الخطورة في إيران النووية.. المرض العضال

تقرير أمريكي: إسرائيل قد تتحرك قبل حصول طهران على القنبلة

تقرير أمريكي: إسرائيل قد تتحرك قبل حصول طهران على القنبلة


أكد الباحث في معهد المشروع الأمريكي، مايكل روبين، أن ديبلوماسية بايدن الإيرانية تضاعف احتمالات حدوث سيناريو كابوسي. في 12 يوليو -تموز، برهنت نائبة وزير الخارجية الأمريكي، وندي شيرمان، أن إدارة بايدن تسقط طريقة تفكيرها على طريقة تفكير النظام الإيراني بدلاً من الاطلاع على العقيدة التي تحركه.

وأصر الناطق باسم وزارة الخارجية نيد برايس الأسبوع الماضي على وجود موعد نهائي للمفاوضات، لكنه رفض تحديد ما إذا كان هذا الموعد سيحل بعد يوم أو بعد خمس سنوات. لقد بات الحرس الثوري يسخر علناً من سياسة حافة الهاوية الفارغة تلك.
كتب روبين في موقع 1945 أن بناء فريق بايدن استراتيجيته الإيرانية على الخيال عوضاً عن الواقع قد يؤدي سريعاً إلى السيناريو الأسوأ: لا حصول إيران على أسلحة نووية وحسب، وهي لحظة يقول مستشار خامنئي كمال خرازي إن السؤال الأساسي بشأنها هو متى ستحصل لا إذا كانت ستحصل، بل أيضاً اندلاع نزاع مفتوح سيزعزع استقرار المنطقة. قد يبدو بايدن متفائلاً بشأن اختراق نووي إيراني.

من المرجح ألا يكون بايدن على قيد الحياة ليشهد على تداعيات هذا الاختراق. ولم يفكر الموفد الخاص للشأن الإيراني روبرت مالي قط بأن النظام الإيراني تهديد. من خلال عدسة التكافؤ الأخلاقي الخاصة به، هو يعتقد أن لإيران الحق بالحصول على ترسانة نووية. في هذه الأثناء،
 من المحتمل أن تفكر شيرمان سراً بأن الفشل في المفاوضات مع إيران لن يكون أسوأ من فشلها في الديبلوماسية مع كوريا الشمالية. في نهاية المطاف، هي فازت بترقية ولم تستخدم كوريا الشمالية بعد قنابلها النووية.

المرض العضال
بالنسبة إلى إسرائيل ودول إقليمية أخرى، لا يكمن الخطر في أن تكون إيران النووية انتحارية بل في أن تكون مريضة مرضاً عضالاً وفي مراحلها الأخيرة. يفترض روبين أحداثاً مماثلة لتلك التي طبعت الأيام الأخيرة للديكتاتور الروماني نيكولاي تشاوشيسكو. إذا انهار النظام تحت ثقله الخاص مع يوم واحد أو يومين يفصلان القوى الشعبية عن اجتياح طهران، قد تشن وحدات الحرس الثوري المتشددة والمتحكمة بالترسانة النووية هجوماً لتحقيق أهداف آيديولوجية قبل أن تنتهي سلطتها.

سيجعل هذا الإسرائيليين بالتحديد أقل تفاؤلاً من البيت الأبيض تجاه مسعى إيران النووي. بالنسبة إلى بايدن، سيكون الاختراق النووي فرصة إضافية لانتقاد ترامب وتفادي تحمل المسؤولية. بالنسبة إلى إسرائيل، سيمثل ذلك تهديداً وجودياً.
هذا ما فعلته ضد العراق سنة 1981 وسوريا سنة 2007. المشكلة هي أن إيران ليست العراق أو سوريا. بينما كان لدى العراق مفاعل تموز وسوريا مفاعل الكبر وحسب، ينتشر البرنامج النووي الإيراني على امتداد البلاد وقد يشمل أكثر من اثني عشر هدفاً. علاوة على ذلك، تابع روبين، إيران أكبر وأبعد من سوريا والعراق. مساحة إيران أكبر بنحو أربع مرات من مساحة العراق وبنحو تسع مرات من مساحة سوريا. سيكون لهذا الأمر تداعيات عدة على المستوى العسكري.

حاجات إسرائيل
سيتعين أولاً على إسرائيل ضرب أهداف عدة وتمكين مقاتلاتها من إعادة التزود بالوقود للسماح لطياريها بالعودة. سيتطلب ذلك تحييد القواعد الجوية الإيرانية وبطاريات الصواريخ المضادة للمقاتلات ومراكز الإمرة والقيادة. ولأن العديد من المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض، وحتى مع استخدام صواريخ كروز لتخفيف الضغط عن الطيارين، سيعني ذلك إجراء طلعات جوية عدة لضمان تدمير المنشآت. وأضاف روبين أن إسرائيل قد تحتاج أيضاً لإقحام بعض وحدات القوات الخاصة في إيران للتخلص من أفراد أساسيين ورسم الأهداف وتقييم الأضرار. وقد ترد إيران على إسرائيل عبر حزب الله وعلى دول الخليج عبر الحوثيين. ما سيعنيه هذا الأمر باختصار هو أنّ قرار ضرب البنى التحتية النووية الإيرانية لن يتطلب اثنتي عشرة طلعة جوية بل آلاف الطلعات على مدى أيام عدة.

آثار سلبية
يرى روبين أن الجانب السلبي لمثل هذه الضربة العسكرية هو أنها ستبرر خطاب إيران عن الحاجة إلى أسلحة نووية. وقد يلتف الإيرانيون أيضاً حول النظام. لقد كانت الثورة تتأرجح حين هاجم صدام حسين إيران وسمح لروح الله الخميني بتعزيز السلطة. أخيراً، إن أكبر عيب في ضربة عسكرية لا تنهي النظام هو أنها ستؤجل الاختراق النووي الإيراني من دون أن تنهيه. الحجم الهائل للمشكلة العسكرية قد يكمن في صعوبة تنفيذ هذا الخيار.
مع ذلك، وبصرف النظر عما يأمله بايدن، من غير المرجح أن يتراجع الإسرائيليون في مواجهة تهديد وجودي. عوضاً عن ذلك، قد يعتقدون أنه يجب عليهم فعل ما أمكن ضد إيران وجنوب لبنان بينما على الآخرين التأقلم مع الوضع.
يشير روبين ختاماً إلى أنه حين يكون وكر الدبابير قريباً، أفضل الخيارات هي التخلص منه أو تركه وشأنه. الخيار الأسوأ هو ضربه مرات عدة بالعصا وإثارة الدبابير والأمل بأن يأتي الأفضل. “للأسف، هذا هو السيناريو الذي تؤدي إليه الآن سياسة بايدن تجاه إيران».