تقرير: 38 ألف عالق في أفغانستان... ما المطلوب من أمريكا؟

تقرير: 38 ألف عالق في أفغانستان... ما المطلوب من أمريكا؟

توجه المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكي روبرت تشارلز برسالة إلى قرائه في موقع “جمعية المواطنين الأمريكيين الناضجين” مفادها أن هناك أمراً لا أحد يريد إخبارهم به.
ويستند الأمر إلى حوار يومي مع مصادر وصفها بذات مصداقية وإلى بيانات مباشرة من أفغانستان، وهو أنه حتى أواخر أكتوبر -تشرين الأول الماضي، كان هناك ما لا يقل عن 38 ألف شخص في أفغانستان لديهم وثائق رسمية صادرة عن الولايات المتحدة أو علاقات تخول لهم المغادرة الفورية. ويشمل هذا الرقم أمريكيين، وحاملي بطاقة خضراء، وموظفين سابقين في السفارة الأمريكية وحاملي تأشيرات الهجرة الخاصة.
من الوقائع الصعبة التي يسردها تشارلز رغبة هؤلاء في مغادرة البلاد بعد أن تلقوا وعوداً بعدم التخلي عنهم. ويجد هؤلاء أنفسهم في خطر، حيث يختبئون من حركة طالبان.
وحين سأل الكاتب عن نسبة خطر الموت كانت الإجابة “100%”. وأضاف أن الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان التي ترتكب بشكل يومي، سببها تخلي الولايات المتحدة عن أفغانستان.
وتوقع تشارلز استمرار هذه الأحداث مع زيادة المهانة الأمريكية وتواصل هذا المسار قبل أن تعترف إدارة بايدن بالرعب وتتحمل المسؤولية وتخرجهم من هناك.
إن إنكار هذه الكارثة الإنسانية والتقليل من أهميتها لن يجعلها تنتهي. إن الجبن المتواصل وأنصاف الحقائق والمراوغة لن تصحح الأوضاع، حسب الكاتب. ويرى تشارلز أن وزارة الخارجية الحالية تفشل، إلى جانب البيت الأبيض، ووزارة الدفاع، في غياب التصرف بشكل استباقي في وقت يفترض فيه أن المسؤولين مبادرين واستباقيين ومتحملين لمسؤولياتهم. وتقدم الكاتب بستة مقترحات لخروج الولايات المتحدة من مأزقها الحالي.
في البداية، على وزارة الخارجية أن تتفاوض للحصول على حقوق هبوط فورية للطائرات لنقل هؤلاء بعد التدقيق في وضعهم مع ضمان أن تقبل الولايات المتحدة طلبات اللجوء التي يتقدم بها أي مواطنين غير أمريكيين، أو غير حاملين للبطاقة الخضراء بعد التدقيق. بإمكان وزارة الخارجية فعل ذلك. ثانياً، على وزارة الخارجية فرض ضغوط ديبلوماسية واقتصادية ومالية وأمنية على باكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان، وطاجيكستان للسماح بدخول الذين أجلوا براً مع أوراق اعتماد مناسبة أو تصريح من الدولة بناء على توظيف أمريكي سابق، أو حملهم تأشيرات هجرة خاصة. فقد أغلقت باكستان معبر طورخم، ويجب إعادة فتحه حسب الكاتب.
رأى تشارلز أن إجلاء الـ 38 ألفاً يحتاج إلى تعاون طالبان التي تبحث عن متنفس. فهي على صراع يومي مع داعش-خراسان، ولديها إمكانية وصول محدودة إلى الأسواق المالية، والمساعدات الإنسانية، أو التقنية. وقريباً، ستجد الحركة نفسها دون تجارة جوية بما أن آلات إزالة الجليد معطلة.
وبما أن طالبان تحتاج إلى المساعدات التقنية والغذاء والأدوية، تملك الولايات المتحدة النفوذ، وعلى واشنطن القول: “نحن آتون لتأمين المطار، ونحتاج إلى مساعدتكم لإخراج جميع الـ 38 ألفاً، وإلا ستظلون عالقين”. عبر العمل معاً، يستطيع البيت الأبيض ووزارتا الخارجية والدفاع فعل ذلك.
على باكستان، وكل العالم المتحضر، مع ضغط من الناتو، أقصى الشرق، روسيا، التي تخاف التطرف الإسلاموي، والصين، التي تريد علاقات مستقبلية عالمية،، قول ذلك بصوت واحد. إذا أطلقت هذه الأصوات بتناغم فستسمعها طالبان، حسب الكاتب.
من أجل تنظيم إجلاء منظم، يجب السماح للطائرات الأمريكية بدخول المجال الجوي الأفغاني. نتيجة لذلك، على الولايات المتحدة دعم جهود لاحقة تبذلها أفغانستان لتأمين اتفاقيات جوية لتحويل الإيرادات.
ولاسترجاع آخرين على ارتباط بالولايات المتحدة، يجب إطلاق جولة أخيرة من إصدار تأشيرات الهجرة الخاصة بشكل سريع تعقبه عمليات إجلاء أخيرة.
وهنا أيضاً يبدي تشارلز ثقته في قدرة وزارة الخارجية على ذلك.
يكرر الكاتب ختاماً أن الاستباق أفضل من إنكار هذا الاعتداء الرهيب على العدالة وهذه المأساة الإنسانية. من الأفضل تحمل مسؤولية الأوضاع الحالية وإصلاحها عوض ادعاء النجاح حيث الفشل. وأضاف أن الإخفاق الأخلاقي هنا هو إخفاق بايدن، ولن يختفي من نفسه. ويسأل، إذا لم يكن الوقت حالياً مناسباً لحتمية القيادة الأخلاقية والسياسية، فمتى يكون كذلك؟