بعد محاولة الهجوم على وزارة الداخلية:

تونس: المطالبة بالقضاء على الإرهاب من جذوره

تونس: المطالبة بالقضاء على الإرهاب من جذوره

-- تفاصيل عملية شارع الحبيب بورقيبة وهويّة منفذها

   طالب المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة “بالقضاء على الإرهاب من جذوره في أقرب وقت، وذلك بالإسراع في تشديد المراقبة على العائدين من بؤر التوتّر ومحاسبة المسؤولين على تسفيرهم وتأطيرهم وبغلق كافة المؤسسات التكفيرية التي تبثّ الفكر الظلامي في البلاد تحت أنظار الحكومة، وخاصّة منها فرع تونس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المُصنّف إرهابيّا في عديد دول العالم «.
    وأكد المرصد في بيان أمس السبت، ضرورة “غلق ما يُسمّى بالجمعيّات “الخيريّة” والمدارس “القرآنية” العشوائية الخارجة عن السيطرة التي تزرع في عقول شبابنا الفكر المُتزمّت والمبادئ المنافية للقوانين المدنيّة التونسيّة».

   واعتبر المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة في البيان ذاته  أن “محاولة الاعتداء بالسلاح الأبيض على أعوان الأمن، التي أقدم عليها إرهابي مُصنّف س17 قصد “القضاء على الطاغوت”، تُقيم الدليل مرّة أخرى على أن الإرهاب ما زال يرتع في ربوعنا، وأنه قادر في أي وقت أن يقوم بعمليّات أخرى أخطر وأشمل».    واضاف أن محاولة الاعتداء التي “تزامنت مع محاكمة الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي يُحتّم على السلطة القائمة الكفّ عن النظر إلى الإرهاب كمشكلة عابرة وثانويّة أمام المشاكل الأخرى القائمة، رغم أهميّتها».    وكانت وزارة الدّاخليّة التونسية، قد ذكرت أن شخصا حاول الجمعة، “الاعتداء على عون أمن كان في مواجهته بالقرب من مقر الوزارة بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، ما اضطر العون إلى إطلاق النّار عليه وإصابته”، مضيفة أن “المهاجم سقط أرضا وتمّت السّيطرة عليه وتجريده ممّا كان يحمله، ونقله بواسطة سيّارة الحماية المدنيّة للمستشفى لتلقي العلاج «.   

وبينت الوزارة، في بلاغ أصدرته، أن “التحريات الأولية أثبتت أن المهاجم، والذي يبلغ من العمر 31 سنة، درس بالخارج “، وهو تكفيري مصنف لدى مصالحها، واستعمل في تنقّله سيّارة خاصّة كان قد ركنها على مستوى مدخل العاصمة “باب عليوة”، مضيفة أن “الأبحاث جارية لكشف باقي ملابسات الواقعة «.

   وعن ملابسات الواقعة، ذكر البلاغ استنادا إلى التّسجيلات والمعاينات الفنيّة المتعلّقة بالحادثة التي جدّت في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، أن تفاصيلها تتمثل في الاشتباه في شخص ملتح كان يحمل حقيبة على كتفه، وهو ما أثار ريبة أعوان الأمن الذين قاموا بمتابعته والإشعار بشأنه، ثمّ بمطالبته في مرحلة ثانية بالاستظهار بوثائق هويّته، عمد إلى فتح حقيبته واستلّ منها “شاقورا” و “سكّينا” كبير الحجم وحاول الاعتداء بهما على كلّ من يقترب منه.   

وجاء في البلاغ أيضا أنه تم استقدام الحماية المدنيّة ومطاردته من قبل أعوان الأمن وبعض المواطنين، فقام المعتدي بالقفز على الحواجز الفاصلة بين ممرّ المترجّلين ومبنى وزارة الداخلية، مضيفا أنه رغم محاولة التّصدّي له من قبل أعوان الأمن وتكرار دعوته للاستسلام وإلقاء ما بيديه، واصل المعتدي مواجهة كلّ من يقترب منه، مشهرا سلاحه الابيض ومردّدا “يا طاغوت، الله أكبر، يا كفّار”، مع مواصلة الجري يمينا ويسارا، ثمّ باقترابه نحو مبنى الوزارة، أشهر سلاحه مرّة أخرى، محاولا الاعتداء على عون أمن كان في مواجهته، الأمر الذي اضطر هذا العون إلى إطلاق النّار عليه فسقط أرضا وتمّت السّيطرة عليه وتجريده ممّا كان يحمله، ونقله للمستشفى للعلاج.  

وعهدت النيابة العمومية إلى الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب والجريمة المنظّمة الماسّة من سلامة التّراب الوطني، بالبحث والتقصي في هذه الواقعة.