خبراء: صراعات الشرق الأوسط تُبعد ليبيا عن دائرة الاهتمام الدولي

خبراء: صراعات الشرق الأوسط تُبعد ليبيا عن دائرة الاهتمام الدولي


يثير الحراك الدبلوماسي الرامي إلى حل أزمات الشرق الأوسط في ظل التصعيد بين ميليشيا حزب الله وإسرائيل، واستمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة تساؤلات عن تأثيره في تراجع الاهتمام الدولي بالأزمة في ليبيا.
وتعرف ليبيا جمودًا سياسيًّا مستمرًّا منذ سنوات بعد انهيار الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي كان من المقرر تنظيمها في الـ24 من ديسمبر- كانون الأول 2021؛ ما جعل العملية السياسية تواجه المجهول.
وعلق المحلل السياسي الليبي، حسام الدين العبدلي، على الأمر بالقول إن: “الحروب في الشرق الأوسط تسهم بالفعل في عدم الاهتمام الدولي بالأزمة في ليبيا، وبالتأكيد الملف الليبي لا يمثل ملفًّا أساسيًّا لدى المجتمع الدولي، لكن بعد أزمة مصرف ليبيا المركزي الأخيرة رأينا تحركًا كبيرًا من البعثة الأممية والسفراء الأجانب، وهو تحرك سهّل توحيد المصرف، وتعيين محافظ له».
وأوضح العبدلي في تصريح لـ”إرم نيوز” أن “الملف الليبي شهد تحركًا نسبيًّا من المجتمع الدولي، وعلى رأسه البعثة الأممية، وهناك تحرك من قبل المجتمع الدولي بخصوص الملف العسكري والسياسي، وهذا ما رأيناه من اجتماع لجنة 5+5 في مدينة سرت وسط حضور عدد من السفراء الأجانب، والزيارات المتكررة التي كان آخرها زيارة السفير الفرنسي والإيطالي إلى شرق ليبيا».
ومضى قائلًا “بعد الإطاحة بمحافظ مصرف ليبيا المركزي رأينا تدخلًا قويًّا من المجتمع الدولي، وكانت الاحتمالات كلها تقول إن الأزمات الراهنة في الشرق الأوسط ستتسبب في عدم الاهتمام بالملف الليبي، لكن الوضع تغير بعد مستجدات المصرف المركزي والإطاحة بالمحافظ الصديق الكبير».
وأنهى العبدلي حديثه بالقول إن: “العجلة تتحرك إلى الأمام الآن، وهناك جدية من بعض الدول الغربية. وبعثة الأمم المتحدة تدفع نحو إيجاد حل سريع وحكومة جديدة”، لافتًا إلى أن الأزمة الليبية “أصبحت تهدد الأوروبيين وبضع دول أخرى متدخلة في الصراع، وهذا التهديد يكمن في تدفق الطاقة والغاز لحلفاء الولايات المتحدة الغربيين».
من جانبه قال المحلل السياسي الليبي، كامل المرعاش، إن “الوضع المشتعل في الشرق الأوسط وفي السودان وحتى أوكرانيا له تأثيرات سلبية على مستوى التوافق بين الدول المتصارعة، وبالتالي هذا يجعل من ليبيا أيضًا رقعة للصراع، ونقطة ارتكاز تزيد أهميتها أو تقل حسب معطيات الصراع ومدى عنفوانه في مناطق نزاع أخرى».
وأضاف المرعاش في تصريح لـ”إرم نيوز” أن “التأثير يأتي من درجة الصراع، فمتى خفّ الصراع بين القوى المتصارعة، فإن التوافق حول القضايا الهامشية في الصراع يمكن أن تحدث فيها المساومة والحل».
وأبرز أن “الانخراط الأمريكي الأخير ليس من أجل حل الأزمة، وإنما من أجل المحافظة على الوضع الراهن؛ وضع الدولة الليبية الفاشلة، وأن تبقي خيوط الحل والربط في أيدي الولايات المتحدة، وألا تنزلق الأمور إلى إفلاس الدولة الليبية أو ذهاب الأطراف المتصارعة إلى الحرب، وهما سيناريوهان لا تريدهما الولايات المتحدة من أجل استمرار هيمنتها على ليبيا”. وفق قوله.