رئيس الدولة يؤكد أهمية دور «أدنوك» محفّزاً رئيساً للنمو والتنويع الاقتصادي في الدولة
رؤى بحثية ورسائل معرفة.. وشراكات دولية تعزز قيم التسامح وترفض التطرف
تحت قبتي برلمان أونتاريا وأتاوا في كندا.. «تريندز» يختتم جولة كندا البحثية
اختتم مركز تريندز للبحوث والاستشارات جولة بحثية واسعة في كندا، حملت رسائل فكرية ومعرفية تهدف إلى مواجهة التطرف، ونشر قيم التسامح، وترسيخ السلام، وتطوير شراكات دولية في مجالات مكافحة التطرف واستشراف المستقبل.
وقد شكلت الجولة محطة جديدة في حضور "تريندز" العالمي، بما تضمنته من لقاءات رفيعة المستوى، وتعاون أكاديمي ومؤسسي، ومشاركات نوعية تحت قبة البرلمان الكندي.
محطة تورنتو
انطلقت الجولة من تورنتو، حيث بدأ وفد "تريندز" لقاءاته داخل برلمان أونتاريو بعقد جلسات حوارية معمّقة مع وزراء ومسؤولين كنديين، تناولت التحديات العابرة للحدود التي تفرضها جماعة "الإخوان المسلمين" وشبكاتها العالمية، وأهمية تطوير إطار تعاون معرفي يُعزّز جهود التصدي لخطابات التطرف. كما بحث الوفد آفاق التعاون الأكاديمي مع الدكتور ليزلي دان، أحد مؤسسي جامعة تورنتو، في سياق تطوير برامج تكاملية مع معهد تريندز الدولي للتدريب.
وتقديراً لدور المركز البحثي وريادته في تعزيز الحوار العالمي، قدم برلمان أونتاريو ـ ممثلاً بالنائبة أندريا هازل ـ تكريماً خاصاً لوفد "تريندز"، اعترافاً بإسهاماته في تطوير المعرفة المرتبطة بالسلام والأمن.
كما شهدت تورنتو جلسة حوارية نظمها المجلس الإسلامي العالمي (GIC) تحت عنوان "توليد المعرفة لتعزيز الحوار"، افتُتحت بكلمة للإمام محمد التوحيدي، أعقبتها كلمة رئيسية للدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، الذي أكد أهمية بناء منصات معرفية مشتركة تعزز التماسك المجتمعي وتواجه الفكر المتطرف.
وخلال الجلسة، قدمت الباحثتان في "تريندز" شمسة القبيسي وبدرية الريامي عرضاً لأبرز منتجات المركز البحثية، وفي مقدمتها "موسوعة الإخوان المسلمين" التي تفكك الهيكل السري للتنظيم، و"مؤشر القوة الدولية" أول أداة عالمية لقياس نفوذ التنظيم عبر البيانات والمعايير العلمية الدقيقة. كما مُنح الدكتور محمد عبدالله العلي تكريم "شخصية العام" من الجهة المنظمة، تتويجاً لمبادرات "تريندز" العالمية في نشر ثقافة التسامح وتعزيز الشراكات العابرة للحدود.
مذكرة تفاهم
وفي إطار تعزيز التعاون الدولي، وقع "تريندز" عبر مكتبه الافتراضي في كندا مذكرة تفاهم مع منظمة "سيكيور كندا " (Secure Canada)، المتخصصة في الأمن المجتمعي وتعزيز الوعي بمجال مكافحة التطرف وحماية المجتمعات. وجاءت المذكرة خطوة جديدة نحو بناء مشاريع بحثية مشتركة وبرامج تدريبية تُسهم في تطوير سياسات فعّالة تعالج المخاطر الفكرية الحديثة.
محطة أوتاوا
وانتقل الوفد بعد ذلك إلى العاصمة أوتاوا، حيث تواصل الزخم بلقاءات في البرلمان الفيدرالي وزيارات دبلوماسية شملت سفارة دولة الإمارات. كما ناقش الوفد مع معهد "ميلا" (Mila) ـ أحد أبرز مراكز الذكاء الاصطناعي في العالم ـ سبل تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير أدوات تحليلية متقدمة تدعم الأبحاث المستقبلية.
مؤتمر صحفي ومنتدى عالمي
وفي محطة ختامية تحت قبة البرلمان الكندي، شارك وفد "تريندز" في مؤتمر صحفي عالمي نقلته قناة CPAC، تحدث فيه كلٌّ من الدكتور محمد عبدالله العلي، والإمام محمد التوحيدي، والباحثة شمسة القبيسي، مؤكدين أن المعرفة هي خط الدفاع الأول في مواجهة التطرف.
عقب المؤتمر الصحفي، انتقلت الوفود إلى قاعة مجلس الشيوخ الكندي لعقد المنتدى البرلماني لتعزيز التعايش السلمي ومكافحة التطرف، تحت شعار: "رؤى تشاركية وتطبيقية". وتميز المنتدى بحضور نوعي ضم وفد "تريندز" البحثي عبر مكتبه الافتراضي في كندا، برئاسة الدكتور محمد عبدالله العلي، والإمام محمد التوحيدي رئيس وفد مجلس الأئمة العالمي (GIC)، إلى جانب السيناتور ليو هوساكوس، وعدد من النواب بينهم شوفالوي ماجومدار، ميليسا لانتسمان، أنتوني هاوسفاذر، وغريغ فيرغوس، إضافة إلى دبلوماسيين والرئيس السابق للمخابرات الكندية ريتشارد فادن.
كما حضر قادة دينيون بارزون، من بينهم الإمام حسن إسماعيل طرب، والحاخام حاييم مندلسون، والقس ريموند دي سوزا. وعلى مستوى المؤسسات الفكرية، شارك المحامي الدولي إيروين كوتلر، والرئيسة التنفيذية لمنظمة "كندا الآمنة" شيريل سابيريا، ومدير معهد MLI برايان كراولي، والصحفي البارز ستيف بايكين. كما شارك عدد من النواب البرلمانيين، من بينهم رومان بابِر وجاكوب مانتل، إلى جانب نخبة من الباحثين والمديرين والمستشارين.
وقد أدار الجلسات الصحفي الكبير ستيف بايكن، وافتتح السيناتور هوساكوس المنتدى بكلمة أكد فيها أن البرلمانات ليست مجرد ساحات للتشريع، بل "خط الدفاع الأول" في مواجهة التهديدات الأمنية والأفكار المتطرفة.
وفي الكلمة الرئيسية، شدد الدكتور محمد عبدالله العلي على أن السلام العالمي لا يتحقق بالنوايا الحسنة فقط، بل يتطلب شجاعة ووضوحاً أخلاقياً في مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة، وفي مقدمتها أيديولوجية جماعة الإخوان المسلمين "المظلة التي خرجت من تحتها التنظيمات المتطرفة كافة".
وتضمن المنتدى جلستين رئيسيتين تحدث فيهما عدد من أعضاء البرلمان إلى جانب خبراء وباحثي "تريندز"، حول تفعيل وثيقة الأخوة الإنسانية والاتفاقيات الإبراهيمية، واستراتيجيات مواجهة التطرف وتعزيز المرونة المجتمعية.
تكريم وتقدير
وفي ختام المنتدى، كرّم المنتدى البرلماني للسلام والأمن الدكتور محمد عبدالله العلي بجائزة تقديرية، اعترافاً بقيادته الاستثنائية في تعزيز التفاهم العالمي، ورؤية "تريندز" في مكافحة التطرف وترسيخ قيم التسامح. ووصفت الجائزة المركز بأنه "منارة عالمية لصناعة المعرفة في الشرق الأوسط والعالم"، ليُختتم بذلك مسار حافل من العمل البحثي والدبلوماسي يعزز موقع "تريندز" بوصفه منصة دولية رائدة لصناعة الفكر والمعرفة.