جيروزاليم بوست: عباس أهدر الكثير من فرص السلام

جيروزاليم بوست: عباس أهدر الكثير من فرص السلام


تناول الكاتب غريغ رومان في مقال بصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية الفرص التي أهدرها الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتوصل إلى سلام مع إسرائيل، قائلاً إن لعباس مسيرة طويلة في إطلاق الوعود المخيبة للآمال والتهديدات التي لا تؤتى ثمارها. لكن تهديد عباس من منبر الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 24 سبتمبر (أيلول) لإسرائيل بضرورة الانسحاب في غضون عام واحد إلى حدود 1967 أو مواجهة عواقب وخيمة، بدا وكأنه نابع من مكان آخر.

ويعاني عباس من تدن متواصل في شعبيته. ولا شك في أن تأجيل الانتخابات الفلسطينية، ومقتل الناشط نزار بنات وما تلاه من قمع للمتظاهرين، جعل الكثيرين يطالبون بوضع حد لعهد عباس. وأظهر استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للسياسات والمسح، أن نحو 80 في المئة من الرأي العام الفلسطيني يطالبون بإستقالته.

وبينما قد ينظر الكثيرون إلى خطاب عباس على أنه وسيلة لتعزيز شعبيته في الداخل، لكنه في الوقت نفسه يعتبر صرخة زعيم يرى أن إستراتيجيته تتداعى. وكان عهد عباس مليئاً بالفرص الضائعة لشعبه. وقد رفض بشدة العرض السخي الذي قدمه له رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت عام 2008، زاعماً بعد ذلك بأشهر في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” أن شعبه ليس في عجلة من أمره “فيما نملك في الضفة الغربية واقعاً جيداً...إن الناس تعيش حياة طبيعية».

ثم طالب بأن تجمد إسرائيل البناء في المستوطنات من أجل إجراء مزيد من المفاوضات، وتمت تلبية طلبه. ومع ذلك، بقي عباس بعيداً عن طاولة المفاوضات.

وهناك الكثير من الأمثلة على الإخفاق في الإنخراط مع إسرائيل أو العودة إلى عملية السلام. وعلى مدى سنوات، جعل ذلك المسؤولين الإسرائيليين البارزين وصانعي القرار يدركون أن عباس منغمس جداً في عملية الرفض ولن يتحرك إنشاً واحداً نحوهم. وبعدما ساد اعتقاد أن عباس سيكون أكثر مرونة من ياسر عرفات، فإن هذه الفكرة سرعان ما تبددت، على رغم إدراكه للديبلوماسية ولغة العلاقات الدولية.

و ربما يقول البعض إن عباس قد أهدر المكاسب التي حققها الفلسطينيون بقيادة عرفات، لكن الإعتراف بإسرائيل، والإعتراف المتبادل الذي كان أساس إتفاقات أوسلو، معرض اليوم للخطر. ومع ذلك، فإنه في الشارع الفلسطيني هناك حديث دائم عن إنتفاضة ثالثة. وشهدت إسرائيل كيف يشتعل الفتيل بسرعة، على غرار ما جرى من أجل الحصول على أفضلية النزاع القانوني في حي الشيخ جراح.

ومن خلال إتخاذ موقف متشدد من عباس ومؤيديه في السلطة الفلسطينية، يمكن إسرائيل ضمان وضع حد للرفض وإنهاء حلقة النزاع والعنف اللذين لا ينتهيان. وسيعود ذلك بمنافع على إسرائيل، كما سيكون أفضل للفلسطينيين. وسيؤدي إلى توفير السلام والإزدهار. وهذا سيكون بمثابة حل في سياق معادلة رابح-رابح للشعبين، لكن يتعين أولاً إنهاء سياسة الرفض التي يتبناها عباس.