سعوديون يتحدون كثبان الصحراء بهواية «التطعيس» 

سعوديون يتحدون كثبان الصحراء بهواية «التطعيس» 


أمام أنظار المئات من الشغوفين بالسرعة، يخرج عبد الإله بسيارة الدفع الرباعي الخاصة به من وسط سحابة رملية في قلب صحراء السعودية. يعتمر خوذة ويشد حزام الأمان، قبل أن يتمكّن من الانزلاق بإحكام بسيارته المزودة بمحرك قوي وسط هتافات حماسية.
في كل موسم شتاء، تتوافد حشود من عشاق ما يسمى بـ"الرياضات المتطرفة" إلى محافظة الزلفي، على بعد أكثر من 200 كيلومتر شمال غرب العاصمة الرياض. وهناك، يقود الباحثون عن المتعة سياراتهم فوق الكثبان الرملية الشديدة الانحدار وهو ما يُعرف في دول الخليج بهواية "التطعيس".
ويقول عبد الله العمار الذي أتى لمشاهدة عروض "التطعيس" برفقة ابنه إنه من عشاق هذه الرياضة ومستعد لقطع مسافات طويلة من أجلها لأنها "تستحق".
ويشرح عبد الإله الربيعة، وهو موظف في القطاع الخاص، أن رياضة "الاستعراض الرملي" الشهيرة في السعودية والخليج تتطلب محركا قويا ومهارة التحكم في القيادة.
ويُعدّ انخفاض أسعار النفط وطول موسم الحر الشديد من دوافع الإقبال الكبير على استعمال السيارات في السعودية، وتطوّر الأمر لدى بعض السائقين إلى شغف بالسرعة والمغامرة.
وبينما تنطلق السيارات بسرعة فوق كثيب رملي يبلغ ارتفاعه نحو مئة متر، يوضح الربيعة أن السيارات المستخدمة مجهزة ليس فقط بمحركات قوية، بل بأنظمة أمان مخصصة للتحديات القاسية أيضا.
وعلى مقربة من مئات سيارات الدفع الرباعي والشاحنات الصغيرة المصطفة، يجلس جمهور غالبيته من الذكور لمتابعة العروض، مفترشين سجّادات وفي أيديهم أكواب شاي أو قهوة. وعلى امتداد الكثبان، تمتزج أصوات المحركات القوية بتصفيق الحشود المتحمسة وسط سُحب من الرمال التي تتطاير مع كل انزلاق قوي للسيارات.