ترامب يبدّي مصالح واشنطن على تحالفاتها

ترامب يبدّي مصالح واشنطن على تحالفاتها


بعد عودة دونالد ترامب الى البيت الأبيض رافعا شعار وضع مصالح الولايات المتحدة فوق أي اعتبار، لمس حلفاء لواشنطن واقعا جديدا تمثّل في أن للصداقة مع واشنطن حدودها، وهو ما انعكس في خرق مسيّرات روسية أجواء بولندا، أو فرض تعرفات على شركاء منذ الهند.
ليل الثلاثاء الأربعاء، قالت بولندا إن نحو 20 مسيّرة روسية اخترقت مجالها الجوي. وفي حين أثار ذلك ردود فعل قوية في وارسو والحلفاء في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة عمليا، كان ردّ الفعل الأميركي أقل حدة، اذ قال ترامب إنّ موسكو ربما ارتكبت «خطأ» غير متعمد.
لكنّه حذّر من أنّ صبره حيال نظيره الروسي فلاديمير بوتين «ينفد سريعا».
لم تحقق جهود ترامب الرامية إلى التوصل إلى سلام في أوكرانيا أي تقدّم في ظل امتناع موسكو عن تقديم تنازلات، على رغم تواصله المباشر مرارا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على عكس التوجه الغربي الى عزل الأخير دوليا. وبعيدا من النزاعات العسكرية، فرض ترامب رسوما تجارية باهظة على دول تعدّ شريكة للولايات المتحدة، مثل الهند. وهو ربط ذلك بمعاقبة نيودلهي على مواصلتها شراء النفط من روسيا.
ولم تعفِ علاقة التحالف كوريا الجنوبية من تداعيات إجراءات إدارة ترامب، اذ تمّ توقيف المئات من مواطنيها في عملية دهم لعناصر إدارة الهجرة، قبل إعادتهم الى بلادهم هذا الأسبوع.
ويرى داميان مورفي، المساعد السابق في الكونغرس الذي أصبح مسؤولا في «مركز التقدم الأميركي» للأبحاث المتخصّص في السياسة الدولية والأمن القومي، أنّ «السياق الأعمّ (في هذه الأحداث) هو الضعف والفوضى والغرور».

- لم تعد «شرطي العالم» -
ويؤكد ترامب ومستشاروه أن المصالح الأساسية للولايات المتحدة تتصدر أولوياتهم، ويقلّصون التزامات مكلفة وغير ضرورية امتدت عقودا، في تناقض مع وعود الإدارة السابقة للديموقراطي جو بايدن بالتركيز على التحالفات.
ويرى مورفي أنّ الواقع الجيوسياسي يناقض تصريحات ترامب بأنّ بوتين ما كان ليبدأ غزو أوكرانيا في العام 2022 لو كان هو، وليس بايدن، رئيسا للولايات المتحدة في ذلك الوقت.
ويضيف «نشهد تزايدا في عدد الدول التي تُدرك أنّ هناك ضعفا لدى إدارة ترامب وتحاول اختبارها».
وفي ما يتعلق بكوريا الجنوبية والهند، يقول مساعدو ترامب إنه يفرض على شركاء بلاده المعايير ذاتها، أو حتى أكثر، مما هو متوقع من الجميع.
وفي عالم يشهد أكبر عدد من النزاعات منذ الحرب العالمية الثانية، يرى بوست «علامات على اتجاه أوسع نطاقا بكثير، يتمثّل في أنّ دولا وجهات باتت أكثر جرأة على اتخاذ إجراءات عسكرية والانخراط في نزاعات، لأنّ الالتزام الأميركي لم يعد على المستوى الذي يسمح لواشنطن بأن تكون شرطي العالم».