رئيس الدولة والرئيس المصري يبحثان العلاقات الأخوية والتطورات الإقليمية
مع تصاعد القوة البحرية الصينية :
تايوان، في قلب التنافس الصيني الأمريكي
إذا كانت هناك حاجة إلى دليل على أهمية تايوان في التنافس الحالي بين الولايات المتحدة والصين، فما على المرء إلا أن ينظر إلى التحركات العسكرية والخطابات الصادرة عن القوتين الرئيسيتين في العالم قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية في الجزيرة، التي عقدت السبت 13 يناير والتي فاز فيها لاي تشينغ-تي. وهذا الأسبوع، عبرت أربع بالونات تجسس صينية الخط الأوسط الذي يفصل الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي عن الصين، بينما تقوم عشر طائرات وأربع سفن حربية بدوريات في المضيق.
وحذرت واشنطن يوم الأربعاء الماضي من أنه سيكون من الاستفزاز أن ترد بكين على نتائج الانتخابات بمزيد من الضغط العسكري أو الإجراءات القسرية. لقد أصبحت تايوان، الواقعة في قلب «البحر الأبيض المتوسط» الآسيوي، مسرحاً للتنافس الصيني الأميركي منذ وصول شي جين بينغ إلى السلطة. إن الوضع الراهن، يجعلها جزيرة غير مستقلة رسمياً ولا مرتبطة بالصين، تتعرض لسوء المعاملة على نحو خطير من قبل سيد بكين الذي يجعل من «إعادة التوحيد» هدفاً إيديولوجياً، دون استبعاد استخدام القوة. إن صعود قوة البحرية الصينية، التي تجاوز عدد مبانيها عدد الأسطول الأمريكي، يثير قلق الولايات المتحدة بشكل خاص، التي وعدت بدعم حليفتها في حالة غزو تايوان. إلا أن السلطات الصينية تركت خطر الحرب يحوم مع اعلان الفوز في انتخاب نائب الرئيس الحالي لاي تشينغتي، من الحزب الديمقراطي التقدمي، وهو الحركة المؤيدة للاستقلال. وفهو يمثل «خطراً جسيماً» على العلاقات بين الصين وتايوان.
وبعد أن تم توحيد هونج كونج، أصبح من غير الشعبي في تايوان الدعوة إلى فكرة صين واحدة.
وتقول فاليري نيكيه، المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط: لا ينبغي لانتصار لاي تشينغ-تي أن يغير الوضع الاستراتيجي في المنطقة بشكل جذري. وتتابع فاليري نيكيه، مؤلفة كتاب حول هذا الموضوع « لا أستطيع أن أتخيل شن بكين هجومًا على الجزيرة إنها عملية عسكرية أكثر تعقيدا بكثير من مهاجمة أوكرانيا، ولم تكن نتيجتها على مستوى التوقعات الروسية. ولا بد من عبور مضيق يبلغ طوله 200 كيلومتر، ولا يملك الأسطول الصيني حتى الآن ما يكفي من سفن الإنزال. ومن ثم فإن الحزب الشيوعي الصيني يهتم أولاً وقبل كل شيء ببقائه، من خلال التركيز على التنمية الاقتصادية. وسيكون للغزو عواقب وخيمة على استقرار البلاد».
وعلى نطاق أوسع، فإن الصراع على الجزيرة أو الحصار المفروض عليها من الممكن أن يجعل تأثير الحرب في أوكرانيا مجرد رواية، مع تحول مضيق تايوان إلى شريان حيوي للتجارة العالمية حيث تقوم الشركة التايوانية TSMC وحدها بتصنيع 53% من أشباه الموصلات في العالم، وهذه المواد ضرورية لتشغيل سياراتنا وهواتفنا وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من الأشياء الإلكترونية اليومية.