رئيس الدولة يأمر بالإفراج عن 2937 نزيلاً من المؤسسات العقابية والإصلاحية
جبهات مشتعلة و«طاولة تغلي».. خطة ترامب بشأن أوكرانيا على المحك
تشهد جبهات القتال في أوكرانيا تصعيدا غير مسبوق، بالتزامن مع مباحثات مكثفة بين واشنطن وكييف وأوروبا بشأن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب وفرض السلام بين روسيا وأوكرانيا.
يأتي ذلك بالتزامن مع تقارير تتحدث عن عقبات تواجه تنفيذ خطة ترامب، حيث أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن هناك تعديلات يجب إجراؤها على الخطة، ويرغب في لقاء ترامب لإطلاعه عليها ومناقشتها.
في غضون ذلك، أفادت فيه وسائل إعلام أوكرانية نقلا عن سلطات خيرسون أمس الخميس بمقتل شخصين وإصابة آخرون في قصف روسي عنيف استهدف المقاطعة.
كما أعلنت سلطات أوديسا الأوكرانية عن تعرض المقاطعة لهجوم روسي واسع بالمسيرات استهدف البنية التحتية المدنية.
وفي المقابل، نقلت وكالات أنباء روسية الخميس، عن وزارة الدفاع قولها إن الدفاعات الجوية أسقطت 118 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، 52 منها فوق منطقة بيلغورود على الحدود مع أوكرانيا.
وتضع هذه التطورات الحرب الروسية - الأوكرانية على أعتاب منعطف حاسم؛ إذ يتقاطع المساران الميداني والسياسي بصورة لم تشهدها كييف منذ اندلاع النزاع في فبراير- شباط عام 2022، خاصة مع الضغوط المتنامية التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدفع خطة سلام مكونة من 28 بندا.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تسارعت الخسائر الأوكرانية على نحو لافت؛ إذ أشارت تقارير إلى أن كييف فقدت أكثر من 1.7 مليون جندي منذ بدء الحرب، بينهم مئات الآلاف خلال العام الجاري، فيما تستمر الوحدات بفقدان فعاليتها القتالية وسط انهيار خطوط الدفاع في الشرق والجنوب.
ولم يعد التقدم الروسي مقتصرا على جبهة محددة، بل شمل تحرير بلدات جديدة في دنيبروبيتروفسك ودونيتسك، إضافة إلى طرد القوات الأوكرانية من مواقع استراتيجية في خاركوف.
أما معركة بوكروفسك، فقد حشدت موسكو عشرات الآلاف من الجنود حول المدينة، وتمكنت من التسلل إلى أحيائها، في ظل اعتراف القادة الأوكرانيين بأن القوات الروسية تتفوق عدديا بنسبة 1 إلى 8، وأن جزءا من الجنود المحاصرين بدأ بالفعل في الاستسلام.
وعلى الجانب السياسي، جاءت خطة ترامب التي صيغت في جولات سرية بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ونظيره الروسي كيريل دميترييف من دون حضور أوكرانيا لتضيف طبقة أخرى من التعقيد.
وعبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن رفض واضح للتنازلات المتعلقة بالأراضي، مستندا إلى خطوط دستورية حمراء وهوية وطنية ترفض التخلي عن دونباس والقرم.
وفي الوقت ذاته، يجد زيلينسكي نفسه محاصرا بين ضغط أمريكي شديد، ومشهد داخلي مرتبك بسبب فضائح فساد، وتراجع القدرة على الصمود العسكري؛ ما دفع كييف إلى طرح تعديلات تهدف لخفض بنود الخطة إلى 19 بندا، وربط أي نقاش حول الأراضي بخطوط الجبهة الحالية.
ووفقا للمراقبين، تواجه كييف اليوم 4 مسارات محتملة، إما القبول تحت الضغط مع تحمل تبعات التنازل الإقليمي، أو الرفض والمضي نحو مواجهة قد تُفقدها الدعم الأمريكي، أو تجميد الصراع وفق خطوط الجبهة الحالية، أو الدخول في صيغة وسط تُبقي الملكية القانونية لأراض واسعة، لكنها تمنح روسيا السيطرة الفعلية عليها.