رئيس الدولة:وفد الوطن بالكفاءات الوطنية النوعية على قائمة أولويات
في إطار حضوره العالمي
تريندز يشارك في الكونغرس العالمي للعلوم السياسية الذي نظمته الرابطة الدولية للعلوم السياسية «IPSA» في بوينس آيرس
شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات، في أعمال الكونغرس العالمي الـ 27 للعلوم السياسية، الذي نظمته الرابطة الدولية للعلوم السياسية (IPSA)، بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، بورقة بحثية بعنوان "المنظور القرآني للعلاقات الدولية: دراسة النصوص الإسلامية وصلتها بالدبلوماسية المعاصرة"، وذلك في إطار حضوره المعرفي العالمي.
وقدم الباحثان الدكتور محمد أبوغزلة باحث رئيسي، وسلطان العلي مدير إدارة الباروميتر، في ورقة مشتركة، رؤية عصرية لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الأمم والشعوب، من خلال تحليل الآيات القرآنية الرئيسية وتفسيراتها.
وعرض الباحثان نتائج بحثهما الذي كشف عن إطار قرآني شامل للسلوك الأخلاقي والدبلوماسية في العلاقات الدولية، حيث يؤكد القرآن أهمية العدل والإنصاف والرحمة والتعاون بين الناس، ويدعو إلى احترام تنوع الأديان والثقافات في العالم، وبناء جسور التفاهم والتعاون مع الآخرين، بينما يقر، في الوقت نفسه، بواقع الصراع والحرب، الذي تتصف به السياسة الدولية.
وأشار الباحثان إلى أن هذا المنظور يؤكد أهمية الاحترام المتبادل وعدم التمييز، وضرورة الحل السلمي للنزاعات، ويشجع المسلمين على العمل معًا لتحقيق أهداف مشتركة، بما في ذلك تعزيز السلام والعدالة.
وحدد الباحثان وبناءً على النتائج، عددًا من المبادئ القرآنية الأساسية التي يمكن تطبيقها على الدبلوماسية المعاصرة، ومنها على سبيل المثال العدل، حيث يجب أن تقوم الدبلوماسية على مبدأ المعاملة العادلة للآخرين، ودعم حقوق جميع الأطراف المعنية، بما يهدف إلى حل النزاعات بطريقة عادلة ومنصفة، وكذلك مبادئ الرحمة والاحترام المتبادل، وعدم التمييز، وحل النزاعات بالوسائل السلمية، وتجنب اللجوء إلى القوة، كلما أمكن ذلك.
وبين الباحثان أنه يمكن تطبيق هذه المبادئ على الدبلوماسية المعاصرة، من خلال تعزيز الحل السلمي للنزاعات، ودعم الآليات الدولية لحل النزاعات، مثل الوساطة والتفاوض والتحكيم.
وتناول الباحثان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كنموذج لكيفية تطبيق هذه المبادئ على سياستها الخارجية ودبلوماسيتها، حيث سعت إلى تعزيز العدالة في سياستها الخارجية من خلال دعم القضايا العادلة ونشطت في دعم حقوق الشعوب الأخرى المضطهدة والمهمشة. كما نشطت أيضًا في تقديم المساعدات الإنسانية، والإغاثة في حالات الكوارث للدول المتضررة من النزاعات والكوارث الطبيعية، منها على سبيل المثال، قيام الإمارات والسعودية بدور رائد في تقديم المساعدات الإنسانية لليمن، الذي دمرته الحرب والأزمة الإنسانية. كما تؤكد دول المجلس أهمية الاحترام المتبادل وعدم التمييز في سياستها الخارجية، من خلال تعزيز الحوار والتعاون بين الأديان، وكذلك العمل على مكافحة الإسلاموفوبيا، وأشكال التمييز الأخرى، حيث أطلقت دولة الإمارات، على سبيل المثال، مبادرات لتعزيز التفاهم بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى.
أما فيما يتعلق بمبدأ حل النزاعات بالوسائل السلمية، فقد بين الباحثان أنه لطالما أكدت دول مجلس أهمية الحل السلمي للنزاعات في سياستها الخارجية، من خلال دعم الحلول الدبلوماسية للنزاعات في العالم. وعلى سبيل المثال، فقد لعبت دول مجلس التعاون الخليجي دورًا في التوسط في النزاعات في اليمن وسوريا وأوكرانيا، كما دعمت الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة في ليبيا، ولعبت الإمارات دورًا حاسمًا في إنهاء أطول حرب في القرن الأفريقي بين إثيوبيا وأرتيريا.
ويعد المؤتمر العالمي للعلوم السياسية، الذي تنظمه الرابطة الدولية للعلوم السياسية (IPSA)، هو التجمع الدولي البارز لعلماء السياسة العاملين في الأوساط الأكاديمية والبحث والاستشارات، الذين يقدمون أبحاثهم على مدار أربعة أيام أمام أكثر من 500 لجنة، ويقام كل سنتين، وشارك فيه هذا العام أكثر من 2800 مندوب من حوالي 80 دولة.