روسيا والصين.. كيف يؤثر اتفاق «مدفوعات الغاز» على الدولار؟
في وقت تسعى موسكو لتعزيز علاقاتها مع بكين ردا على العقوبات الغربية المفروضة عليها، أعلنت مجموعة “غازبروم” الروسية العملاقة للطاقة أن الصين ستبدأ تسديد ثمن شحنات الغاز الروسي بالروبل واليوان بدلا من الدولار. وبعد فرض عقوبات اقتصادية على موسكو على خلفية أزمة أوكرانيا، خفّضت روسيا أو أوقفت إمداداتها بالغاز إلى دول أوروبية مختلفة، مما تسبب في ارتفاع أسعار الطاقة، كما سعت روسيا لتعزيز علاقاتها مع حلفائها الآسيويين، خصوصًا الصين، وزيادة شحناتها من الغاز الطبيعي إلى أسواق خارج أوروبا. غيرمان غريف رئيس “سبيربنك” رئيس أكبر بنك في روسيا:
• الصين ستصبح حتما شريكا رئيسيا لروسيا وسيتراجع تأثير الدولار على الاقتصاد الروسي لصالح الروبل واليوان
• أوروبا خسرت مرتبتها كأكبر شريك تجاري تقليدي لروسيا
• الاقتصاد الروسي موجه نحو التصدير وبالتالي فإن النتيجة الواضحة والطبيعية لهذا الوضع هي أن الصين ستصبح بالطبع الشريك الأكبر لروسيا
• اعتماد روسيا على أكبر الشركاء التجاريين في الشرق وفي المقام الأول الصين سينمو
• ما يحدث حاليا سأطلق عليه مصطلح تطوير التعاون
• لا أعتقد أن روسيا ستعود إلى نفس حالة تأثير الدولار على الاقتصاد الروسي سيتم استبدال العديد من العملات الرئيسية في المقام الأول باليوان
«الاتفاق الروسي الصيني يهدف بالدرجة الأولى إلى إنهاء هيمنة الدولار واليورو على التعاملات التجارية بين البلدين ودعم العملتين المحليتين”، وفق المحلل الاقتصادي الإيطالي، جورج آدموند، الذي أكد أن ذلك جزء من محاولات موسكو مواجهة العقوبات الغربية التي تستهدف اقتصادها ومصارفها وعملتها بالدرجة الأولى. وأضاف آدموند، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أن “البلدين يسعيان منذ سنوات للتخلص من هيمنة الدولار واليورو على تعاملاتهما التجارية، ويرغبان في جعل العملتين المحليتين عنصرا رئيسيا في المبادلات التجارية القائمة بين القطاعين العام والخاص لدى الطرفين». وبينما أعرب عن اعتقاده بأن روسيا والصين ستواجهان صعوبات في الانتقال من الدولار إلى العملتين المحليتين في التبادل التجاري، كونه ما زال العملة الأقوى في العالم، إلا أنه رأى أن المكسب الكبير سيعود على الصين التي أمامها فرصة كبيرة لزيادة صادراتها إلى روسيا، ولا سيما أن الأخيرة تعاني من عقوبات أوروبية وغربية، ودفع ثمن الغاز بالروبل من شأنه تمهيد الطريق أمام توسيع نطاق التعامل بالعملتين المحليتين في تجارة السلع والمنتجات الأخرى.
بدوره، قال المحلل الاقتصادي، مدحت نافع، إن هناك محاولات فردية وثنائية داخل مجموعة بريكس لتطوير التعاون خاصة الدول التي تعرضت للعقوبات الأميركية في مسعى للبحث عن بدائل كما هو الحال مع روسيا والصين. «إيذاء الدولار يصيب روسيا والصين بصدمة كبيرة”، وفق نافع، الذي أشار إلى أن البلدين تعاملاتهم هبطت من 90 بالمئة بالدولار منذ عدة سنوات إلى 40 بالمئة قبل هذه الخطوة ولم نشعر بأي ضرر، فلا يزال هو عملة الاحتياطية الأساسية لهذه الدول، ولا يزال عملة تقويم الديون وسدادها. من جانبه، قال المحلل الاقتصادي، شريف الدمرداش، إن الخطوة الروسية الصينية إيجابية للبلدين خاصة في ظل الضغوط الأميركية والغربية على الطرفين، الغرب يتآمر على روسيا ويتمنى مواردها الطاقوية، ولذلك تبحث موسكو عن بدائل أخرى مع دول صديقة.
«روسيا والصين باتا حليفين بشكل علني في مواجهة الحلف الأميركي الأوروبي”، وفق الدمرداش لـ”اقتصاد سكاي نيوز عربية”، الذي أشار إلى أن الخطوة الجديدة ستؤثر على الدولار على المدى المتوسط والطويل، لافتا إلى أن روسيا ستقوم بتصدير الغاز إلى الصين مقابل الحصول على المنتجات الصينية والاستفادة بهذا التحالف في الضغط على القطب الغربي للتنازل على سياساته تجاه روسيا.