محمد بن راشد: التنمية هي مفتاح الاستقرار .. والاقتصاد أهم سياسة
تلغراف: نجاح استراتيجية بوتين لتقسيم الغرب
يبدو أن خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتقسيم الغرب وإضعاف الدعم لأوكرانيا تحقق نجاحاً.
وكتب كون كوغلين في “تلغراف” أن روسيا قد تكون تواجه صعوبات لتحقيق أهدافها العسكرية في أوكرانيا، لكن هذا لم يمنع الكرملين من مواصلة جهوده لتقويض الدعم الغربي لكييف. ففيما لا يحقق الهجوم المضاد لكييف تقدماً سريعاً كان يأمله الكثيرون في بداية الحملة، لا شك أن المكاسب المتواضعة التي حققتها حتى الآن لم تكن لولا الإمداد المستمر للشحنات العسكرية من الغرب.
دبابات أبرامز
إلى ذلك، فإن المجهود الحربي الأوكراني على وشك الحصول على دفع كبير مع وصول الدبابات القتالية الرئيسية الأمريكية من طراز أبرامز الشهر المقبل. وهذا من شأنه أن يمنح الأوكرانيين ميزة كبيرة على خصومهم.
حتى الآن، فشلت الجهود الروسية لإثارة الانقسامات داخل التحالف الغربي في تحقيق النتيجة المرجوة، رغم تضاؤل حماسة بعض دول الناتو للحفاظ على دعم كييف. وكان هذا واضحاً في قمة الناتو الشهر الماضي في فيلنيوس، حيث تم رفض محاولات أوكرانيا لتأمين الالتزام بالعضوية المستقبلية في الحلف.
ويلفت كوغلين إلى أن اقتراح أحد كبار مسؤولي الناتو تنازل كييف عن بعض أراضيها لموسكو من أجل تأمين العضوية، قدم صورة أكثر دقة لما يفكر فيه بعض قادة التحالف الأطلسي، علماً أن المساس بوحدة أراضي أوكرانيا أمر غير مقبول قط للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي رفض الفكرة ووصفها بأنها “سخيفة».
و مع استطلاعات الرأي في أوروبا التي تظهر انقساماً واضحاً بين أولئك الذين يريدون الحفاظ على تضامنهم مع القضية الأوكرانية وأولئك الذين يدعمون تسوية تفاوضية، لا شك أن هناك أرضاً خصبة يستطيع الكرملين استغلالها لزيادة الانقسامات داخل التحالف الغربي.
انقسام وخلاف
في مثل هذه الظروف، لن يكون مفاجئًا أن يكثف الكرملين عملياته التجسسية ضد الغرب. فكلما زادت المعلومات الاستخباراتية والمعلومات التي يمكن للكرملين استخلاصها بشأن التفكير الغربي في قضية أوكرانيا، كان ذلك أفضل لزرع الانقسام والخلاف.
ويحذر مسؤولو الاستخبارات البريطانية من أن عدد الجواسيس الروس الذين يعملون في بريطانيا وأوروبا هو أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة. في الوقت نفسه، كان هناك تصعيد كبير في النشاط الروسي العدائي ضد البنية التحتية الغربية الرئيسية، مثل رسم خرائط لشبكات الاتصالات والطاقة الرئيسية التي يمكن استهدافها في حالة تصعيد التوترات مع موسكو.
تجسس
تم الكشف مؤخراً عن أسطول من سفن التجسس الروسية يعمل في بحر الشمال حيث يشتبه في أنه يسعى لتحديد أهداف محتملة لعمليات التخريب. في غضون ذلك، أسفرت المحاولات الروسية لاختبار جاهزية الدفاعات الجوية البريطانية عن مسارعة طائرات تايفون التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني لاعتراض القاذفات الروسية في وقت سابق من هذا الأسبوع.ويأتي القبض هذا الأسبوع على ثلاثة أعضاء من عصابة تجسس روسية مشتبه بها في أعقاب عملية بريطانية لمكافحة التجسس، على خلفية اعتقالات أخرى في جميع أنحاء أوروبا.والأسبوع الماضي، تم القبض على ضابط مشتريات عسكري ألماني بعد اتهامه بنقل أسرار إلى موسكو، بينما تم القبض على مسؤول في جهاز المخابرات الخارجية الألماني (BND) بتهم مماثلة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وحكم على حارس أمن يعمل في السفارة البريطانية في برلين بالسجن لمدة 13 عاماً في فبراير(شباط) بعد أن أقر بأنه مذنب لتمرير “كمية كبيرة من المواد” إلى موسكو.
قيمة الاستخبارات
ويقول كوغلين إن بوتين، بصفته ضابطاً كبيراً سابقاً في جهاز استخبارات الكي جي بي السوفيتي، يدرك بشكل خاص قيمة الاستخبارات عالية الجودة، وهو ما يفسر بلا شك الزيادة الأخيرة في نشاط قوات الأمن الغربية بهدف تعطيل عمليات جمع المعلومات الاستخبارية لموسكو.ويرى الكاتب أن الجهود المبذولة لتوجيه رسالة واضحة إلى روسيا مفادها أن الغرب لا يزال موحداً في دعمه لأوكرانيا، تتعثر مع مواصلة أكثر من 50 % من الشركات الأوروبية العاملة في روسيا قبل الحرب التعامل مع البلاد.ومع أن انهيار قيمة الروبل الذي انخفض بنسبة 40% منذ نوفمبر ودفع البنك المركزي إلى رفع أسعار الفائدة إلى 12%، يشهد على فعالية نظام العقوبات المفروضة على روسيا في أعقاب غزو أوكرانيا، يتم تقويض هذه العقوبات بالتأكيد بسبب إصرار الشركات الأوروبية الرائدة، مثل مجموعة Unilever في المملكة المتحدة، على الحفاظ على عملياتها في البلاد.