دور كريستيانو رونالدو.. 5 أشياء تحمي جواو فيليكس من «السقوط السريع»
لم يكن التألق اللافت للنجم البرتغالي جواو فيليكس في ظهوره الأول بقميص النصر ضد الاتحاد في نصف نهائي كأس السوبر السعودي مفاجئًا للمتابعين لمسيرته؛ فاللاعب الشاب اعتاد على البدايات القوية التي تخطف الأنظار، لكن المفاجأة التي يأمل جمهور "العالمي" في تجنبها هي التراجع السريع في المستوى، وهو السيناريو الذي تكرر في محطاته السابقة مع أتلتيكو مدريد، تشيلسي، وحتى برشلونة.
هذه المرة، تبدو المعطيات مختلفة في الرياض، وهناك 5 أسباب جوهرية، يتمحور معظمها حول القائد كريستيانو رونالدو، قد تشكل درعا يحمي فيليكس من السقوط السريع ويساعده على تحقيق الاستمرارية التي طالما افتقدها.
1. عقلية القائد ونموذج يُحتذى به
لأول مرة في مسيرته الاحترافية خارج البرتغال، يجد فيليكس نفسه بجانب قدوته والنموذج الأمثل للاحترافية والاستمرارية، كريستيانو رونالدو، مشاهدة رونالدو (40 عاما) عن قرب، والتدرب معه يوميا، ورؤية انضباطه الصارم في التدريبات والنظام الغذائي والتعافي، يمثل درسا عمليا لا يقدر بثمن.
هذه العقلية الفولاذية التي يمتلكها "الدون" يمكن أن تكون أكبر حافز لفيليكس لتغيير نمط مسيرته، والانتقال من لاعب "المزاج واللحظات" إلى لاعب "المنظومة والاستمرارية".
2. مشروع "المنتخب" يبدأ من الرياض
كشفت تقارير صحفية أن رونالدو لعب دورا مباشرا في إقناع فيليكس بالانضمام إلى النصر، ليس فقط لتعزيز صفوف الفريق، بل بهدف أكبر وهو بناء تفاهم وانسجام قوي بينهما لخدمة المنتخب البرتغالي في المحافل الدولية المقبلة.
هذا الهدف المشترك يفرض على كلا اللاعبين، وخصوصا فيليكس، مسؤولية الحفاظ على أعلى مستوى من الأداء والتفاهم داخل الملعب؛ ما يجعله مشروعا طويل الأمد يتجاوز مجرد التألق في مباراة أو اثنتين.
3. بيئة برتغالية داعمة
يعيش فيليكس أجواءً شبيهة ببيئة نادي بنفيكا التي شهدت انفجاره الكروي، فلأول مرة منذ مغادرته البرتغال، يتواجد تحت قيادة مدرب برتغالي هو جورجي جيسوس، الذي يعرف جيدا كيفية التعامل مع مواهب بلاده.
بالإضافة إلى ذلك، وجود رونالدو ومواطنه أوتافيو، إلى جانب لاعبين ناطقين بالبرتغالية، يخلق مناخا اجتماعيا مريحا يساعده على الاستقرار النفسي والتركيز الكامل في كرة القدم، بعيدا عن تحديات الغربة وصعوبات التأقلم التي واجهها في إسبانيا وإنجلترا.
4. غياب الضغوط الإعلامية الأوروبية
عانى فيليكس كثيرا من ضغط الإعلام الأوروبي، خاصة بعد صفقة انتقاله التاريخية إلى أتلتيكو مدريد مقابل 126 مليون يورو.
كل لمسة وكل قرار كان تحت المجهر؛ ما أثر على ثقته وأدائه، في الدوري السعودي، ورغم التطور الكبير، إلا أن الضغط الإعلامي والنقدي أقل حدة مقارنة بما كان يواجهه في "الليغا" أو "البريميرليغ".
هذه البيئة الأكثر هدوءا قد تمنحه المساحة والحرية لإعادة اكتشاف أفضل نسخة من نفسه دون خوف من العناوين القاسية في اليوم التالي.
5. المنافسة الشرسة كدافع إجباري
يدرك فيليكس أن مقعده في تشكيلة النصر الأساسية ليس مضمونا، فالفريق يزخر بنجوم كبار في كل المراكز، وأي تهاون أو تراجع في المستوى سيعني الجلوس على دكة البدلاء، وهو ما لا يريده اللاعب الذي يسعى لإثبات ذاته من جديد.
وجود لاعبين بقيمة ساديو ماني وكومان وغيرهما يخلق منافسة داخلية شرسة تجبر الجميع، وفي مقدمتهم فيليكس، على تقديم 100% من جهدهم في كل تدريب ومباراة، وهو ما يصب في صالح استمرارية تألقه ويحميه من فخ التراخي الذي وقع فيه سابقا.