تاريخيا ذُكرت في الكتابات المسمارية القديمة في بلاد الرافدين باسم دلمون من وقت مبكر للغاية يعود للألفية الرابعة قبل الميلاد, وكان للبحرين علاقات تجارية قوية مع حضارات بلاد الرافدين حتى أن تجار أور قد أقاموا أسطولًا لنقل البضائع من وإلى البحرين والعراق قرابة العام 2000 ق م.. كانت العلاقات التجارية مزدهرة بين البحرين والعراق إذ كانت دلمون محطة مهمة للتجارة بين الهند وإفريقيا وسواحل الخليج والعراق تستورد الأخشاب من الهند ومن أفريقيا كما تستورد الحاصلات الأخرى وتنقل النحاس من سلطنة عمان فتبيع ذلك إلى جنوب العراق.. واستولى الملك سرجون الأكادي ملك أكدأ على إقليم البحرين بما فيها الجزيرة الصغيرة المحتفظة بالاسم حاليًا في العام 2300 قبل الميلاد.

هذه نبذة عن تاريخ البحرين الموغل في القدم, ولكن الآن للبحرين وجه آخر, فهي دولة جزيرية عربية في الخليج العربي على الجهة الشرقية من شبه الجزيرة العربية وعاصمتها المنامة, وترتبط مملكة البحرين مع المملكة العربية السعودية بجسر صناعي يسمى جسر الملك فهد وهناك مخطط لربطها بجسر آخر مع السعودية باسم جسر الملك حمد.. نالت البحرين استقلالها عن بريطانيا عام 1971 وتم إعلانها كدولة مستقلة لكن في عام 2002 وبعد استفتاء شعبي عام على ميثاق العمل الوطني أصبح اسم البلاد مملكة البحرين.. واعتبارًا من عام 2012، كانت البحرين في المرتبة 48 في العالم في مؤشر التنمية البشرية ومعترف بها من قبل البنك الدولي كاقتصاد الدخل المرتفع وهي عضو في الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية وجامعة الدول العربية وحركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكذلك أحد الأعضاء المؤسسين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية..وتم اكتشاف أول بئر نفط في البحرين عام 1932 وهي أول بئر تم اكتشافها في المنطقة, منذ أواخر القرن 20 ، وسعت البحرين إلى تنويع اقتصادها كي تصبح أقل اعتمادًا على النفط من خلال الاستثمار في قطاعي المصارف والسياحة.. والبحرين تحرص على المشاركة في كل موسم من مواسم القرية العالمية ومنذ بدايتها, وفي كل موسم يحمل جناحها طابعا أو معلما تراثيا ليتعرف ضيوف القرية العالمية على هذا التراث.

وفي هذا الموسم تم تصميم واجهة جناح البحرين كما بين عبد الرحمن الكدس مستثمر الجناح لترمز إلى معلمين من البحرين أولهما باب البحرين والثاني المباني الشعبية القديمة في البحرين, بالإضافة إلى أبراج الحمام الشهيرة الموجودة في البحرين والدول الخليجية الأخرى.. ويقع باب البحرين في مدخل سوق المنامة وبناه تشارلز باجريف عام 1948م ويضمّ مكاتب الحكومة في ذلك الوقت, كان باب البحرين مطلّا على البحر وتعرّض مع مرور الوقت إلى تغييرات كبيرة.. وتبنت وزارة الثّقافة هذه الواجهة الحضاريّة واستطاعت من خلال ترميمها عام 1986 أن تستعيد هيئة باب البحرين الأولى الذي كان عليها تفصيليا وإظهار المعالم المعمارية الإسلامية.. أما المعلم الآخر هو المباني الشعبية القديمة فالبحرين تزخر بالعديد من البيوت الأثرية القديمة, وتبرز على السطح مدينة المحرق كحاضنة كبرى لتلك البيوت التقليدية التي تمتد على جانبي أزقة المدينة الضيقة.. واختيرت مجموعة المنازل لتعيد إلى التاريخ مجموعة من المهن والحرف اليدوية التي يلجأ إليها الناس لكسب لقمة العيش بدءًا من التطريز والزخرفة في بيت الكورار حتى تاريخ اللآلئ في منزل بن مطر وهو المنزل السابق لتاجر لؤلؤ شهير, وتعكس تلك البيوت التزام البحرين بالحفاظ على العمارة التقليدية والتاريخية بترميم تلك البيوت.

أما من الداخل فتم تصميم الجناح الذي تبلغ مساحته 2010 أمتار مربعة ويضم 62 محلا  ليرمز إلى الأسواق الشعبية البحرينية أيضا.. ويتوسط الجناح ساحة التراث التي تضم الحرف اليدوية وكافتيرا ومسرحاً.. أما بالنسبة للحرف اليدوي فهي:
- ضافي وادي.. الذي يقوم بعمل وصناعة الأسماء من المعدن المطلي بالذهب ومعها سلسلة للتعلق حول الرقبة وبشكل مستطيل, أوبشكل مربع مرصع بالفصوص,لمن يرغب من ضيوف أو ضيفات القرية العالمية والذين يختارون الشكل حسب رغبتهم.. كما يقوم بعمل التعليقات للسيارة والممزوجة برائحة العود.
- عماد هرموش.. الذي يقوم بعمل مختلف المشروبات السخنة للضيوف على الرمل الساخن كالقهوة بكل أنواعها, والشاي بكل أنواعه.

- مانبريت كور.. التي نقوم بنقش تصاميم ونقرش الحناء على أيادي من ترغب من ضيفات القرية العالمية.
- سحر.. التي تقوم بعمل الرسومات المختلفة العادية والمضحكة على الوجه لمن يرغب من ضيوف القرية العالمية سواء من الكبار أو الصغار.
- والحلوى البحرينية.. والتي يتم إعدادها داخل الجناح والمعبأة في أطباق ورقية وبأوزان مختلفة ليشتريها ويتذوقها ضيوف الجناح وضيوف القرية العالمية.
والكافتيريا تقدم للضيوف ما يشاؤون من مختلف المشروبات الساخنة أو الباردة, فالساخن منها القهوة العربية والتركية والأوروبية والشوكولاتة الساخنة والنسكافي وغير ذلك, أما المشروبات الباردة فمثل عصائر الفاكهة الطازجة بمختلف أنواعها والمياه المعدنية والمشروبات الغازية, كما تقدم بعض الوجبات والحلويات البحرينية التقليدية الخفيفة.

وأما المسرح الذي صممت خلفيته على غرار أبراج البحرين تقدم عليه فرقة الوادي المكونة من مطرب وأربعة عازفين على الأورج والطبل والدف والناي وتقدم من خلال خمس حفلات يومية الفلوكلورى الغنائي الخليجي وخاصة البجريني وأيضا الأغاني الحديثة لمطربي الخليج.