوات درامية مضادة ستفرز وضعاً غير مستقر أكثر خطورة. ولكن الرئيس الروسي يملك أوراقاً. بعدما أجبر مفاعل زبروجيا النووي على الإغلاق مقلصاً الكهرباء الأوكرانية 20%، سيواصل استخدام هذا الميدان الاستراتيجي المهم لشن هجمات ضد الأوكرانيين والدفاع عن مقارباته للقرم.
وقد تحدث هجمات إضافية لتقليص البنية التحتية الحيوية مثل الكهرباء، والوقود، والمياه، والإنترنت. ويمكن أن يزيد جهود القوات الجوية الروسية لتسوية أوكرانيا بالأرض، وضرب معنويات السكان، كما فعل في سوريا.

أكبر مشكلة
أضاف ستافريديس أن بوتين قد يقرر أنه حان وقت استخدام أسلحة كيميائية، إذا كان قادراً على خلق “راية زائفة” ولوم الولايات المتحدة، وأوكرانيا عليها. وقد ينسحب من الاتفاق الذي يسمح بتصدير الحبوب، والذي عملت عليه روسيا وأوكرانيا وتركيا والمنظمة البحرية الدولية. أما أكبر مشاكله فهو توفير القوى البشرية المقاتلة.
تكبدت قواته وفقاً لتقديرات موثوقة أكثر من 80 ألفاً بين قتيل وجريح. في وقت قريب، وبالنظر إلى تقارير عن انهيار المعنويات بين الوحدات الروسية في أوكرانيا، قد يضطر إلى تجنيد المزيد من القوات في خطوة غير شعبية إلى حد بعيد في روسيا حيث من الجرم تسمية النزاع بـ”الحرب».

خريف خطير
رغم أنه يجدر بالأوكرانيين الفخر بمهارتهم العملياتية وتصميمهم وبراعتهم القتالية، ستزيد نجاحاتهم الأخيرة احتمالات توسع الحرب. في الطرف المظلم من الطيف، لا يمكن استبعاد استخدام أسلحة نووية تكتيكية رغم استبعاده بشكل كبير، وقد يجر الناتو إلى النزاع مع تأسيس منطقة حظر جوي.
ورأى الكاتب أن مهمة الغرب هي وضع الأسلحة المناسبة بين أيدي الأوكرانيين ليحقووا أفضل النتائج على الميدان وأقوى موقف على طاولة التفاوض، والتي لا تزال بعيدة أشهراً وفق ترجيحه.
لكن خطر اتساع نطاق النزاع في ازدياد “وسيكون أمامنا بوضوح خريف خطير أمامنا».