الممثل يحاول أن يوصل رسالة من خلال أدواره

ديان أبي علام: المسرح أجمل من التلفزيون والسينما

ديان أبي علام: المسرح أجمل من التلفزيون والسينما

بعدما أطلت في عدد من المسلسلات والأفلام السينمائية، قررت الممثلة اللبنانية ديان أبي علام التوجه نحو المسرح في انطلاقة جديدة وفق القواعد التي رأت أنها تساعدها على المضي في ميدان التمثيل بخطوات ثابتة وثقة أعلى بالنفس.
أبي علام قالت إنه كان من الأفضل لو أنها بدأت مسيرتها التمثيلية من خلال المسرح، وتحدثت عن عملين جديدين على الخشبة وعن مسلسلها الجديد «سر وقدر»، وعن عدد من القضايا الفنية الأخرى في هذا الحوار:

• ما السبب الذي جعلك تتجهين نحو المسرح مع أنك ممثلة معروفة في السينما والتلفزيون؟
- لأنني أغرمتُ به ووجدتُ أنه أجمل من التلفزيون والسينما، كما أنه يشكل متنفساً يساعدنا للهروب من ضغوط الحياة من خلال تجسيد شخصيات لا تشبهنا، خصوصاً عندما تكون الأدوار مركّبة كما الدورين اللذين أقدّمهما في المسرحيتين المقبلتين واللذين أعطيتُهما الكثير.
من خلال المسرح قمت بإعداد نفسي مجدداً كممثلة ودرست وتعلمت، وهو المجال الأصعب ويليه السينما ثم التلفزيون. وإذا تمكن الممثل المسرحي من الوقوف على الخشبة لمدة ساعة ونصف الساعة وأن يؤدي دوره من دون خطأ وأن يُقْنِع الناس، فهذا يعني أنه نجح.
• ولماذا اخترت المسرح في هذا التوقيت تحديداً؟
- دخلت التلفزيون مباشرة، بينما كان يُفضَّل أن أبدأ من المسرح، وهذا خطأ أعترف به، لأنه كان عليّ أن أبدأ من المجال الأصعب، أي من خلال المسرح، لأنه عندها تصبح مجالات التمثيل الأخرى أسهل.
في المسرح نتعلم التقنيات، والتعمّق أكثر في الشخصية، كما يتطلب حضوراً أكبر وإسقاطاً للصوت، أي كيف نرفعه أكثر كي يَسمعه الناس. كذلك، يتطلب الأمر حضوراً للغةِ الجسد، لأن الأداء الجسدي على الخشبة أصعب. في التلفزيون، يمكن أن تتوقف الكاميرا ونعيد التصوير عندما نخطئ، بينما في المسرح نحن نقف أمام 400 شخص، أي أن المسؤولية كبيرة والخطأ ممنوع.
• ألا تخاطرين عبر المشاركة بعرضين مسرحيين في وقت واحد؟
- أجهز نفسي جيداً وأتعب كثيراً وأقضي وقتاً طويلاً في القيام بتمارين مكثفة بمعدل ثلاث أو أربع ساعات يومياً، لذلك نتعب كثيراً، خصوصاً أن الشخصيتين اللتين أجسدهما مختلفتان ولا علاقة لهما ببعضهما وتتطلبان وقتاً وجهداً وتحضيراً ودراسة معمّقة لكل شخصية. حماسي هو الذي جَعَلَني أقوم بذلك، ولكنني سعيدة جداً وأعطيهما بصدق ومن قلبي. لا يوجد ضَرَر إذا شارك الممثل في عملين في الوقت عينه، إذا استطاع أن يعطيهما حقهما، وأنا سعيدة جداً لأن النتيجة إيجابية والأصداء أكثر من رائعة من الأشخاص الذين يَعملون معي على الأدوار.
• آخر أعمالك مسلسل «سر وقدر» الذي تم تصويره قبل نحو عامين وسيُعرض قريباً جداً، ألا ترين أنك ابتعدتِ عن الشاشة الصغيرة؟
- صحيح أن «سر وقدر» هو آخر مسلسل شاركت في تصويره، ولكنني كنت أعمل خلال الفترة السابقة في مجال التقديم التلفزيوني وقدّمت لمدة عامين وعلى مدار أربعة مواسم متتالية برنامجاً بعنوان «دايان إن ذا سيتي» على قناة «السومرية» العراقية ولكننا توقفنا بسبب الحرب. التجربة كانت جميلة جداً وعبّرت من خلالها عن نفسي في فقرات تتحدث عن نمط الحياة (Life style)، أحدث صيحات الموضة، أحدث التطورات في عالم الطبخ، التزيين، الرياضة ومختلف النشاطات التي تقام في لبنان، وربما أقدّم قريباً موسماً خامساً منه.
• نقصد ألا ترين أنك ابتعدتِ إلى حد ما عن الدراما التلفزيونية؟
- لم أبتعد، بل انتظر الفرصة المناسبة. دوري كبير جداً في مسلسل «سر وقدر» كما أشارك في البطولة، ولذلك يجب أن أنتظر بدء عرضه لأنني لا أريد أن أقدم على خطوة ناقصة لا تدفع بي إلى الأمام.
• هل يمكن القول إن غالبية الممثلين يركزون على الدراما التلفزيونية من أجل الشهرة والانتشار؟
- الممثل يحاول أن يوصل رسالة من خلال أدواره، وكلما وصلتْ إلى أكبر عدد من الناس كلما كانت الرسالة صحيحة وفي محلها وكلما نجح الممثل أكثر. الشهرة تهمّني، شرط ألا تكون فارغة، بل أن تكون مبنية على أسس متينة ورسالة متينة، وهناك الكثير من الممثلين يحصلون على الشهرة من خلال أعمال لا تَحمل رسالة، ما يؤدي إلى انتشار الفن الهابط. وأنا تعلّمتُ من التجارب التي مررتُ بها بأنه يفترض بمن يريد الشهرة أن يحققها من خلال أعمال ذات قيمة ومستوى ومضمون يعود بالفائدة على الناس.
• هل هذا يعني أنك اعتذرتِ عن بعض العروض؟
- بالتأكيد، ولذلك أنتظر عرض المسرحيتين ومسلسل «سر وقدر»، لأنني أريد أن أكون متأنية في اختيار الأدوار وأن أدرس خطواتي جيداً حتى لو تطلب الأمر وقتاً أطول. اليوم، أنا أكثر نضجاً في اختياراتي وفي نشر صوري على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما أطللت عبر محطة تلفزيونية عراقية، ففي العراق لديهم ثقافة معينة ويجب أن أحترمها حتى لو كنت لبنانية.
• هل تتوقعين أن يحظى مسلسل «سر وقدر» بحضور كبير، خصوصاً أنه كان آخِر عمل للراحل فادي إبراهيم؟
- طبعاً، لأنه كان ممثلاً محبوباً جداً ولا يشارك في عملٍ إلا إذا كان نصه جيداً وأحداثه مشوّقة، وأعتقد أن الناس سيحبون هذا المسلسل كثيراً لأنه جميل ومشوّق ويتضمن رسائل اجتماعية عميقة.
• يبدو أن رهانك كبير على «سر وقدر»؟
- هناك الكثير من الأعمال نراهن عليها ولا تنجح وأعمال أخرى لا نراهن عليها ولكنها تنجح، لأنه لا يمكن التكهن بما يحبه الجمهور وبما لا يحبه، وهناك أعمال تُنفق عليها ملايين الدولارات ولا تحظى بإعجاب الناس وأعمال أخرى متواضعة إنتاجياً، ولكن نصها جميل فيقبلون على مشاهدتها.
• وهل أنتِ راضية عن مسيرتك الفنية حتى الآن؟
- راضية عن المسرحيتين ومسلسل «سر وقدر»، لأنني اشتغلت بصدق ومن كل قلبي، لكن لا أستطيع أن أقول إنني راضية تماماً عن كل الأدوار التي قدّمتُها في السابق، والإنسان يجب أن يَنتقد نفسه كي يتقدم، ولا شك أنني كنت سأقدمها اليوم بطريقة أفضل بكثير لأنني عندما دخلتُ المجال كان تخصصي الجامعي «شؤون دولية وسياسية»، كما حصلت على شهادة ماجستير في الإعلام ولم أدرس التمثيل، ولذلك أنا أعكف على دراسته منذ ثلاثة أعوام، وهذا الموضوع يهمني كثيراً.