تشـابـه كبيـر بمظـاهـر رمضـان في دول شمـال أفـريقيا

تشـابـه كبيـر بمظـاهـر رمضـان في دول شمـال أفـريقيا

-- مصر: كرنفال يجمع بين الشعائر الدينية والإبداع الفني
-- تونس : لعبة الشكبّة على أنغام الطرب الأصيل
-- السودان : الأفطار في الساحات والميادين
-- الجزائر : قراءة البوقالات في السمر
-- موريتانيا : الإنشاد مع وجبتي الطاجين والكسكسي
-- المغرب :  محاكاة لمسجد صغير داخل البيت


اكتشفنا تشابه مظاهر الاحتفال بشهر رمضان بين الدول الإسلامية في شمال أفريقيا، من حيث التقاليد والعادات المرتبطة بالشعائر الدينية من التمسك بتلاوة القرآن والحرص على صلاة التراويح وصلة الرحم والتزاور ومشاهدة الدراما مع اختلاف طفيف في مصطلحات الأكلات الشعبية والمشروبات وأسلوب الاحتفال والتجهيزات حسب النسيج المجتمعي والتعايش بين جميع فئات المجتمع

يقول كمال علي والفنانة التشكيلية نرمين محمد وأحمد إسماعيل ومحمد المالك الاحتفال برمضان في مصر لديه نكهه خاصة يشعر بها كل  مصري مسلم أو مسيحي حيث تتزين شوارع مصر بالفوانيس التى لا يخلو بيت من ووجودها  بجميع الأحجام وبجميع الخامات المعدنية والخشبية منها ما يغني ومنها ما يصدر أضاءة ومن الفوانيس ما ينير بالشمع وكأنه كرنفال، تخرج الأطفال في الشوارع حاملين الفوانيس يغنون وحوي ياوحوي وهي كلمات فرعونية الأصل، وما يميز رمضان في مصر ايضا صوت قارئي القرآن المميزون مثل الشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والآذان بصوت الشيخ مصطفى اسماعيل والشيخ رفعت وأنشودة المسحراتي بصوت سيد مكاوي، كما في رمضان مع الطبق الدوار والتزاور والاستمتاع بمدفع رمضان وموائد الرحمن والنزهات الليلية والزحام على عربات الفول للسحور، والتجمع في أول يوم في بيت العائلة وروح التجمع والتمر هندي وسوبيا والعرق سوس وأنواع المحاشي والملوخية بالأرانب والحمام، أما الحلويات فمنها الكنافة والجولاش والزلابية لقمة القاضي والمهلبية، وانتظار مدفع الأفطار والاستماع لحديث الشعراوي ونصف ساعة من تلاوة القرآن لكبار المقرئين والأفطار على أذان مصطفى إسماعيل ومتابعة فوازير رمضان في الماضي وفي الماضي البعيد مسلسل إذاعي نمى في وجداننا معنى التخيل والإبداع، ومن أهم المظاهر الإجتماعية التكافل من خلال توزيع السلال الغذائية على الأسر المتعففة وموائد الرحمن المنتشرة في شوارع واحياء مصر كلها، والخروج لمزاولة توزيع الأفطار على المسافرين، كما عشقنا فوازير نيلي وشريهان وفطوطة وبكار والليلة الكبيرة  ومسلسلات ارتبطنا بها كليالي الحلمية والمال والبنون ورأفت الهجان وأربيسك والدورات الرياضية   

يذكر الإعلامي غازي خليل والإعلامية خولة لحفاف والفنانة ريم عبد المجيد و أسماء بنملود حل علينا رمضان هذه السنة في صمت مخيف وحزن دفين فالمساجد مغلقة بإجراءات الحجر الصحي الشامل، الشوارع تكاد تكون خالية، بينما   فرحة التونسيون برمضان في السابق كان لها خصوصية وبهجة لما لها من أجواء السهر والسمر بالخروج إلى المقاهي بعد الافطار حيث يلتقي الأصدقاء والأحبة لشرب القهوة والشاي وأكل ما لذ وطاب من المرطبات والحلويات التقليدية المرتبطة بالشهر الفضيل منها الزلابية والمخارق، ولا تخلو الليالي الرمضانية من لعب الورق خاصة اللعبة الشهيرة في تونس منذ قديم الزّمان وهي "الشكبّة" التى تتسم بلعبها في التجمع الأسري أو بين الرفاق وتزداد أجوائها الرائعة بمصاحبة أنغام المالوف التونسي أو روائع عمالقة الزمن الجميل من كوكب الشرق أم كلثوم والعندليب الأسمر ومحمد عبد الوهاب
يذكر الإعلامي عبد الدين سلامة والمهندس سامي الفاضل بأن رمضان يتميز بأقطار كل مجموعة بيوت متقاربة أمام إحدى البيوت المطلة على الشارع العام أو إحدى الساحات أو الميادين العامة حيث يشارك كل بيت ما عنده من المأكولات ، وتبقى العصيدة بملاح النعيمي أو الروب أو التقلية واللوبيا وغيرها وكلها عبارة عن مرق متفاوت السيولة يصنع من النباتات الطبيعية إضافة للقراصة التي تمثل إحدى أشكال الخبز الشعبي، وبجانب الحلو توجد مشروبات أخرى هي التمر هندي أو الغريب كما يطلق عليه والتبلدي والقصيم وغيرها من خيرات الطبيعة المرتبطة بعطا الأرض ومنها اللوبيا العدسة والخليل الذي هو الحبوب قبل نضجها وغيرها من عادات الرمضانية للأطعمة السودانية

يذكر الإعلامي عبد العزيز نصيب في رمضان يحلو التنزه وسهرات الليل الطويلة إلى ما قبل السحور، كما يبدأ النشاط  من بعد صلاة التراويح بلقاء العائلات على كؤوس الشاي والشاربات " مشروب العصير التقليدي" والقهوة والحلويات المختلفة سيما المقروط و الزلابية والقطايف وقلب اللوز والفول السوداني ، ثم تتصدر امرأة مسنة في الجلسة العائلية لتقوم بقراءة (البوقالات) وهي عبارة عن أقوال سجعية تتضمن بشارات تكون مدعاة للتفاؤل والمستقبل السعيد، كما يمثل طبق شربة الفريك الأكثر حضورا في إفطار أغلب الجزائريين فيما تفضل أقاليم أخرى من البلاد طبق الحريرة، ثم تأتي أطباق و مأكولات تلحق بها كما هو الشأن بالنسبة للبوراك والمطلوع اللذان يلازمان طبق الشربة طيلة أيام رمضان، ثم تلحق الأطباق الموالية أو ما يسمى عند البعض بالطجين، ويشكل الطحين الحلو المكون من الدراق المجفف و الزبيب واللحم في مرق حلو المذاق، فضلا عن تنوع المأكولات والمشروبات التي يعود بعضها إلى الفترة الأندلسية كما هو الشأن بالنسبة لبعض الحلويات أو أطباق أرز البقية

يذكر محمد سالم القاضي أن حضور التمور (الكيطنه)  أما الوجبة المفضلة فهي وجبة الطاجين وهذه الوجبة قد تكون لحومها بيضاء، أو حمراء، وموريتانيا تشتهر بجودة أسماكها، وبتنوع ثروتها من لحوم الغنم والبقر والإبل، وجبة الطاجين المذكورة هي لحم مع بطاطس مسلوق أو مقلي، وهناك وجبة الكسكسي وهي وجبة يحضر فيها دقيق القمح بطريقة تجمع بين الخلط ثم تطبخ على البخار بإضافة قليل من دقيق الملوخية وبعد نضجه، يكون مرقه في الغالب لحم خروف أو بعير يطبخ في قدر خاص حتى يستوي فيصب على الكسكسي مع بعض العنب المجفف تقول الإعلامية خديجة أكراي والإعلامية ازار غزلان يجمعنا رمضان كل يوم أمام مائدة الإفطار وعليها ما لذ وطاب من حريرة هي حساء مميز أصلها أندلسي، يتم تقديمها في آنية تقليدية تسمى ''زلافة '' وفطائر ومعجنات وحلويات رمضانية شباكية ( تشبه الزلابية)، والسهر على كؤوس الشاي و"سلو" (طحين مخلوط باللوز وسمسم ومكونات أخرى) ،  كما أن توفير المواد الغذائية بكثرة بالأسواق اجعلنا نعد جميع الأطباق الرمضانية كعادتنا فلا يخلو بيت مغربي  من أطعمة  كحلوى ''الشباكية'' أو طبق ''سلو'' أو ''زلافة الحريرة'' بالإضافة إلى العديد من الأطباق الأخرى بسطيلة  (فطائر محشوة إما بالدجاج أو فواكه البحر) أو المسمن '' الفطير المشلتت''و (فطائر خليط بالسميد و الطحين)  أو كالبريوات