تقرير إسرائيلي: عار أفغانستان أكبر بكثير من عار فيتنام

تقرير إسرائيلي: عار أفغانستان أكبر بكثير من عار فيتنام


رأت صحيفة “يديعوت أحرونوت” في مقال افتتاحي أنه لم يكن هناك أي إلحاح عملياتي للخروج من أفغانستان، لافتة إلى أن “عار أفغانستان” لا يشبه عار فيتنام، بل هو أشد منه بلا قياس لأن سخافته تناطح السماء. والولايات المتحدة سلمت طالبان الحكم بالاتفاق معها.
وتساءلت الصحيفة هل يمكن أن تنجح الولايات المتحدة والناتو، في جهد فني وفي ظروف ميدانية صعبة، في إخراج عشرات آلاف الأطفال والنساء والرجال من كابول؟. وقالت إن بعضاً من هؤلاء يحملون جنسيات غربية كانوا يسكنون في المكان، وبعضهم متعلمات ومتعلمون في مجالات مختلفة يفرون من بلاد تتحول بسرعة الى دكتاتورية اسلامية شمولية، والباقون مواطنون أفغان ساعد كثيرون منهم بشكل مباشر أو غير مباشر في المحاولة التي امتدت 20 سنة لإقامة نظام شبه ديمقراطي يؤدي مهامه في أفغانستان.

ويحاول رئيس الولايات المتحدة ورئيس حكومة بريطانيا وزعماء غربيون آخرون تهدئة الرأي العام في بلدانهم، قائلين: “لا تقلقوا، جنودنا، عاملونا والمقربون منا سيخرجون من كابول بأمان».
وتتساءل الصحيفة: “ماذا عن الباقين؟ ماذا عن نحو 40 مليون نسمة يتركون في أفغانستان الفقيرة التي يسودها الرعب، لمصيرهم المرير؟ لا شيء، فليتدبروا أمورهم».

يميل كثيرون إلى تشبيه خروج الأمريكيين من أفغانستان في 2021 بخروجهم من جنوب فيتنام في 1975. ولكن الصور مضللّة والتشبيه مدحوض. فالجيش الأمريكي الذي كان في ذروته يعد نصف مليون مجند، قاتل في جنوب فيتنام نحو ثلاثة ملايين جندي من جيش شمال فيتنام وعصابات شيوعية محلية (الفيتكونغ).وعندما أمر الرئيس جو بايدن الاسبوع الماضي بتصفية الأعمال الأمريكية في أفغانستان كان “جيش” طالبان يعد نحو 35 ألف مقاتل مجهزين أساساً بسلاح شخصي مما تيسر وبأحزمة ناسفة. أما “جيش” الولايات المتحدة الذي أعلن بايدن بدراماتيكية عن إخراجه، فكان يعد أقل من ألفي شخص، كلهم في وظائف التوجيه والتدريب. وكان هؤلاء توقفوا عن مقاتلة طالبان قبل سبع سنوات عندما أعلن الرئيس باراك اوباما (وكان جو بايدن في حينه نائبه) عن إنهاء قتال قوات الجيش الأمريكي والناتو ونقل المسؤولية الأمنية الكاملة إلى الجيش الأفغاني.

وترى الصحيفة أنه لم يكن هناك أي إلحاح أمريكي عملياتي “لإعادة الجنود الى الديار”؛ فوجودهم أدى دوراً ردعياً رمزياً، وليس حسماً عسكرياً. وإعادتهم الى الوطن لم تكن فعلاً عسكرياً بل عمل سياسي أزال العقبة الأخيرة أمام سيطرة طالبان دون إطلاق رصاصة واحدة على دولة تعد 38 مليون نسمة.
فقد اعتقد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأنه يتذاكى على قيادة طالبان عندما وقع معها على اتفاق لإخراج “باقي” جنود الولايات المتحدة من أفغانستان مقابل سيطرة طالبان الهادئة على الحكم الأفغاني. وقع قادة طالبان وضحكوا. أما الرئيس الحالي جو بايدن فعمّق السخافة حين أعلن أنه لن يبقى جنود أمريكيون في أفغانستان بعد سبتمبر-أيلول مهما يكن. وهذه الـ “مهما يكن” تحصل الآن أمام عيون الغرب. عار أفغانستان لا يشبه عار فيتنام، وإنما  أشد منه بلا قياس.