خطأ كبير.. 4 أسباب تمنع الهلال من بيع مصعب الجوير

خطأ كبير.. 4 أسباب تمنع الهلال من بيع مصعب الجوير

تتزايد في الساعات الأخيرة وتيرة الأنباء التي تربط مستقبل موهبة خط الوسط السعودي، مصعب الجوير، نجم الهلال، بالانتقال النهائي إلى صفوف نادي القادسية. 
فبعد فترتي إعارة ناجحتين قضاهما اللاعب مع الشباب وكررها وساهم خلالها في تقديم مستويات مميزة يبدو أن إدارة القادسية تسعى لضمه لصفوفها بشكل نهائي وسط تقارير تشير إلى أن الصفقة قد تصل إلى 80 مليون ريال سعودي. 
ورغم أن المبلغ يبدو مغريا لخزينة "الزعيم"، إلا أن الموافقة على رحيل الجوير قد تمثل خطأً استراتيجيا فادحا لإدارة الهلال، لأسباب تتجاوز كثيرا المكسب المالي قصير الأمد.

صُنع في الهلال.. ولغيره؟
أولاً، يمثل مصعب الجوير نموذجا للاعب الذي تدرج في الفئات السنية لنادي الهلال، وتم اعتباره إحدى أبرز مواهب المستقبل في الكرة السعودية. 
لكن مسيرته مع الفريق الأول لم تأخذ فرصتها الحقيقية، حيث انتهج النادي سياسة الإعارات المتتالية. والآن، تأتي خطوة البيع لتكمل حلقة غريبة من "الاستثمار غير المكتمل"؛ فالنادي الذي صنع اللاعب وصقل موهبته لم يستفد منه رياضيا بالشكل المأمول.
إن بيعه الآن، حتى بمبلغ ضخم، يعني أن الهلال تحول إلى مجرد "أكاديمية" لتفريخ المواهب للأندية المنافسة، بدلاً من أن يكون هو المستفيد الأول من نتاج قطاع الناشئين الذي يفخر به.

درس الموسم الماضي الذي لم يُستوعب
ثانيا، الموسم الماضي، ورغم نجاحاته الكبيرة عالميا، مر الهلال بفترات عانى فيها من نقص واضح في الخيارات بمركز خط الوسط محليا.
عند غياب لاعبين بحجم وقيمة سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش أو روبن نيفيز بسبب الإصابة أو الإيقاف، كان الفريق يفتقد إلى اللاعب القادر على الربط بين الخطوط والحفاظ على نسق اللعب العالي.
هذه الفترات شهدت بالفعل بعض التعثرات وفقدانا لنقاط لم تكن في الحسبان. الجوير، بما يملكه من رؤية وقدرة على التمرير الدقيق، كان ليمثل الحل الأمثل والبديل الجاهز لسد هذا الفراغ.

هدية ثمينة لخصم مباشر
ثالثا، لم يعد من الممكن النظر إلى القادسية على أنه مجرد فريق صاعد حديثا، فبدعم من شركة أرامكو، تحول النادي إلى قوة اقتصادية ورياضية لا يستهان بها، وبات خصما مباشرا على الألقاب.
وصوله إلى نهائي كأس الملك في الموسم الماضي بينما خرج الهلال من نصف النهائي، ومنافسته الشرسة على المراكز المتقدمة في الدوري، يثبت أنه دخل حلبة المنافسة من الباب الواسع.
في كرة القدم الحديثة، الأندية الكبرى تتجنب بيع لاعبيها المميزين، خاصة الشباب، إلى خصومها المباشرين. إن التخلي عن الجوير لصالح القادسية هو بمثابة تقديم هدية ثمينة لمنافس يمتلك كل المقومات لتهديد سيطرة الهلال في السنوات القادمة.

خلل في الأولويات.. الأجنبي أولا
رابعا، كان من الأولى على إدارة الهلال، قبل التفكير في بيع الجوير، أن تعيد تقييم قائمة لاعبيها الأجانب. فبدلا من التضحية بإحدى أبرز المواهب السعودية الشابة في خط الوسط، كان يمكن الاستغناء عن لاعب أجنبي في المركز نفسه. الحفاظ على الجوير كان سيوفر بديلا وطنيا عالي الجودة، وفي المقابل، كان سيمنح الإدارة مقعدا أجنبيا شاغرا يمكن استغلاله بشكل أفضل لتدعيم مراكز أكثر حساسية تحتاج إلى أسماء عالمية، مثل قلب الهجوم أو عمق الدفاع.