تقرير: أهداف نتانياهو تنهار تحت ضغط ترامب

تقرير: أهداف نتانياهو تنهار تحت ضغط ترامب


استغرق الأمر قرابة عامين من الحرب، واحتجاجات لا تتوقف للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين، مع وجود رئيس أمريكي نشيط عازم على تحقيق ما بدا غير ممكن. فبعد أن حصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على دعم دول عربية وإسلامية رئيسية، منها قطر وتركيا ومصر والسعودية، لخطته لإنهاء الحرب في غزة، أجبر كلاً من إسرائيل وحماس على قبولها.
وفي غضون أيام، سحب الجيش الإسرائيلي معظم قواته من غزة، وأطلقت حماس سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الـ 20 الأحياء. ثم شارك عدد كبير من قادة الدول في قمة سلام بمنتجع شرم الشيخ المصري.
ولم تتم دعوة نتانياهو إلى القمة، حتى تحدث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حضور ترامب. وبدا الأمر لوهلة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يفكر في الجلوس على مائدة واحدة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لمناقشة قضية السلام، وإعادة إعمار قطاع غزة، والمشاركة المرجحة للسلطة الفلسطينية في إعادة الإعمار، قبل أن يقرر في النهاية عدم المشاركة.
وفي تحليل نشره موقع المعهد الملكي للشؤون الدولية “تشاتام هاوس” البريطاني، قالت كسينيا سفيتلوفا، السياسية والمحللة الإسرائيلية، والزميل المشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمعهد،: إن “رؤية الأحداث المتلاحقة التي شهدها ملف حرب غزة خلال الأيام الأخيرة، كانت أمراً غريباً تماماً كمشهد اعتذار نتانياهو لقطر عن قصف مقر قادة حركة حماس في الدوحة، ليصبح السؤال المطروح الآن هل فقد نتانياهو سيطرته على السلطة؟».
وتقول سيفتلوفا إن الأيام الماضية شهدت انهيار الكثير من مفاهيم وأهداف نتانياهو واحد تلو الآخر. وفي مقدمة هذه التصورات حديثه عن النصر الكامل. فقبل أسابيع كان يرفض بغضب أي اقتراح بإنهاء الحرب عبر اتفاق مع حماس، مصراً على تحقيق “النصر الكامل».
كما كان يرفض فكرة تأجيل نزع سلاح حماس إلى المستقبل، للسماح بإطلاق سراح الرهائن. ورفض أي مشاركة للسلطة الفلسطينية في إعادة إعمار غزة. وأصر على تقديم مساعدات إنسانية محدودة فقط، من خلال منظمة الإغاثة الإنسانية المدعومة من إسرائيل، التي ثبت فشلها وتم تفكيكها في ذلك الحين.ورغم ذلك، دافع نتانياهو عن الاتفاق الذي جاء على عكس كل ما ظل يروج له حتى قبل أسابيع، مدعياً أن إسرائيل حصلت على كل ما تريده، رغم أنه يتناقض مع كل ما بشر به لسنوات عديدة. وفي غضون أيام، سيعاد فتح معبر رفح بين غزة ومصر، ويؤمنه رجال شرطة فلسطينيون مدربون في مصر، وفقاً لمصادر فلسطينية، وهو ما يعني عودة فعلية للسلطة الفلسطينية إلى غزة، وبداية إعادة الوحدة بين غزة والضفة الغربية.ومنذ أوائل العقد الثاني من القرن الـ 21، اعتمدت استراتيجية نتانياهو على سياسة “فرق تسد”، لتقطع بذلك الطريق على أي فرصة للمفاوضات وأي احتمال لقيام دولة فلسطينية. وشمل ذلك إضعاف السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية مع إبقاء حماس على قيد الحياة في غزة. وقد خدمت كل خطوة، بدءاً من سياسة الاستيطان في الضفة الغربية، إلى تدفق الدعم المالي الخارجي لحركة حماس في غزة بموافقة إسرائيل هذا الهدف.