رئيس الدولة ورئيس وزراء العراق يؤكدان أهمية تحقيق تطلعات شعوب المنطقة إلى الأمن والاستقرار والتنمية
دراسة لـ «تريندز» تؤكد أن الاستقرار السياسي والأمني أهم عوامل قدرة الدول الأفريقية على جذب استثمارات أجنبية مباشرة
أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات دراسة جديدة بعنوان “الجاذبية الأفريقية للاستثمارات الأجنبية المباشرة: المحددات والتحديات واتجاهات المستقبل” تحاول بناء تحليل وصفي يتسم بالدقة والشمول والموضوعية لموضوع الاستثمار الأجنبي المباشر في أفريقيا، واستشراف مدى الاستعداد الأفريقي لاستقبال هذه التدفقات. وقد تناولت موضوعات الدراسة محدّدات الاستثمار الأجنبي المباشر في القارة الأفريقية، كما توقفت عند أهم البرامج الأفريقية لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. بعد ذلك حلّلت تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة للقارة الأفريقية خلال العقدين الأخيرين (2000- 2020)، لمعرفة أهم المعوقات أمام جاذبية الاستثمارات الأجنبية المباشرة في دول القارة. وقد اختتم التحليل بمحاولة استشراف توجهات المستقبل للاستثمارات الأجنبية المباشرة في القارة الأفريقية. وذكرت الدراسة التي أعدها الدكتور حسان القبي، الأستاذ والباحث في الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية، بالجامعات الفرنسية، أن ثمة ارتباطًا وثيقًا بين تنامي ظاهرة العولمة الاقتصادية وبين التحركات الدولية لرأس المال. موضحًا أن من المعلوم أن التدفقات الاستثمارية بين الدول تُزيل الحواجز التي تحول بين الأنشطة القائمة في جغرافيا الاقتصاد العالمي وأقاليمـه المختلفة.
وأشارت الدراسة إلى أنه لما كانت دول القارة الأفريقية تقع متأخرة في ترتيب قارات العالم من حيث الجاذبية للاستثمار الأجنبي المباشر، فإن دراسة المحددات المؤثرة في جاذبية القارة الأفريقية للاستثمارات الأجنبية المباشرة تفيد في رسم سياسات اقتصادية تزيـد مـن فـرص هـذه القارة في جذب تدفقات رؤوس الأموال المفيدة للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.
وأوضحت أن دراسة التحديات التي تواجه القارة الأفريقية حاليًا في مساعيها لجذب الاستثمارات الأجنبية، مع تحليل اتجاهات المستقبل والمتطلبات الضرورية لتحسين التنافسية الأفريقيـة، تكتسب أهمية خاصة في ظل ما تعانيه دول القارة من مخاطر تزعزع قدرات النمو الاقتصادي فيها. وبينت أن مسألة تهيئة الاقتصاد الأفريقي ليكون جاذبًا للاستثمار في المشاريع ذات القيمة المضافة تمثل أهمية خاصة، لمـا يترتب عـلى هذه المشاريع من مردودية مالية وآفاق واعدة للتنمية الاقتصادية وأبعاد اجتماعية إيجابية على الشعوب الأفريقية.
واقترحت الدراسة التركيز على الاندماج الأفريقي في سلاسل القيمة العالمية عبر دعم أنشطة المنطقة الحرة للقارة الأفريقية؛ من أجل تحفيز سلاسل القيمة العالمية نحو أفريقيا، وذلك عبر العمل في قطاعات صناعة السيارات والتعمق في أنشطة قطاع الطاقة. مؤكدة أنه رغم أهمية الأبعاد الاقتصادية الحاكمة لجاذبية الاستثمارات الأجنبية المباشرة، فإن دعم الاستقرار السياسي والمسائل الأمنية يظل من أهم العوامل التي يتوجب توافرها لكي تتمكن دول القارة الأفريقية من اللحاق بركب الدول الباحثة عن استثمارات أجنبية مباشرة من أجل تحقيق تنمية مستدامة.