دمرها الفساد والشعبوية
بيرو: ماركسي لينيني على أبواب السلطة...!
-- ماريو فارغاس يوسا: انتخاب بيدرو كاستيلو سيكون كارثة حقيقية لبيرو
-- لا بد من الاختيار بين الشعبوية كيكو فوجيموري أو المعجب بلينين
-- برنامج بيدرو كاستيلو مزيج من اليمين المتطرف واليمين المحافظ
حافي القدمين، قبعة من القش على راسه، ومرتديًا قميصًا أبيض مزينًا بياقة حمراء زاهية -الألوان الوطنية -، يقود بيدرو كاستيلو محراثًا يجره ثيران، مسطرا ثلمًا في التربة الخصبة لمزرعة الأسرة، في تشوغور، إحدى جبال الأنديز قرية في شمال البلاد. الإخراج ممتاز، في منتصف أبريل الماضي، عندما استيقظت بيرو مندهشة من نتيجة –فاقت التوقعات -هذا الخمسيني الطارئ على السياسة، تأهل للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
لم يكن المدرس اليساري المتطرف حتى ذاك الحين تحت رادارات وسائل الإعلام -لم يكن لقناة سي إن إن باللغة الإسبانية ولو صورة واحدة له، ولم تتمكن من عرض وجهه عند ظهور نتائج الجولة الأولى، في 11 أبريل الماضي.
لقد تحصل على المرتبة الأولى بنسبة 18 فاصل 9 بالمائة من الأصوات، وسيواجه الشعبوية كيكو فوجيموري (13 فاصل 4 بالمائة) يوم الأحد، 6 يونيو، حيث تمنحه الاستطلاعات أسبقية ضعيفة.
في بيرو، كاستيلو، الذي لم يسبق له أن شغل تفويضًا انتخابيًا، ليس غريبًا تمامًا، حتى وان ظل متخلفا جدًا في نوايا التصويت لفترة طويلة. برز في جميع أنحاء البلاد عام 2017 كقائد نقابي من خلال قيادته لحركة إضراب المعلمين. وانضم عام 2020 إلى بيرو الحرّة، وهي تشكيل ماركسي لينيني صغير، ليجرب حظه في الحملة الرئاسية، وآتت جرأته أكلها. «إنه يجسد الحداثة في وجه الاستبلشمنت، يعتقد أستاذ العلوم السياسية ميلاغروس كامبوس، وهذه ميزة كبيرة في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 32 مليون نسمة حيث ملّ الناخبون السياسة».
نحن نفهمهم: منذ عام 2001، تمت مقاضاة 4 من أصل 7 رؤساء سابقين فيما يتعلق بالتحقيق في الرشاوى التي دفعتها أودبريشت، عملاق البناء البرازيلي. أحدهم، آلان جارسيا، انتحر قبل عامين بقليل من اعتقاله. أما ألبرتو فوجيموري، رئيسًا من عام 1990 إلى عام 2000، فيقضي عقوبة بالسجن مدتها خمسة وعشرين عامًا بتهمة الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان. وتراهن ابنته كيكو، التي سبق ان ترشحت في 2011 و2016، على انتصارها من أجل الهروب من ثلاثين عامًا سجنا مطلوبة ضدها بتهمة غسل الأموال والانتماء إلى الجريمة المنظمة والبيانات الكاذبة.
«لن ينضاف فقير واحد في بلد غني!»، هذا هو شعار مرشح بيرو الحرة بقيادة جراح أعصاب تعلّم في كوبا -أدين بقضية رشوة -يقود حملة جواده بيدرو كاستيلو. برنامجه؟ مزيج من اليسار الراديكالي واليمين المحافظ: القضاء على الفقر، ورصد ميزانية كبرى للتعليم والصحة، ومنع الزواج للجميع، والحفاظ على قانون مناهضة الإجهاض، وإعادة عقوبة الإعدام.
يعد المعلّم أيضًا بتأميم شركات التعدين والنفط. «في بيرو الأطراف والحزام هذه، والطبقة العاملة على وجه التحديد البعيدة عن ليما، حيث لم تتحقق وعود التنمية أبدًا، وحيث أدى الوباء إلى تفاقم الانقسام الاجتماعي، حصل كاستيلو على أفضل النتائج، يشير المؤرخ خوسيه راغاس، صورته الرومانسية لمعلّم نزيه في حملة شرسة ضد فساد النخب، جذابة»، ويغذي استقطاب النقاش.
«ديمقراطيتنا في خطر»
دوائر المال والأعمال تحذر من «الخطر الأحمر»، حتى أن ماريو فارغاس يوسا، الحائز على جائزة نوبل للآداب لعام 2010، والمرشح الرئاسي السابق، اختار دعم كيكو فوجيموري رغم كراهيته لوالدها، الذي يعتبره «ديكتاتورًا» و «قاتلًا». وحسب مؤلف كتاب مهرجان الماعز، فإن انتخاب بيدرو كاستيلو سيكون «كارثة حقيقية» لبيرو، التي ستجد نفسها محكومًا عليها «بإعادة إنتاج التجربة التراجيدية لفنزويلا نيكولاس مادورو» والراحل هوغو شافيز (1999 – 2013).
يوجد مصدر إلهام كاستيلو أيضًا في بوليفيا المجاورة، والتي تتماشى أيضًا مع محور كاسترو تشافيز في زمن إيفو موراليس (2006-2019).
مثل الأخير (منتج أوراق الكوكا)، يتعهد بيدرو كاستيلو بتنظيم استفتاء لإعادة كتابة الدستور، دستور يعتبره لصالح القطاع الخاص.
سيكون التغيير في القانون الأساسي أيضًا فرصة، إذا لزم الأمر، للتخلص من المؤسسات المرهقة جدًا في نظره، بدءً من المحكمة الدستورية، ولما لا، الكونغرس، حيث لن يكون لديه أغلبية. يعبّر ميلاغروس كامبوس عن قلقه: «ديمقراطيتنا الهشة اصلا في خطر، أيا كان الفائز ...»
-- لا بد من الاختيار بين الشعبوية كيكو فوجيموري أو المعجب بلينين
-- برنامج بيدرو كاستيلو مزيج من اليمين المتطرف واليمين المحافظ
حافي القدمين، قبعة من القش على راسه، ومرتديًا قميصًا أبيض مزينًا بياقة حمراء زاهية -الألوان الوطنية -، يقود بيدرو كاستيلو محراثًا يجره ثيران، مسطرا ثلمًا في التربة الخصبة لمزرعة الأسرة، في تشوغور، إحدى جبال الأنديز قرية في شمال البلاد. الإخراج ممتاز، في منتصف أبريل الماضي، عندما استيقظت بيرو مندهشة من نتيجة –فاقت التوقعات -هذا الخمسيني الطارئ على السياسة، تأهل للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
لم يكن المدرس اليساري المتطرف حتى ذاك الحين تحت رادارات وسائل الإعلام -لم يكن لقناة سي إن إن باللغة الإسبانية ولو صورة واحدة له، ولم تتمكن من عرض وجهه عند ظهور نتائج الجولة الأولى، في 11 أبريل الماضي.
لقد تحصل على المرتبة الأولى بنسبة 18 فاصل 9 بالمائة من الأصوات، وسيواجه الشعبوية كيكو فوجيموري (13 فاصل 4 بالمائة) يوم الأحد، 6 يونيو، حيث تمنحه الاستطلاعات أسبقية ضعيفة.
في بيرو، كاستيلو، الذي لم يسبق له أن شغل تفويضًا انتخابيًا، ليس غريبًا تمامًا، حتى وان ظل متخلفا جدًا في نوايا التصويت لفترة طويلة. برز في جميع أنحاء البلاد عام 2017 كقائد نقابي من خلال قيادته لحركة إضراب المعلمين. وانضم عام 2020 إلى بيرو الحرّة، وهي تشكيل ماركسي لينيني صغير، ليجرب حظه في الحملة الرئاسية، وآتت جرأته أكلها. «إنه يجسد الحداثة في وجه الاستبلشمنت، يعتقد أستاذ العلوم السياسية ميلاغروس كامبوس، وهذه ميزة كبيرة في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 32 مليون نسمة حيث ملّ الناخبون السياسة».
نحن نفهمهم: منذ عام 2001، تمت مقاضاة 4 من أصل 7 رؤساء سابقين فيما يتعلق بالتحقيق في الرشاوى التي دفعتها أودبريشت، عملاق البناء البرازيلي. أحدهم، آلان جارسيا، انتحر قبل عامين بقليل من اعتقاله. أما ألبرتو فوجيموري، رئيسًا من عام 1990 إلى عام 2000، فيقضي عقوبة بالسجن مدتها خمسة وعشرين عامًا بتهمة الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان. وتراهن ابنته كيكو، التي سبق ان ترشحت في 2011 و2016، على انتصارها من أجل الهروب من ثلاثين عامًا سجنا مطلوبة ضدها بتهمة غسل الأموال والانتماء إلى الجريمة المنظمة والبيانات الكاذبة.
«لن ينضاف فقير واحد في بلد غني!»، هذا هو شعار مرشح بيرو الحرة بقيادة جراح أعصاب تعلّم في كوبا -أدين بقضية رشوة -يقود حملة جواده بيدرو كاستيلو. برنامجه؟ مزيج من اليسار الراديكالي واليمين المحافظ: القضاء على الفقر، ورصد ميزانية كبرى للتعليم والصحة، ومنع الزواج للجميع، والحفاظ على قانون مناهضة الإجهاض، وإعادة عقوبة الإعدام.
يعد المعلّم أيضًا بتأميم شركات التعدين والنفط. «في بيرو الأطراف والحزام هذه، والطبقة العاملة على وجه التحديد البعيدة عن ليما، حيث لم تتحقق وعود التنمية أبدًا، وحيث أدى الوباء إلى تفاقم الانقسام الاجتماعي، حصل كاستيلو على أفضل النتائج، يشير المؤرخ خوسيه راغاس، صورته الرومانسية لمعلّم نزيه في حملة شرسة ضد فساد النخب، جذابة»، ويغذي استقطاب النقاش.
«ديمقراطيتنا في خطر»
دوائر المال والأعمال تحذر من «الخطر الأحمر»، حتى أن ماريو فارغاس يوسا، الحائز على جائزة نوبل للآداب لعام 2010، والمرشح الرئاسي السابق، اختار دعم كيكو فوجيموري رغم كراهيته لوالدها، الذي يعتبره «ديكتاتورًا» و «قاتلًا». وحسب مؤلف كتاب مهرجان الماعز، فإن انتخاب بيدرو كاستيلو سيكون «كارثة حقيقية» لبيرو، التي ستجد نفسها محكومًا عليها «بإعادة إنتاج التجربة التراجيدية لفنزويلا نيكولاس مادورو» والراحل هوغو شافيز (1999 – 2013).
يوجد مصدر إلهام كاستيلو أيضًا في بوليفيا المجاورة، والتي تتماشى أيضًا مع محور كاسترو تشافيز في زمن إيفو موراليس (2006-2019).
مثل الأخير (منتج أوراق الكوكا)، يتعهد بيدرو كاستيلو بتنظيم استفتاء لإعادة كتابة الدستور، دستور يعتبره لصالح القطاع الخاص.
سيكون التغيير في القانون الأساسي أيضًا فرصة، إذا لزم الأمر، للتخلص من المؤسسات المرهقة جدًا في نظره، بدءً من المحكمة الدستورية، ولما لا، الكونغرس، حيث لن يكون لديه أغلبية. يعبّر ميلاغروس كامبوس عن قلقه: «ديمقراطيتنا الهشة اصلا في خطر، أيا كان الفائز ...»