بينغ لن يتخلى عن بوتين رغم الضغوط

بينغ لن يتخلى عن بوتين رغم الضغوط


عن الموقف الصيني من الحرب الروسية على أوكرانيا، كتب مراسلو صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية توم ميتشل، من سنغافورة وإدوارد وايت من سيول، وكاثرين هيلي من تايبيه، أن تكتيكات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا تصعد الضغط الدولي على الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي وضعته شراكته “غير المحدودة” مع الزعيم الروسي، وتردده في انتقاد موسكو، في تناقض صارخ مع التنديد العالمي بالكرملين.
ووضعت أوكرانيا الثلاثاء إدارة شي جين بينغ أمام اختبار بعد محادثة هاتفية بين وزيري الخارجية الصيني وانغ يي والأوكراني دميترو كوليبا.
وحسب بيان لوزارة الخارجية الأوكرانية، فإن كوليبا طلب من وانغ يي “إرغام روسيا على وقف عدوانها المسلح ضد الشعب الأوكراني”، مشيراً إلى العلاقة القوية التي تربط بكين بموسكو.

وأضاف البيان أن وانغ “أعاد تأكيد دعم الصين الثابت لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها».
أما البيان الصيني عن الاتصال، فأكد أن وانغ “ندد” بالعنف، وكرر أن “أمن أي بلد لا يجب أن يتحقق على حساب أمن البلدان الأخرى” أو” بتوسيع التكتلات العسكرية».

وهي طريقة بكين وموسكو للقول إن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، مسؤولان عن الوضع لا بوتين. وتقول كورتني فانغ من جامعة ماكاري، إن “علاقة الصين بروسيا، ومصالحها الخارجية المتنامية، والقلق على سمعتها الدولية، يجعلها لاعباً أساسياً لدفع أوكرانيا نحو الوساطة».
وذكرت بأن بكين ساعدت على التوسط في نزاعات دولية في كوريا الشمالية، وأفغانستان، وسوريا. لكنها لم تقترح الاضطلاع بدور عندما ضمت روسيا القرم في 2014 وعندما غزت جورجيا في 2008.

إن مشاركة الصين في أي محادثات حول أوكرانيا، وفق فانغ، يمكن أن تساعد بكين على تقديم نفسها “دولة مسؤولة تعمل على تهدئة النزاع وتفادي الانتقاد الدولي بالحفاظ على علاقات مع كل الأطراف وأنها مصدر مفيد للحلول السياسية».
وقال مسؤول حكومي صيني رفض ذكر اسمه، إن المسؤولين في بكين يفهمون أن الدعم المقنع من شي جين بينغ لبوتين، والذي يوصف بـ “حياد مؤيد لروسيا”، يتعارض على نحوٍ متزايدٍ مع الرأي العام الدولي.

ولكنه أضاف أن التحالف، الذي صنف رسمياً خلال القمة الأخيرة بين شي جين بيغ وبوتين شراكة “لا حدود لها” صنيعة سنوات ولا يمكن التخلي عنها بسهولة، وهو أمر صحيح في ضوء ما تراه بكين من حملة أمريكية لا هوادة فيها لمنع حق الصين في الصعود قوة اقتصادية وعسكرية.
وفي خطابه عن حالة الاتحاد الثلاثاء، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن “بوتين معزول الآن عن العالم أكثر من أي وقت مضى”، وحذر شي جين بينغ من “الرهان ضد الشعب الأمريكي».

ولفت بول هاينلي، المستشار السابق للرئيسين جورج دبليو بوش، وباراك أوباما، إلى أن العلاقة الشخصية بين شي جين بينغ وبوتين على مدى العقد الماضي، جعلت من المستحيل على بكين أن تفصل نفسها عن موسكو.
والتقى الزعيمان 38 مرة بعد تعيين شي أميناً عاماً للحزب الشيوعي الصيني، منذ عقد، واحتفلا بأعياد ميلادهما معاً مراراً ويشير أحدهما إلى الآخر بعبارة “أفضل الأصدقاء».

ويضيف هاينلي “ستكون ثمة مخاطرة سياسية بالنسبة لكل من يخرج ليقترح أن على الصين أن تعيد التفكير في مزايا مثل هذه العلاقة الاستراتيجية الوثيقة مع روسيا، يُمكن أن ينظر إلى ذلك على أنه انتقاد مباشر لشي جين بينغ، في هذه المرحلة، لا يبدو ممكناً لوزير الخارجية أو لمستشاري الحزب التقدم بتوصية بأي تغييرات يتعين أن تأتي مباشرة من الأعلى، من شي جين بينغ نفسه». لكن المستشارة السياسية السابقة لدى الإتحاد الأوروبي سوزا آنا فيرينسجي، رأت أنه “كلما زادت عزلة روسيا، وكلما توحدت أوروبا، كلما صعب على بكين الحفاظ على علاقات وثيقة مع موسكو وعلاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي، في آن واحد».