استبعاد جر المنطقة بكاملها إلى حربٍ بسبب حقل الغاز

جيروزاليم بوست: هل يفاجئ «حزب الله» الاستخبارات الإسرائيلية مجدداً؟

جيروزاليم بوست: هل يفاجئ «حزب الله» الاستخبارات الإسرائيلية مجدداً؟


رغم استمرار الوساطة الأمريكية بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، لا تزال سيناريوهات اندلاع حرب بين إسرائيل و”حزب الله” قائمة، مع اقتراب موعد بدء التنقيب في حقل كاريش.قبل الموعد المقرر لبدء استخراج الغاز من هذا الحقل، صعّد الأمين العام للحزب حسن نصرالله لهجته مهدداً باستخدام القوة لمنع إسرائيل من التنقيب.
ويبدو أن نصرالله يقوم بمقامرة محسوبة كي تنتهي المفاوضات على ترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها لمصلحته، مهدداً بأن “كل الحقول الإسرائيلية ستكون معرضة للخطر... وما من هدف في البحر أو البر هو بعيد عن الصواريخ الدقيقة للمقاومة».

ومع تصاعد التوترات على نحوٍ خطيرٍ بين إسرائيل و”حزب الله”، نقلت الصحفية آنا آهرونفيتش عن أجهزة استخبارات أنها لا تعتقد أن نصرالله سيجر المنطقة بكاملها إلى حربٍ بسبب حقل الغاز. لكن الصحفية تلفت إلى أن الاستخبارات لم تكن دائماً على حق.
و”حزب الله” ليس “حماس” في غزة. ونسب عاموس هرئيل في صحيفة “هآرتس” عن ضابط كبير، إنه عشية الكمين الذي خطف فيه الحزب جنديين عام 2006 “لم يكن لدينا أي معلومة حول الموضوع».

وتضيف الكاتبة مثالاً آخر هو أن الجيش لم يتوقع الحرب العام الماضي عندما أطلقت “حماس” وابلاً من الصواريخ على القدس في مايو (أيار).
وأطلقت “حماس” و”الجهاد الإسلامي” أكثر من أربعة آلاف صاروخ على إسرائيل خلال 11 يوماً.
لكن “حزب الله” ليس “حماس”، وهو زاد في السنوات ال15 الأخيرة منذ حرب لبنان الثانية، من قدراته بشكل كبير، بما يمكنه من إحداث دمار وضحايا لا يمكن التنبؤ بها في إسرائيل.

وبمساعدة إيران، أعاد الحزب بناء ترسانة تقدر بما بين 130 و150 ألف صاروخ، يمكن الكثير منها الوصول إلى عمق إسرائيل، وبينها صواريخ يبلغ مداها 700 كيلومتر، فضلاً عن مجموعة من الصواريخ الدقيقة، التي يفترض إطلاقها على مواقع استراتيجية.
ويعتقد أن “حزب الله” في الحرب المقبلة سيحاول إطلاق ما بين 1500 صاروخ و3 آلاف صاروخ يومياً حتى اليوم الأخير من النزاع.
وفي الفترة الأخيرة، بدأت إسرائيل تأخذ تهديدات نصرالله بجدية أكثر، وصرح وزير الدفاع بيني غانتس للقناة ال13 في التلفزيون الإسرائيلي، إن الوضع على الحدود الشمالي “حساس».

وتنظر إسرائيل إلى حقل كاريش على أنه احتياط استراتيجي يقع على مسافة بضعة كيلومترات من المنطقة التي تدور حولها المفاوضات، وقد سبق لها أن أكدت تصميمها على الدفاع عنه.
لكن نصرالله الذي يرى نفسه مدافعاً عن لبنان، يريد أيضاً الدفاع عن هذه المنطقة في وجه إسرائيل، حتى ولو أدى ذلك إلى جر لبنان المتداعي إلى حرب مع الجيش الإسرائيلي.

وإذا طبق نصرالله تهديداته، فإنه يتعين على الإسرائيليين في أنحاء البلاد أن يكونوا مستعدين. ولن يبدو الأمر وكأنه حرب مع “حماس”، ولن تكون حرباً مثل تلك الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.
وتحذر الكاتبة من أن حرباً مع “حزب الله” ستجر المنطقة بكاملها إلى حرب سيشارك فيها كل وكلاء إيران. والدمار والضحايا الذين سيسقطون في هذه الحرب، سيكونون بسبب نصرالله، وليس الجيش الإسرائيلي.