الحرب دخلت عامها الثاني

تايم: الوقت ليس في صالح أوكرانيا مع بداية الشتاء

تايم: الوقت ليس في صالح أوكرانيا مع بداية الشتاء


كتب إليوت أكرمان، الضابط الأمريكي السابق الذي خدم في العراق وأفغانستان ضمن سلاح المارينز، وشارك في عمليات عسكرية مختلفة من كمائن ليلية إلى غارات برمائية وهجمات بالمروحيات، وكلها عمليات كانت تحتاج إلى تخطيط دقيق، وتجميع خرائط وصور بالأقمار الاصطناعية، وكان يدرس مع رفاقه الأبعاد الثلاثة للحرب، براً، وبحراً، وجواً.
وعندما كانت ترسم الخطط، كانت هناك خطوة أخيرة قبل تنفيذ المهمة، وهي ضبط الساعات. وهذا التقليد يقر البعد الأخير الذي تشن فيه الحرب، التوقيت. وفي مرات عديدة كان المحللون لنزاع معين يتجاهلون الوقت والمساحة التي تناور من خلالها الجيوش. لكن في أوكرانيا، ومع بداية الشتاء، فإن الحرب دخلت عامها الثاني، وسيتبين أن الوقت عامل حاسم فيها.

ليس في صالح أوكرانيا
يقول الكاتب في مجلة “تايم” إن الوقت ليس في صالح الجانب الأوكراني. إن إستراتيجية تقوم على الضغط الأقصى يمكن أن توفر الطريق الوحيد إلى النصر، ما يتطلب من أوكرانيا وحلفائها البقاء دون كلل في هجوم خلال الشتاء.
ونبدأ من أن دعم حلف شمال الأطلسي يزيد الضغط على موسكو، لكنه في الوقت نفسه يضع في يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سلاحاً يؤدي إلى تعزيز مقولته القائمة على أن الغرب في حرب ضد روسيا. كما أنه يزيد احتمال توسيع روسيا لنطاق الحرب، لتشمل استخدام أسلحة نووية، وهو تهديد عادة ما يطلقه بوتين.
إن سياسة الضغط الأقصى تنطوي على مخاطر، لكن البديل، سيكون على الغالب الهزيمة المؤكدة.
وإذا كانت فاعلية هجوم الأوكرانيين في سبتمبر -أيلول هي المؤشر على قدراتهم، فإنه لا سبب لاعتقاد أن الهجمات القادمة ستؤدي إلى مكاسب ميدانية مماثلة. لكن النجاح يفرض تحدياته. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يكرر دائماً أن الحرب ستنتهي بالمفاوضات، وأن النصر في الميدان يشق الطريق إلى طاولة المفاوضات. ورغم أن الجانبين أعلنا في أواخر ديسمبر -كانون الأول أنهما مستعدان للمحادثات، لكنهما وضعا شروطاً كان كل طرف يعرف أن الآخر لن يوافق عليها.

الحرب خيار لروسيا
ويضيف الكاتب أن أوكرانيا تقاتل في حرب من أجل بقائها، بينما تخوض روسيا الحرب خياراً. وقد تتغير الديناميكيات كلما طالت الحرب. وبينما يبدو التراجع، احتمالاً ضئيلاً عند روسيا، فإن المخاطر الناجمة عن النزاع تتزايد على قيادتها. وهذا يخلق توتراً خطيراً يجعل روسيا وأوكرانيا لا تستطيعان تحمل أي نتيجة أقل من النصر الكامل، ما من شأنه تصعيد النزاع من الجانبين، ليتدحرج نحو حرب شاملة يخشاها الكثيرون.

هجوم في الشرق
ويبدو احتمال شن أوكرانيا هجوماً في الشتاء مرجحاً. وسيكون على الغالب في الشرق، ولن يقتصر على استعادة أراضٍ خسرتها أمام القوات الروسية، بل لحرمان هذه القوات من التوازن، ما سيحرم الروس من القدرة على إعادة التنظيم في أشهر الشتاء.
الأوكرانيون مرهقون بالقدر نفسه، لكن من أجل نجاحهم، فإنهم يحتاجون إلى عمل استثنائي مزدوج، شن الهجوم وإعادة تنظيم قواتهم في آنٍ واحد.
وإذا تمكنوا من ذلك، فسيكونون في موقع أفضل في الربيع، حيث سيتقرر مصير الحرب.
إن حرباً طويلة تصب في مصلحة روسيا، تزيد فرص انخراط أكبر لدول مثل إيران، أو الصين فيها. وسبق لإيران تزويد روسيا بدعم من العتاد، مثل الطائرات دون طيار.
وكلما طالت الحرب، فإن دولاً أخرى ستحذو حذوها. كما ستزيد صعوبة إبقاء دول حلف شمال الأطلسي متماسكة اقتصادياً في مواجهة روسيا. إن قراراً سريعاً بالذهاب إلى الحرب لا يخدم مصالح أوكرانيا فقط، وإنما استقرار العالم أيضاً.