رئيس الدولة ونائباه يهنئون المحتفلين بعيد الميلاد في دولة الإمارات والعالم
جيروزاليم بوست: النظام الإيراني يخشى خسارة الجيل الجديد بسبب الاحتجاجات
رأى الكاتب سيث ج. فرانتزمان أن المحاولات التي يبذلها النظام الإيراني لقمع الاحتجاجات في أنحاء البلاد لا تظهر علامة على التراجع بعد شهرين من مقتل الشابة مهسا أميني في مركز للشرطة، عقب اعتقالها بتهمة عدم التزام القواعد الصارمة في ارتداء الحجاب.
ورأى الكاتب في مقال بصحيفة “جيروزاليم بوست” أن النظام يبدي حذراً من ارتكاب مجزرة بحق المحتجين، لأنه يخشى أن تخرج التظاهرات عندها عن السيطرة.
وفي مقابلة مع وكالة تسنيم الإيرانية مؤخراً، تناول وزير الثقافة الإيراني السابق محمد بثائي الذي تولى مهامه في الحكومة الثانية التي شكلها الرئيس السابق حسن روحاني حتى عام 2018، بعض العقبات التي تواجهها إيران في التعامل مع شعبها.
وسلطت المقابلة الضوء على انتقاد ذاتي للنظام وعكست القلق السائد في الجمهورية الإسلامية، من أنها على وشك الإبتعاد عن جيل كامل من الناس.
إعادة الجني إلى القمقم؟
وعلى مدى شهرين، ينخرط الشباب في الاحتجاجات، من الجامعات إلى المدارس وفي ساحات المدن، ويدرك الناس أن النظام لا يمكنه السيطرة على كل شيء. ولذلك لا تظهر الفيديوهات المسربة المتظاهرين فقط، وإنما نساء لا يرتدين الحجاب في تحد للنظام الديني المتطرف في طهران. إذن، كيف تفترض إيران أنه يمكنها أن تعيد جنيّ الإحتجاجات إلى القمقم؟
ليس لدى وزير الثقافة السابق الكثير من الرود الجيدة، لكن آراءه تستحق التوقف عندها. إذ قال إن “الشباب الذين ولدوا في الثمانينات لديهم الكثير من الاختلافات مع الأجيال السابقة في ما يتعلق بالحاجات وحتى في طريقة الحياة».
وفي الواقع، فإن الذين ولدوا قبل الثمانينيات، كانوا منخرطين في الثورة الإيرانية عام 1979. أما الذين ولدوا في الثمانينيات وهم الآن في الأربعينيات من أعمارهم، فإنهم عاشوا كل حياتهم في ظل الحكم الديني ولم يكونوا قادرين على تحدي النظام. وحاول بعضهم عام 2009، لكنهم تعرضوا للقمع في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تحض الغرب على العمل مع إيران للتوصل إلى اتفاق بينما تعمل مع روسيا على فتح نقاشات مع النظام في طهران.
وفي الطريق إلى الاتفاق، الذي مكّن النظام فإن الولايات المتحدة والغرب لم يدعما التظاهرات الواسعة لعام 2009. وفي 2019، عندما خرج المتظاهرون مجدداً، قتل النظام منهم أكثر من ألف شخص. وهكذا، فإن البالغين الذين هم في الأربعينيات من العمر لديهم فقط ذكريات مريرة عن الإخفاقات.
وقال بثائي إن الاحتجاجات الحالية تضم أعداداً ضخمة من الشبان في الشوارع و”يمكن ملاحظة أفعالهم التي تترافق أحياناً مع العنف...هؤلاء هم أولادنا، ولا خلاف لدينا معهم، لأنه نتيجة انفعالات وعواطف معينة وبسبب إهمال بعض القضايا، انضموا إلى ميدان (الاحتجاجات)...لكن الذين يديرون المسرح الرئيسي وانضموا إلى التظاهرات مع مخططات (استراتيجيات) فإنهم يحظون بالأهمية».
وهكذا، فإن المرشد الأعلى علي خامنئي يميل إلى رؤية أيادٍ خفية خلف الاحتجاجات، التي يشير إليها دائماً على أنها من صنع القوى الأجنبية ومجموعات “الصهاينة” و”الانفصاليين”. ولذلك، أطلقت إيران الصواريخ واستخدمت المسيرات ضد المعارضة الكردية في شمال العراق في أواخر سبتمبر-أيلول، وارتكبت مجازر بحق المحتجين البلوش كذلك.
وبحسب بثائي فإنه “كانت هناك عيوب في النظام الثقافي، ونحن نحصد ما زرعنا... ومع الفوضى التي تسود هذا النظام الثقافي، فإن مثل هذه الحوادث ستقع».
ووصلت وكالة تسنيم إلى خلاصة مفادها أن الأمر كان متوقعاً. إن هذا النوع من الإستنتاج الصادم بالنسبة لوكالة مؤيدة للنظام، يرقى إلى مستوى الإقرار بالفشل الجماعي.
وفي الوقت الذي تتواصل الاحتجاجات، هناك شيء واضح: إن النظام يخشى خسارة هذا الجيل، وهو مشوش بالنسبة للطريقة الأفضل لجعله يتراجع ومواجهة الاحتجاجات المستمرة.