رئيس الدولة والرئيس المصري يبحثان العلاقات الأخوية والتطورات الإقليمية
قد تكون على أعتاب زعزعة استقرار المنطقة
تقرير دولي جديد يحذر من «فرصة فريدة» للنووي الإيراني
رأى لورانس هاس، باحث أول في مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، أن إيران تُسهم في زعزعة استقرار المنطقة وتقويض النظام العالمي، مؤكداً ضرورة أن تركز واشنطن وحلفاؤها على وضع خطة عمل شاملة للتصدي لهذا الخطر.
وذكر معهد العلوم والأمن الدولي في تقريرٍ جديد أنَّ «الوضع الحالي في المنطقة يمنح إيران فرصةً فريدة ومبرراً داخلياً أقوى لبناء ترسانة أسلحة نووية، في حين تتقلص موارد الولايات المتحدة وإسرائيل، في إطار رصد إيران ومنعها من تحقيق ذلك».
وأضافَ التقرير: «للمرة الأولى منذ سنوات، نواجه إمكانية حقيقية بأن تختار إيران تسليح قدراتها النووية وبناء أسلحة نووية.»
قنبلة نووية خلال أسبوع
لا يلزم طهران وقتاً طويلاً لإنجاز ذلك. ففي ظل وجود مخزون كبير من اليورانيوم المُخصَّب بنسبة 60%، يُقدِّر المعهد أن النظام الإيراني يمكنه تخصيب كمية إضافية من اليورانيوم إلى مستوى مناسب لصنع الأسلحة النووية، وبالتالي فإن لديها القدرة على إنتاج قنبلة نووية في غضون أسبوع.
وإضافة إلى أن طهران تعزز بنيتها التحتية النووية، من خلال بناء المزيد من المفاعلات وتخصيب كميات أكبر من اليورانيوم، مع رفضها التعاون مع المفتشين النوويين الدوليين، فهي تواصِل أيضاً تطوير صواريخها البالستية، التي يمكن أن تحمل رؤوساً نووية لضرب حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وربما الولايات المتحدة نفسها.
وفي يناير -كانون الثاني، أطلقت إيران قمراً اصطناعياً لمسافة 450 ميلاً في الفضاء، باستخدام تقنيات «تتداخل بشكل كبير» مع تقنيات الصواريخ الباليستية الأطول مدى.
عواقب خطيرة
وأفاد هاس في مقاله بموقع مجلة «ناشونال إنترست» بأن عواقب التقدم النووي الإيراني هائلة. فمن الممكن لإيران أن تشن هجوماً على الولايات المتحدة أو إسرائيل، ألدّ خصومها. علاوة على ذلك، يمكنها أيضاً نقل قنبلة إلى إحدى الجماعات التابعة لها «مثل حماس أو حزب الله» لاستخدامها ضد إسرائيل أو عدو آخر.
تحركات مطلوبة
كل هذا يقتضي تحركاً بقيادة الولايات المتحدة على جبهتين على الأقل، حسب الكاتب. أولاً، يجب على واشنطن استعادة «الردع» ضد إيران من خلال شن رد فعل عسكري أقوى وأكثر تواتراً لمهاجمة وكلائها. فمن الواضح أن الاستجابة الحالية لإدارة بايدن لم تقنع طهران بكبح جماح وكلائها. وبما أنَّ ليس ثمة ما يردع طهران في ساحة المعركة، فستجد دافعاً متزايداً يشجعها على ملاحقة أهدافها النووية، وتجاهل التحذيرات الغامضة من الولايات المتحدة.
ثانياً، على الولايات المتحدة وحلفائها وضع خطة ملموسة وتنفيذها، لمواجهة إيران بشأن مساعيها النووية، وذلك باستخدام الوسائل المتاحة كافةً لضمان عدم إقدامها مطلقاً على تطوير أو حيازة أسلحة نووية.
وأكد الباحث ضرورة النظر في ما يفعله وكلاء إيران ضمن «محور المقاومة» في جميع أنحاء المنطقة.
فحماس قتلت 1200 إسرائيلي وأسرت أكثر من 200 رهينة في 7 أكتوبر -تشرين الأول، وتعهَّدَ قادتها بشن هجمات حتى تحقق هدفها المتمثل في تدمير إسرائيل. وحزب الله، وهو جماعة إرهابية أقوى في جنوب لبنان، تهاجم المجتمعات الإسرائيلية والمواقع العسكرية على طول الحدود الشمالية لإسرائيل في شكل شبه يومي منذ 8 أكتوبر، مما يثير مخاوف من أن تشن اسرائيل حرباً ضد حزب الله بعد الانتهاء من حماس.
وأطلق متمردو الحوثي في اليمن أيضاً صواريخ على إسرائيل وهاجموا سفناً تجارية في البحر الأحمر بطائرات مسيرة وصواريخ وزوارق. وأدى ذلك إلى تعقيد حركة الشحن عبر الممر المائي الدولي، مما أقنع بعض شركات الشحن بأن تسلك طريقاً أطول كثيراً حول جنوب أفريقيا وحث الولايات المتحدة وبريطانيا على ضرب أهداف الحوثيين.
ومنذ هجوم حماس الأخير، شنَّ الحوثيون وميليشيات أخرى مدعومة من إيران نحو 170 هجوماً على القوات الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة، وأدى أحدها إلى مقتل ثلاثة جنود في الأردن في أواخر يناير -كانون الثاني.
تدهور الأوضاع
وقال الكاتب: «فلنتخيل معاً مدى تدهور الوضع إذا امتلكت إيران قدرات نووية. تواجه إسرائيل بالفعل غضب الرأي العام العالمي ونفور شركائها، وعلى رأسهم واشنطن، بسبب ردها عسكرياً على هجمات على الأراضي الإسرائيلية. فهل يمكنها الاستجابة بفعالية، إذا هددت إيران بِردٍ نووي؟ وهل تستطيع واشنطن أن تتصرف بحزمٍ لحماية حلفائها الإقليميين، وتدفق حركة التجارة البحرية الحرة، إذا هددت إيران بالرد عبر شنّ هجوم نووي؟. وأضاف: من المُبرَّر أن تركز الولايات المتحدة وحلفاؤها على الصراعات الدامية في هذه المنطقة المضطربة. فلا يزال المجتمع الإسرائيلي يعاني من أسوأ هجوم على اليهود منذ كارثة المحرقة. ويموت الآلاف من الفلسطينيين في غزة، بينما تلاحق إسرائيل حماس، كما تتعرض القوات الأمريكية لنيران العدو. لكن إيران، بطموحها النووي، قد تكون على أعتاب زعزعة استقرار المنطقة وتقويض النظام العالمي بطريقة أكبر . لذلك، يرى الكاتب أنه يتعين على واشنطن وحلفائها التركيز على الصورة الأكبر ووضع خطة عمل شاملة.