رئيس الموساد الإسرائيلي في مهمة لا يُحسد عليها...من هو؟

رئيس الموساد الإسرائيلي في مهمة لا يُحسد عليها...من هو؟


قال رونين برغمان في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، إن التحدي الأبرز أمام رئيس جهاز الموساد الجديد، هو الاتفاق النووي الذي تسعى إدارة جو بايدن إلى تفعيله، مضيفاً أنه في موقع لا يحسد عليه.
وكتب برغمان أن أحد التحديات التي تواجه رئيس الموساد الجديد، هو الحفاظ على شبكة علاقات الجهاز في الشرق الأوسط، والتي تمثلت أساساً في القدرة على توقيع سلسلة من اتفاقات السلام، منبهاً إلى أن التوقيع شيء، والحفاظ عليه وتطويره شيء آخر، ومضيفاً أن هذه العلاقات هشة، ويمكن أن تكون في خطر بعد انفجار العنف ضد الفلسطينيين.

يستلم دافيد برنيع هذا الإرث ساخناً. وثمة عمل كبير ينتظره لإقناع الدول العربية بأن لا شيئاً يتغير، ناهيك عن محاولة ضم دول أخرى لمسيرة السلام.
لقد كانت إحدى مزايا يوسي كوهين معرفة التكيف مع الواقع المتغير. فهو فهم مثلاً أن ادارة الرئيس السابق دونالد ترامب ليست مجرد قصة حبّ مع نتانياهو، بل فرصة وحيدة لتنفيذ العمليات الأكثر جنوناً للموساد.
ويلفت برغمان إلى وجود من يقول إن من شخّص الإمكانية الهائلة الكامنة في نجاح كوهين، ليس فقط كجاسوس، كان نتانياهو، الذي رأى فيه خطراً سياسياً، ولهذا طلب منه تمديد ولايته مرة تلو أخرى.

وبالنسبة لنتانياهو، كان يمكن لكوهين أن يبقى في منصبه ولكنه أصر على وضع حد لذلك، على المرء  أن لا يتحدى الحظ، 38 عاماً دون توقف، وكذلك، تخوف عن حق من غياب الحسم السياسي، وأنه سيعلق في حكومات انتقالية. وفي اللحظة الاخيرة، فقط أقر المستشار القانوني للحكومة تعيين برنيع.
خدم ديفيد برنيع في وحدة “سييرت متكال” وهو رئيس الموساد الثاني الذي أمضى معظم حياته السياسية في قسم “تسوميت”، قسم تجنيد وتفعيل العملاء، المكان الذي يتعلم فيه المرء كيف يشخص محيطاً متغيراً، ويجري التعديلات اللازمة. كانت محطته الاولى في أوروبا تحت قيادة كوهين، ومنذ ذلك الوقت، تبادل الرجلان الأدوار، وإن كان كوهين المعلم الأكبر.

خدم نائباً لرئيس قسم “كيشت” الذي يعنى بالملاحقات، والاقتحامات، والعمليات في بلدان تقيم معها إسرائيل، علاقات دبلوماسية.
وتبنى كوهين تقاليد مئير داغان، التي كانت تقوم على سلسلة عمليات تكتيكية تؤدي إلى تأثير استراتيجي، واستخدام كل البنى التحتية، بما فيها الضغط على كل الأزرار التي أعدت على مدى السنين، بكل أساليب الاستخبارات، وجمع المعلومات، والعمليات المختلفة، وأخذ الموساد إلى مرحلة العمليات الأكثر ثقلاً في تاريخه.
ولفت برغمان إلى هذا النهج، الذي يتبنى أكبر عدد ممكن من العمليات مع نهاية واضحة، والتي تنتهي بالحقاق ضرر كبير بالخصم، الذي يتميز أيضاً به برنيع.

ولكنه يذكر بأن لرئيس الموساد دور مختلف جداً عن كل منصب آخر في الجهاز. ووصف مسؤول سابق المنصب، فقائل بلغة لطيفة: “هذا منصب يستطيع فيه أي من الموظفين الـ 7 آلاف أن يفشلك في كل لحظة”. فكل عامل يمكن أن يحدث خللاً دراماتيكياً، وكل خلل، يقع مباشرة على رأس الرئيس. كان هناك رؤساء انتظروا فقط ليصبحوا رئيس الموساد، السابق.

وأضاف برغمان “الإسناد العملياتي والسياسي من نظام ترامب انتهى، ومعه فترة تاريخية للموساد. فبرنيع يواجه على الأرجح اتفاقاً نووياً مشابهاً جداً للذي قرر ترامب هجره، اتفاق معناه أن العالم سيشطب الموضوع من جدول الأعمال إلى حد ما. وهو ما يبقي إسرائيل وحدها في حاجة إلى تكريس قدرات هائلة لجمع المعلومات من داخل ايران».

ويواجه برنيع تحدياً كبيراً آخر، هو مواصلة سياقات دراماتيكية لبناء قوة الموساد، في عالم يضم الكثير من المعلومات التي يمكن أن تصل بوسائل إلكترونية أو سايبرية قادرة على تفجير منشآت نووية، وتصفية علماء.

ولكن، من جهة أخرى، سيكون على الوحدات التي عملت في الماضي في جمع المعلومات والحملات في أراضي العدو، التكيف مع تحديات جديدة. فالمنظومات الهائلة من الجيل الجديد، في الجيش، وفي الموساد تحتاج إلى إنعاش عاجل، وإلى التفكير في كيفية استغلالها بشكل أفضل، أو تقليصها لصالح منظومات أخرى.

وخلص برغمان إلى أن “هذا قدس أقداس الاستخبارات الإسرائيلية، ولا مجال لحسد رئيس الموساد الذي يحتاج إلى اتخاذ قرارات مؤلمة لمواكبة إرث البطولات هذا».