الرجل الذي قتل بن لادن حزين:
روبرت أونيل: «من العار مشاهدة مثل هذا الغرق»...!
- لم يكن هناك قتال، لأن الجنود الأفغان رفضوا أن يقاتلوا
- كان الأمر يستحق قتل بن لادن
- الحقيقة المحزنة هي أن الكثير من الرجال ماتوا من أجل لا شيء
- عندما يفشل جندي ما، إما يتم فصله أو استقالته، ومن الواضح أن بايدن لا ينوي التراجع
- عندما أفكر في الأمر الآن أقول لنفسي إن بن لادن بدا مرتبكًا أكثر من أي شيء آخر
- لا أحب الصورة التي أعطتها أمريكا لنفسها قبل أسبوع
يعلق القناص روبرت أونيل، الذي قضى على أسامة بن لادن عام 2011، على انتهاء العملية العسكرية الأمريكية في أفغانستان. الجندي السابق في فرقة “نيفي سيل” الأميركية، يشعر بالمرارة تجاه بلاده وجو بايدن. طويل القامة وشعر أشقر، وقبعة على الرأس، ونظرة مخفية خلف نظارات، يعتبر روبرت أونيل نجمًا، فهو الرجل الذي قتل “أسامة بن لادن”، 2 مايو 2011. في مقابلة الثلاثاء، أجاب الجندي السابق في البحرية الامريكية ، 45 عامًا، -بنبرة مباشرة إلى حد ما -على أسئلة لو جورنال دي ديمانش بعد استيلاء طالبان على كابول، أقل من شهر قبل الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر. هذا الداعم لدونالد ترامب يظهر شرسا تجاه جو بايدن.
*كيف كان شعورك عندما شاهدت لقطات الإجلاء الأمريكي لكابول بأفغانستان؟
- الغضب، والكثير من الحزن. من الواضح أن هذه القصة قد عولجت بدوافع سياسية خفية وليست بطريقة براغماتية وواقعية. يمكن ان نعيد دائمًا مشاهدة الشريط، وستظل النتيجة دائمًا هي نفسها بالنسبة لي: كان يجب أن نغادر عام 2005. كان علينا ان نتموقع خارج أفغانستان، وكان لدينا أكثر مما يكفي لضمان الدعم الجوي. وكان يكفي تأمين قاعدة باغرام خارج كابول، واستخدام المجال الجوي للقضاء على الإرهابيين، لأننا رأيناهم يعبرون الحدود إلى باكستان، وعرفنا مكانهم، وكان علينا فقط إلقاء بضع القنابل عليهم. كان رحيلنا أكثر وضوحًا بالنسبة لي عندما قمنا بالعمل عام 2011، قتلنا أسامة بن لادن.
*بمرور الزمن، ألم تتراجع المهمة الأمريكية عن مشروعها الأولي؟
- هزم القاعدة، كانت تلك خارطة طريقنا. وأكرر، كان ينبغي أن تظل على هذا النحو. قصة بناء الأمة هذه، الأفغان لا يريدونها، وطالبان أكثر منهم... انهم يقولون لا للديمقراطية. هواتفنا، نعم، أسلوب حياتنا من حيث الأخلاق، بالتأكيد لا. لكن مهلا، حتى أذكى الناس يرتكبون اخطاء. والسخيف، هو أن حكومة الولايات المتحدة ستعيد بالتأكيد قواتها من أجل إخراج الجميع... بعد كل ما سبق ان عاناه الأفغان، فإنهم بصراحة لا يستحقون ذلك. والآن نترك لهم كل شيء، معداتنا، أسلحتنا، مركباتنا المدرعة الخفيفة، مروحياتنا التي لا يعرفون كيفية استخدامها، ليس بعد.
*هل فوجئت بمدى سرعة سيطرة طالبان على البلاد؟
- أي شخص كان في الميدان سيخبرك لا. بالتأكيد تضحك الان حركة طالبان كثيرًا لأنها في النهاية قالت لنا دائمًا، “أنتم الأمريكيون لديكم الساعة، ولدينا الزمن”، كانوا يعلمون أنهم سيفوزون وقد تم لهم ذلك.
*كيف تفسر حقيقة أن الأمريكيين لم يروا شيئًا قادمًا؟
- إنه مزيج من عدة عوامل. لم يستمع بايدن إلى حجج البنتاغون التي اقترحت عليه عدم المضي في هذه الطريق “نفى بايدن يوم الخميس في مقابلة على التلفزيون الأمريكي” من ناحية أخرى، هناك الكثير من الأشخاص الذين يفضلون عدم قول أي شيء، أو رؤية أي شيء، لأنهم يريدون إرضاء رئيسهم، وهذا ينطبق على سلسلة القيادة بأكملها. ابحثوا لي عن جنرال بأربع نجوم وسأوجهكم إلى من يحمل الحقائب، ومن سيخبره بما يريد أن يسمعه، وسيخبر الجنرال نفسه السياسيين بما يريدون أيضًا سماعه ولا شيء آخر. وذلك، ببساطة لأنه يريد الحصول على أي عقد عند ترك الجيش، أو أنه سيرغب أيضًا في دخول السياسة. لا يوجد سوى الحمقى الذين يريدون القتال؛ البقية، غالبية الناس، يريدون فقط أن يعيشوا حياتهم.
*لماذا من وجهة نظرك لم يقاتل الجنود الأفغان؟
- لا يمكن أن يفاجأ كل من تعامل مع الجنود الأفغان، وكل الضباط الذين تصرفوا وكأنهم فوجئوا، بينما دربت بلادنا جيشًا أفغانيًا طيلة عشرين عامًا، قوامه ضعف حجم طالبان، وانتصر هذا الأخير في ثمانية أيام، يتصرفون بسوء نية. لم يكن هناك قتال، لأنهم رفضوا ان يقاتلوا. هل يولد الأفغان محاربون؟ ما السبب؟ الفساد... أعطيك دولارات وأعيدهم لك. كلنا نعرف درجة الفساد في البلاد، لكن هذه كانت دون شك الذروة.
*ألم تكن المهمة الأمريكية مبنية على سوء تفاهم؟
- كانت مهمتنا الأولى هي التغلب على القاعدة والقبض على أسامة بن لادن. لذلك كان علينا أن نرحل بعد ذلك. لذا، من العار مشاهدة مثل هذا الغرق. لكنني حزين للغاية خاصة لكل من مات هناك.
*هل خسرت أمريكا؟
- لا، على الإطلاق، فزنا في كل المعارك، وقتلنا أسامة بن لادن. لكن طالبان بصدد بناء أسطورتها. بعد البريطانيين والروس، جاء دور الأمريكيين للانسحاب، وفوق كل ذلك، لم تضطر الحركة حتى للقتال.
*لقد كنت طرفا في عملية ترايدنت نبتون المؤلفة من 23 جنديًا والتي قضت على العدو الأول للولايات المتحدة. ماذا تشعر اليوم؟
- أنا سعيد وفخور بالمشاركة مع رفاقي في تلك المهمة الرائعة. ومهما كان رأيك، فقد أنجزنا المهمة. كان كل الرجال جنودًا عظماء. علاوة على ذلك، نادرًا ما يكون الجنود هم الأضعف، بل الحكومات. إذا سُمح لنا بالقيام بعملنا بشكل صحيح، فلن يكون هناك خطأ في التنفيذ. ما فعلناه في أفغانستان كان نبيلًا، ولا أعرف أي قتلة، مجرد رجال قاموا بواجبهم، لأننا في هذه القصة “الأخيار”... وهم “الأشرار”... دعونا لا ننخدع.
*نبيل؟ وماذا يحدث الآن؟
- من الواضح أنني لا أحب الصورة التي أعطتها أمريكا لنفسها قبل أسبوع... لقد كان حقا تجسيدا لزعامة في غاية الرداءة.
*هل كان أداء دونالد ترامب سيكون أفضل؟
- المسالة ليست أسودًا أو أبيض أبدًا، وليس الموضوع من هو على حق ومن هو على خطأ. لكن بما أننا كنا في الميدان واضطررنا في كثير من الأحيان إلى التعامل مع طالبان، فقد دفعنا الواقع المحزن أحيانًا إلى التفاوض معها، حتى لو كان ذلك سيئًا. وقد أثبتت الحركة لنا، في كثير من الأحيان، أنها لا تريد ديمقراطيتنا... أعتقد أن ترامب كان سيفعل ذلك بشكل مختلف.
*هل صوتت له؟
- نعم.
*نعود إلى بن لادن... ماذا شعرت عندما رأيته في تلك الليلة الشهيرة من 2 مايو 2011؟
- كنا مقتنعين بأننا لن نعود أحياء من هذه المهمة، لكننا كنا مستعدين للقيام بها من أجل جميع الأشخاص الذين ماتوا بسببه. عندما واجهته، اعتقدت على الفور أنه قد يكون لديه حزام ناسف حول خصره، وكنت أعرف رجاله، رأيتهم كيف يتحركون بسرعة كبيرة. لذلك هناك شيء واحد فقط يجب القيام به، استهداف الرأس... أطلقت النار دون تردد.
كنت متأكدًا من أنه كان هو، حتى لو سارت الأمور بسرعة كبيرة، لأنني أثق في امرأة وكالة المخابرات المركزية (ألفريدا فرانسيس بيكوسكي، التي لعبت دورها كاثرين بيجيلو في فيلم “30 دقيقة بعد منتصف الليل” للمخرجة جيسيكا تشاستين، ملاحظة المحرر). إنها أكثر الأشخاص كفاءة والاكثر شجاعة في الذين قابلتهم في حياتي. الشيء الوحيد الذي أدهشني هو حجم بن لادن، فقد كان طويلًا جدًا ونحيفًا جدًا، وله لحية رمادية لم تكن ملونة باللون الأسود. لو كان بإمكاننا، لكنا أخذناه حيّا، لكنه كان حقًا هدفًا ذا أولوية عالية بكل معنى الكلمة، وبقدر ما يؤخذ حيّا، بقدر ما يحذر جانبه إلى حد قتله.
*هل كان لديك شعور بأنه لم يكن يتوقعك؟
- على أية حال، لم تكن هناك قنابل في المنزل ولا عبوات ناسفة. عندما أفكر في الأمر الآن، أقول لنفسي إنه بدا مرتبكًا أكثر من أي شيء آخر، لقد كان ليلا، كنا نوقظه. زوجته، على الأقل تلك التي كانت بجانبه في ذلك المساء، ادعت لاحقًا أنه همس في أذنها، “لقد جاؤوا من أجلي”، طريقة لجعلها تفهم أنه ليس لديها ما تخافه.
كان هناك أيضًا ابنه البالغ من العمر عامين في الغرفة “الذي نجا، ملاحظة المحرر”. أنا أب، وفكرت في نفسي أن هذا الطفل لا علاقة له بأحداث 11 سبتمبر، ولم يولد حتى. أنا أضمن لك، أن مثل ما كانت لتفعله طالبان.
*هل تعتقد أن هذا الجيل الجديد من طالبان مختلف عما كان عليه قبل عشرين عاما؟
- آمل أنهم قابلوا مسلمين مثقفين أوضحوا لهم أنه يمكن أن يكون لديك ناطحات سحاب، وكل التكنولوجيا الجديدة، وقراءة القرآن، دون الرغبة في حظر الموسيقى أو حبس النساء في البيوت. لكن في أعماق قلبي، أقول إن القاعدة سيئة وستظل دائمًا سيئة، ونفس الأمر ينطبق على طالبان.
*هل كنت في بعض الأحيان بدون أوهام عندما تكون في مهمة؟
- نعم. كان علينا إجراء الكثير من العمليات غير الضرورية لأن الضابط كان يتطلع إلى الترقية. الحقيقة المحزنة هي أن الكثير من الرجال ماتوا من أجل لا شيء. وعندما رأيت هذه الصور التي تذكرنا بكارثة سايغون، شعرت بالغضب. ذهبنا إلى العراق لأن رجلاً كان غاضبًا وأراد آخر أن يقتل والده بشكل رمزي. وبمجرد سقوط أبراج مركز التجارة العالمي، كان البنتاغون يخطط لغزو العراق. لأن الحرب هي مرادف دائمًا للكثير من المال.
*هذه الصور هل سيكون لها تأثير على المجتمع الأمريكي؟
- لا، الا إذا تعرّضنا لهجوم اخر.
*هل تعتقد أن أمريكا قد تغامر بخوض حرب أخرى؟
- بالتأكيد لا، وليس قبل فترة طويلة. من يريد اليوم أن يكون مصدرًا للأمريكيين، ويخاطر بجلده من أجل بلد سيرمي بك وسيتركك وراءه؟ إنها ليست كارثة للأفغان فقط، بل هي أيضا كارثة على مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية. يبدو الأمر كما لو كنا نعود إلى المربع الأول، إلى 11 سبتمبر 2001.
*من هو رئيسك؟
- يقفز أحترم الديمقراطية، لذا فهو جو بايدن. كيف وصل تلك قصة أخرى. أنا لست من أنصار نظرية المؤامرة، لكن ألا تجد من الغريب أنه في الوقت الذي تجري فيه إعادة فرز للأصوات في ولاية أريزونا، يبدأ الرئيس هذه العملية الكارثية؟
*دعا دونالد ترامب إلى استقالته.
- عندما كنت في الجيش، حين يفشل جندي، إما أنه يطُرد أو يستقيل، ومن الواضح أن بايدن ليس مستعدا للتراجع.
*وباراك أوباما في كل هذا؟
- رجل عظيم.
إلى جانب كونه رائعًا، يمزح، إنه كان شجاعًا. عندما أعطى الضوء الأخضر، كان يعلم أنه إذا أخفقنا، فلن يُعاد انتخابه أبدًا عام 2012، لذلك كان قادرًا على تجاوز الحسابات السياسية المعتادة. وإذا دعاني إلى عيد ميلاده، فسأكون سعيدًا بالذهاب!
*هل تعتقد أن دونالد ترامب سيترشح من جديد؟
- لم يقل لي أي شيء، لكنني ذاهب إلى فلوريدا لجمع التبرعات ورؤية ابنه.
الكتاب “أوبريتور” أو “المنفذ” روبرت أونيل، منشورات نمرود.
- كان الأمر يستحق قتل بن لادن
- الحقيقة المحزنة هي أن الكثير من الرجال ماتوا من أجل لا شيء
- عندما يفشل جندي ما، إما يتم فصله أو استقالته، ومن الواضح أن بايدن لا ينوي التراجع
- عندما أفكر في الأمر الآن أقول لنفسي إن بن لادن بدا مرتبكًا أكثر من أي شيء آخر
- لا أحب الصورة التي أعطتها أمريكا لنفسها قبل أسبوع
يعلق القناص روبرت أونيل، الذي قضى على أسامة بن لادن عام 2011، على انتهاء العملية العسكرية الأمريكية في أفغانستان. الجندي السابق في فرقة “نيفي سيل” الأميركية، يشعر بالمرارة تجاه بلاده وجو بايدن. طويل القامة وشعر أشقر، وقبعة على الرأس، ونظرة مخفية خلف نظارات، يعتبر روبرت أونيل نجمًا، فهو الرجل الذي قتل “أسامة بن لادن”، 2 مايو 2011. في مقابلة الثلاثاء، أجاب الجندي السابق في البحرية الامريكية ، 45 عامًا، -بنبرة مباشرة إلى حد ما -على أسئلة لو جورنال دي ديمانش بعد استيلاء طالبان على كابول، أقل من شهر قبل الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر. هذا الداعم لدونالد ترامب يظهر شرسا تجاه جو بايدن.
*كيف كان شعورك عندما شاهدت لقطات الإجلاء الأمريكي لكابول بأفغانستان؟
- الغضب، والكثير من الحزن. من الواضح أن هذه القصة قد عولجت بدوافع سياسية خفية وليست بطريقة براغماتية وواقعية. يمكن ان نعيد دائمًا مشاهدة الشريط، وستظل النتيجة دائمًا هي نفسها بالنسبة لي: كان يجب أن نغادر عام 2005. كان علينا ان نتموقع خارج أفغانستان، وكان لدينا أكثر مما يكفي لضمان الدعم الجوي. وكان يكفي تأمين قاعدة باغرام خارج كابول، واستخدام المجال الجوي للقضاء على الإرهابيين، لأننا رأيناهم يعبرون الحدود إلى باكستان، وعرفنا مكانهم، وكان علينا فقط إلقاء بضع القنابل عليهم. كان رحيلنا أكثر وضوحًا بالنسبة لي عندما قمنا بالعمل عام 2011، قتلنا أسامة بن لادن.
*بمرور الزمن، ألم تتراجع المهمة الأمريكية عن مشروعها الأولي؟
- هزم القاعدة، كانت تلك خارطة طريقنا. وأكرر، كان ينبغي أن تظل على هذا النحو. قصة بناء الأمة هذه، الأفغان لا يريدونها، وطالبان أكثر منهم... انهم يقولون لا للديمقراطية. هواتفنا، نعم، أسلوب حياتنا من حيث الأخلاق، بالتأكيد لا. لكن مهلا، حتى أذكى الناس يرتكبون اخطاء. والسخيف، هو أن حكومة الولايات المتحدة ستعيد بالتأكيد قواتها من أجل إخراج الجميع... بعد كل ما سبق ان عاناه الأفغان، فإنهم بصراحة لا يستحقون ذلك. والآن نترك لهم كل شيء، معداتنا، أسلحتنا، مركباتنا المدرعة الخفيفة، مروحياتنا التي لا يعرفون كيفية استخدامها، ليس بعد.
*هل فوجئت بمدى سرعة سيطرة طالبان على البلاد؟
- أي شخص كان في الميدان سيخبرك لا. بالتأكيد تضحك الان حركة طالبان كثيرًا لأنها في النهاية قالت لنا دائمًا، “أنتم الأمريكيون لديكم الساعة، ولدينا الزمن”، كانوا يعلمون أنهم سيفوزون وقد تم لهم ذلك.
*كيف تفسر حقيقة أن الأمريكيين لم يروا شيئًا قادمًا؟
- إنه مزيج من عدة عوامل. لم يستمع بايدن إلى حجج البنتاغون التي اقترحت عليه عدم المضي في هذه الطريق “نفى بايدن يوم الخميس في مقابلة على التلفزيون الأمريكي” من ناحية أخرى، هناك الكثير من الأشخاص الذين يفضلون عدم قول أي شيء، أو رؤية أي شيء، لأنهم يريدون إرضاء رئيسهم، وهذا ينطبق على سلسلة القيادة بأكملها. ابحثوا لي عن جنرال بأربع نجوم وسأوجهكم إلى من يحمل الحقائب، ومن سيخبره بما يريد أن يسمعه، وسيخبر الجنرال نفسه السياسيين بما يريدون أيضًا سماعه ولا شيء آخر. وذلك، ببساطة لأنه يريد الحصول على أي عقد عند ترك الجيش، أو أنه سيرغب أيضًا في دخول السياسة. لا يوجد سوى الحمقى الذين يريدون القتال؛ البقية، غالبية الناس، يريدون فقط أن يعيشوا حياتهم.
*لماذا من وجهة نظرك لم يقاتل الجنود الأفغان؟
- لا يمكن أن يفاجأ كل من تعامل مع الجنود الأفغان، وكل الضباط الذين تصرفوا وكأنهم فوجئوا، بينما دربت بلادنا جيشًا أفغانيًا طيلة عشرين عامًا، قوامه ضعف حجم طالبان، وانتصر هذا الأخير في ثمانية أيام، يتصرفون بسوء نية. لم يكن هناك قتال، لأنهم رفضوا ان يقاتلوا. هل يولد الأفغان محاربون؟ ما السبب؟ الفساد... أعطيك دولارات وأعيدهم لك. كلنا نعرف درجة الفساد في البلاد، لكن هذه كانت دون شك الذروة.
*ألم تكن المهمة الأمريكية مبنية على سوء تفاهم؟
- كانت مهمتنا الأولى هي التغلب على القاعدة والقبض على أسامة بن لادن. لذلك كان علينا أن نرحل بعد ذلك. لذا، من العار مشاهدة مثل هذا الغرق. لكنني حزين للغاية خاصة لكل من مات هناك.
*هل خسرت أمريكا؟
- لا، على الإطلاق، فزنا في كل المعارك، وقتلنا أسامة بن لادن. لكن طالبان بصدد بناء أسطورتها. بعد البريطانيين والروس، جاء دور الأمريكيين للانسحاب، وفوق كل ذلك، لم تضطر الحركة حتى للقتال.
*لقد كنت طرفا في عملية ترايدنت نبتون المؤلفة من 23 جنديًا والتي قضت على العدو الأول للولايات المتحدة. ماذا تشعر اليوم؟
- أنا سعيد وفخور بالمشاركة مع رفاقي في تلك المهمة الرائعة. ومهما كان رأيك، فقد أنجزنا المهمة. كان كل الرجال جنودًا عظماء. علاوة على ذلك، نادرًا ما يكون الجنود هم الأضعف، بل الحكومات. إذا سُمح لنا بالقيام بعملنا بشكل صحيح، فلن يكون هناك خطأ في التنفيذ. ما فعلناه في أفغانستان كان نبيلًا، ولا أعرف أي قتلة، مجرد رجال قاموا بواجبهم، لأننا في هذه القصة “الأخيار”... وهم “الأشرار”... دعونا لا ننخدع.
*نبيل؟ وماذا يحدث الآن؟
- من الواضح أنني لا أحب الصورة التي أعطتها أمريكا لنفسها قبل أسبوع... لقد كان حقا تجسيدا لزعامة في غاية الرداءة.
*هل كان أداء دونالد ترامب سيكون أفضل؟
- المسالة ليست أسودًا أو أبيض أبدًا، وليس الموضوع من هو على حق ومن هو على خطأ. لكن بما أننا كنا في الميدان واضطررنا في كثير من الأحيان إلى التعامل مع طالبان، فقد دفعنا الواقع المحزن أحيانًا إلى التفاوض معها، حتى لو كان ذلك سيئًا. وقد أثبتت الحركة لنا، في كثير من الأحيان، أنها لا تريد ديمقراطيتنا... أعتقد أن ترامب كان سيفعل ذلك بشكل مختلف.
*هل صوتت له؟
- نعم.
*نعود إلى بن لادن... ماذا شعرت عندما رأيته في تلك الليلة الشهيرة من 2 مايو 2011؟
- كنا مقتنعين بأننا لن نعود أحياء من هذه المهمة، لكننا كنا مستعدين للقيام بها من أجل جميع الأشخاص الذين ماتوا بسببه. عندما واجهته، اعتقدت على الفور أنه قد يكون لديه حزام ناسف حول خصره، وكنت أعرف رجاله، رأيتهم كيف يتحركون بسرعة كبيرة. لذلك هناك شيء واحد فقط يجب القيام به، استهداف الرأس... أطلقت النار دون تردد.
كنت متأكدًا من أنه كان هو، حتى لو سارت الأمور بسرعة كبيرة، لأنني أثق في امرأة وكالة المخابرات المركزية (ألفريدا فرانسيس بيكوسكي، التي لعبت دورها كاثرين بيجيلو في فيلم “30 دقيقة بعد منتصف الليل” للمخرجة جيسيكا تشاستين، ملاحظة المحرر). إنها أكثر الأشخاص كفاءة والاكثر شجاعة في الذين قابلتهم في حياتي. الشيء الوحيد الذي أدهشني هو حجم بن لادن، فقد كان طويلًا جدًا ونحيفًا جدًا، وله لحية رمادية لم تكن ملونة باللون الأسود. لو كان بإمكاننا، لكنا أخذناه حيّا، لكنه كان حقًا هدفًا ذا أولوية عالية بكل معنى الكلمة، وبقدر ما يؤخذ حيّا، بقدر ما يحذر جانبه إلى حد قتله.
*هل كان لديك شعور بأنه لم يكن يتوقعك؟
- على أية حال، لم تكن هناك قنابل في المنزل ولا عبوات ناسفة. عندما أفكر في الأمر الآن، أقول لنفسي إنه بدا مرتبكًا أكثر من أي شيء آخر، لقد كان ليلا، كنا نوقظه. زوجته، على الأقل تلك التي كانت بجانبه في ذلك المساء، ادعت لاحقًا أنه همس في أذنها، “لقد جاؤوا من أجلي”، طريقة لجعلها تفهم أنه ليس لديها ما تخافه.
كان هناك أيضًا ابنه البالغ من العمر عامين في الغرفة “الذي نجا، ملاحظة المحرر”. أنا أب، وفكرت في نفسي أن هذا الطفل لا علاقة له بأحداث 11 سبتمبر، ولم يولد حتى. أنا أضمن لك، أن مثل ما كانت لتفعله طالبان.
*هل تعتقد أن هذا الجيل الجديد من طالبان مختلف عما كان عليه قبل عشرين عاما؟
- آمل أنهم قابلوا مسلمين مثقفين أوضحوا لهم أنه يمكن أن يكون لديك ناطحات سحاب، وكل التكنولوجيا الجديدة، وقراءة القرآن، دون الرغبة في حظر الموسيقى أو حبس النساء في البيوت. لكن في أعماق قلبي، أقول إن القاعدة سيئة وستظل دائمًا سيئة، ونفس الأمر ينطبق على طالبان.
*هل كنت في بعض الأحيان بدون أوهام عندما تكون في مهمة؟
- نعم. كان علينا إجراء الكثير من العمليات غير الضرورية لأن الضابط كان يتطلع إلى الترقية. الحقيقة المحزنة هي أن الكثير من الرجال ماتوا من أجل لا شيء. وعندما رأيت هذه الصور التي تذكرنا بكارثة سايغون، شعرت بالغضب. ذهبنا إلى العراق لأن رجلاً كان غاضبًا وأراد آخر أن يقتل والده بشكل رمزي. وبمجرد سقوط أبراج مركز التجارة العالمي، كان البنتاغون يخطط لغزو العراق. لأن الحرب هي مرادف دائمًا للكثير من المال.
*هذه الصور هل سيكون لها تأثير على المجتمع الأمريكي؟
- لا، الا إذا تعرّضنا لهجوم اخر.
*هل تعتقد أن أمريكا قد تغامر بخوض حرب أخرى؟
- بالتأكيد لا، وليس قبل فترة طويلة. من يريد اليوم أن يكون مصدرًا للأمريكيين، ويخاطر بجلده من أجل بلد سيرمي بك وسيتركك وراءه؟ إنها ليست كارثة للأفغان فقط، بل هي أيضا كارثة على مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية. يبدو الأمر كما لو كنا نعود إلى المربع الأول، إلى 11 سبتمبر 2001.
*من هو رئيسك؟
- يقفز أحترم الديمقراطية، لذا فهو جو بايدن. كيف وصل تلك قصة أخرى. أنا لست من أنصار نظرية المؤامرة، لكن ألا تجد من الغريب أنه في الوقت الذي تجري فيه إعادة فرز للأصوات في ولاية أريزونا، يبدأ الرئيس هذه العملية الكارثية؟
*دعا دونالد ترامب إلى استقالته.
- عندما كنت في الجيش، حين يفشل جندي، إما أنه يطُرد أو يستقيل، ومن الواضح أن بايدن ليس مستعدا للتراجع.
*وباراك أوباما في كل هذا؟
- رجل عظيم.
إلى جانب كونه رائعًا، يمزح، إنه كان شجاعًا. عندما أعطى الضوء الأخضر، كان يعلم أنه إذا أخفقنا، فلن يُعاد انتخابه أبدًا عام 2012، لذلك كان قادرًا على تجاوز الحسابات السياسية المعتادة. وإذا دعاني إلى عيد ميلاده، فسأكون سعيدًا بالذهاب!
*هل تعتقد أن دونالد ترامب سيترشح من جديد؟
- لم يقل لي أي شيء، لكنني ذاهب إلى فلوريدا لجمع التبرعات ورؤية ابنه.
الكتاب “أوبريتور” أو “المنفذ” روبرت أونيل، منشورات نمرود.