تايمز: مستقبل إيطاليا.. في يد سيدتين

تايمز: مستقبل إيطاليا.. في يد سيدتين

تسعى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لتجنب تفكك حزب فورسا إيطاليا، الذي كان يتزعمه الراحل سيلفيو برلسكوني، وسط نكات عن لحاقه به “قريباً إلى القبر».
وتحتاج ميلوني إلى 17 عضواً في مجلس الشيوخ من فورسا إيطاليا لدعم أغلبية حكومتها الائتلافية وستقاتل لمنع الأعضاء من الابتعاد عن الحزب الذي أسسه برلسكوني وموله وأداره مثل إقطاع شخصي.
 
وقال نائب مدير المدرسة الحكومية في جامعة لويس جيكو كارلي، جيوفاني أورسينا في روما: “ستحاول ميلوني إبقائهم في أماكنهم».
وفاز برلسكوني  الذي توفي الاثنين الماضي عن 86 عاماً، بثلاث انتخابات بين 1994 و 2008 وحصل حزبه على 8 % من الأصوات في الانتخابات العامة في العام الماضي، والتي سلمت السلطة إلى ائتلاف ثلاثي يضم فورسا إيطاليا، وحزب ميلوني، إخوان إيطاليا، والرابطة بقيادة ماتيو سالفيني.
 
وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه بعد وفاة برلسكوني بسرطان الدم، قد يخسر فورتسا إيطاليا، ما لا يقل عن نصف أصواته، ما يهدد وجوده، ولا يمنع أيضاً نواب برلسكوني من القفز إلى الأحزاب الأخرى، ومن المتوقع أن تطلب ميلوني مساعدة ابنة رجل الأعمال، مارينا برلسكوني، 56 عاماً، التي تدير الشركة المشرفة على امبراطوريةالراحل التي تضم قنوات التلفزيون، والبناء، والمصارف.
 
وتقول “تايمز” البريطانية إنه لتعزيز وحدة الحزب، يُحتمل أن تطلب برلسكوني وميلوني مساعدة مارتا فاشينا،33 عاماً،  العضو بارز في فورتسا إيطاليا، وصديقة الزعيم الراحل، ما يعني أن استقرار الحكومة سيكون في أيدي النساء، في سابقة في السياسة الإيطالية التي يهيمن عليها الذكور.
وستكون مهمتهن صعبة، وفق جوليانو أورباني، المؤسس المشارك لفورسا إيطاليا، الذي قال لصحيفة “لاريبلويكا” : “أتمنى لفورسا إيطاليا مستقبلاً مزدهراً، لكن بصراحة لا أرى ذلك».
 
إذا انقطعت أموال برلسكوني وتبددت أصوات فورسا إيطاليا، قد ينقسم نواب الحزب إلى فصائل وينسحبون إلى أحزاب وسطية صغيرة، بقيادة رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي، والوزير  السابق كارلو كاليندا. وقد يسعون أيضاً للانضمام إلى حزبي ميلوني أو سالفيني، الأمر الذي من شأنه أن يبقيهم داخل الائتلاف الحاكم، لكنهم يخاطرون بمعركة تعبئة بين قادة الأحزاب المتحالفة، ما يهدد استقرار التحالف. وقال أورسينا: “قد يكون سالفيني مهتماً باستقطابهم لكن نواب فورسا إيطاليا سيرغبون في رؤية ما يقدمه وسيكونون خائفين من تجاوز ميلوني، المسؤولة القوية في الائتلاف». ورأى النائب عن فورسا إيطاليا، جورجيو مولي أن الحزب كان يعاني “لأننا لم نتخيل قط وجود زعيم مختلف للحزب” لكنه أكد أن الأعضاء سيختارون قريباً زعيماً جديداً ويبقون معاً. ففورسا إيطاليا ليس للبيع. إنه مجتمع صخري يؤمن بمُثُل برلسكوني”. وقال: “لا بيع في نهاية الموسم... إذا انقسمنا نخسر». ونفى مولي شائعات  عن نية مارينا برلسكوني التدخل زعيمة جديدة، قائلاً: “لن تشارك، فهي لم ترغب في الانخراط في السياسة».
 
وستستمر المحادثات مع إغلاق مجلس الشيوخ الإيطالي أسبوع الحداد، ما يعكس مكانة برلسكوني الذي كان رئيس الوزراء الأطول خدمة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية. ومن المتوقع أن يحضر الآلاف جنازته الرسمية في كاتدرائية ميلانو، اليوم الأربعاء.