يستخدم تطبيق المواعدة «تيندر»

داعش يتحول إلى أفريقيا بعد هزيمته في الشرق الأوسط

داعش يتحول إلى أفريقيا بعد هزيمته في الشرق الأوسط


منذ هزيمته في الشرق الأوسط، تحوّل تنظيم داعش إلى القارة الإفريقية التي تحولت إلى ملاذ لتجديد نشاطه.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، في بيان على موقعها، فرض عقوبات على أربعة أعضاء كبار في خلية للتنظيم “ذات أهمية ناشئة في تحويل الأموال من قيادة داعش إلى المنتسبين في جميع أنحاء إفريقيا».
وفي هذا الإطار، كشفت “تايمز” البريطانية أن عناصر من داعش استخدموا “الإصدار الجنوب-إفريقي” من تطبيق “تيندر” الشهير للمواعدة، لخداع المستخدمين وابتزازهم للحصول على أموال لتمويل أعمالهم في القارة السمراء.

ابتزاز وتجنيد
وأوضح نيسشال ميوالال، رئيس مركز معلومات المخاطر المصرفية في جنوب إفريقيا، في حديث للصحيفة أن عناصر من التنظيم استخدموا “حسابات شخصية مزيفة، بصور ممثلين لجذب الضحايا”، مضيفاً أن التنظيم أنشأ قواعد في أكثر الاقتصادات الصناعية في إفريقيا لجمع التبرّعات المالية والتجنيد.
وذكرت الصحيفة أن مجلس الأمن أفاد بأن فريق مراقبته “اكتشف عدداً من المعاملات بأكثر من مليون دولار، توجه عبر جنوب إفريقيا من قيادة داعش إلى شركاته في إفريقيا”، بما في ذلك الإرهابيين في موزمبيق، والكونغو الديمقراطية.

«مستقبل الخلافة»
وذكرت “تايمز” أن القارة السمراء أصبحت “موقعاً مثالياً لداعش لإعادة رص صفوفه، بفضل ثروات إفريقيا من الموارد الطبيعية، وفقر عشرات الملايين من السكان، وضعف المؤسسات، وسهولة اختراق الحدود».
وأضافت أن الباحث في معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا مارتن إيوي، أطلع مجلس الأمن، في أغسطس -آب الماضي، على توسيع تنظيم داعش نفوذه في إفريقيا التي من المحتمل أن تكون مستقبل التنظيم .
وأشارت الصحيفة إلى أن الروابط الدولية الممتازة في جنوب إفريقيا، والبنية التحتية للاتصالات، تجعلها ملاذاً مثالياً للتنظيم، خاصة أنه في عهد رئاسة جاكوب زوما ضعفت هياكلها الأمنية عمداً لتسهيل نهب الدولة.

ونقلت عن مصادر أن جهاز شرطة جنوب إفريقيا يضم ضابطاً واحداً لتحليل البيانات بعد الاستيلاء عليها في مداهمات ضد التنظيم الإرهابي.
وأشارت الصحيفة إلى تضاعف الابتزاز والاختطاف مقابل فدية. ففي الأشهر الستة الأولى من 2022، أبلغ عن 1143 اختطافاً لعناصر من الشرطة، أي ضعف المتوسط الشهري للفترة نفسها من العام الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر استخبارية أن عدداً من سكان جنوب إفريقيا تدرّبوا في معسكرات بالشرق الأوسط، بينما يقاتل العشرات في شمال موزمبيق، حيث سيطر داعش على جيب هناك.
وحذّرت الصحيفة من الفوضى في القارة التي ظلّت حتى الآن بمنأى عن التطرف، مضيفة أن نشر رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا قوات لدعم الجهود ضد المسلحين في موزمبيق،
والكونغو الديمقراطية يزيد أيضا من خطر نحول جنوب إفريقيا إلى هدف للإرهاب بالإضافة إلى تحريكه.