نظمها (دراسات) البحريني بالمنامة

تريندز يشارك في حلقة نقاشية فكرية بين دول الخليج العربية والناتو

تريندز يشارك في حلقة نقاشية فكرية بين دول الخليج العربية والناتو

الدكتور محمد العلي: يؤكد أهمية الحوار بما يعزز أمن واستقرار المنطقة ويخدم مصالح الجانبين
 
شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في "حلقة نقاش" فكري بين دول الخليج العربية وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، نظمها مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات"، تحت عنوان "رؤى وتحديات الأمن الإقليمي في الخليج العربي والشرق الأوسط" بحضور عدد المسؤولين، والخبراء، السياسيين، والأمنيين، والباحثين.
 
وقال الدكتور محمد عبد الله العلي الرئيس التنفيذي لتريندز في مداخلة بالجلسة الثانية التي ناقشت "تحديات وفرص مواجهة التهديدات الأمنية في الخليج العربي. إن التهديدات لأمن الخليج والأمن الإقليمي عامةً، سواء كانت نابعة من داخل المنطقة أو من خارجها تتنامى، كما تشهد المنطقة والعالم من حولنا تطورات متسارعة تُلقي بتبعاتها وتأثيراتها على شبكة العلاقات والتحالفات الإقليمية والدولية.
 
وأكد أن استمرار الحوار والتعاون الأمني بين دول الخليج العربية وحلف الناتو أمر مهم للطرفين. بحكم طبيعة البيئة الأمنية المتغيرة التي نعيشها في المنطقة والعالم، وبحكم حجم المصالح الضخمة بين الجانبين. مشيرًا إلى أن التهديدات التي نواجهها اليوم لا تقتصر على منطقة دون أخرى، بل هي تهديدات مشتركة عبر العالم، ولا توجد دولة تملك حصانة تامة ضد هذه التهديدات.
 
وقال الدكتور العلي إن المفهوم الاستراتيجي الجديد الذي تبناه الناتو في يونيو 2022، والذي يسلط الضوء على التحولات في المبادئ التوجيهية وأولويات الحلف للفترة ما بين 2022- 2030، يعكس بشكل أو بآخر تراجع منطقة الشرق الأوسط وقضاياها في أولويات الحلف، مقابل التركيز على إعادة التموضع في أوروبا وفتح الباب على مصراعيه أمام شراكات استراتيجية في آسيا. مما يطرح تساؤلات حول مدى اهتمام الناتو بقضايا الأمن والاستقرار في المنطقة في المرحلة المقبلة. وأضاف أن إدراج الحلف دول مجلس التعاون الأعضاء في مبادرة إسطنبول للتعاون ضِمن استراتيجيته للمواجهة العالمية مع روسيا والصين، يُعدُّ تَكرارًا لسوء الفهم وسوء التصور من جانب الحلف للموقف السياسي الراهن لدول المجلس تجاه صراع القوة على النظام الدولي؛ إذْ لم يتفهم الحلف بعدُ أنّ السياسات الخارجية الراهنة لدول مجلس التعاون تقوم على أساس تنويع الشركاء، وتجنُّب أن تكون طرفًا في المنافسة على قيادة النظام الدولي، وثمة شراكات استراتيجية خليجية متنامية مع مختلف دول العالم.
وأوضح الرئيس التنفيذي لمركز تريندز في الجلسة التي أدارها الدكتور عمر العبيدلي، مدير إدارة الدراسات والبحوث لدى مركز "دراسات" أن جهود تسييس المصالح الاقتصادية الغربية في قطاع الطاقة كي تخدم المساعي الأمريكية والغربية لمواجهة تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية، تُعدُّ إحدى التحديات للعمل المشترك لمواجهة التهديدات الأمنية في المنطقة؛ فدول الخليج تدير ثرواتها النفطية على أسس اقتصادية بحتة ولا ترهنها بأي اعتبارات سياسية.
 
وذكر أن هناك العديد من الفرص والعوامل التي تدفع باتجاه تعزيز علاقات التعاون بين الجانبين (الناتو ودول الخليج) في المستقبل القريب، واهمها الرغبة المشتركة في مواجهة التهديدات القائمة والمستقبلية ومن بينها التحديات التي تفرضها ظاهرة التغيرات المناخية، لافتا إلى أهمية مشاركة دول الناتو الفاعلة في قمة كوب 28 التي تستضيفها دولة الامارات نهاية العام الحالي، ودعم الجهود الإماراتية الكبيرة والاستثنائية لإنجاح هذه القمة والخروج بنتائج تحمي مستقبل البشرية من خطر التهديدات التي تفرضها ظاهرة التغيرات المناخية.
 
وشدد الدكتور العلي على أن العلاقات التحالفية الاستراتيجية بين الجانبين تفترض من كل طرف أخذ مصالح الطرف الثاني ومخاوفه بعين الاعتبار، والتنسيق المشترك تجاه أي خطوات يمكن أن تؤثّر في حالة الأمن والاستقرار داخل الإقليم، موضحًا أن المستقبل يحمل العديد من الفرص التي ينبغي استثمارها لتعزيز الشراكة والتعاون بين الجانبين. 
 
وقد ناقشت الحلقة عددًا من القضايا التي تتصل بالأولويات الأمنية لدول الخليج العربية والناتو، وأبرز التهديدات التي تواجههما، إضافة إلى المشاريع التعاونية من أجل مستقبل شراكات الناتو في المنطقة، والتحديات والفرص لإدارة التهديدات الأمنية في الخليج العربي، والتوقعات المرتبطة بالناتو. كما ناقشت الحلقة قضايا تتصل بالتغير المناخي والبيئة، وكذلك الإرهاب الدولي.