خلال مشاركة حرة الحمرية بمؤتمر أعمال ماهاراشترا 2022

سعود المزروعي: الابتكار في قطاع الأعمال واحداً من محركات النمو الاقتصادي وتحسين الإنتاجية

سعود المزروعي: الابتكار في قطاع الأعمال واحداً من محركات النمو الاقتصادي وتحسين الإنتاجية

أكدت هيئة المنطقة الحرة بالحمرية في الشارقة، على أهمية الابتكار في قطاع الأعمال باعتباره واحداً من محركات النمو الاقتصادي وتحسين الإنتاجية، وترسيخ خطوات التحول نحو اقتصاد المعرفة، إضافة إلى دوره في مواجهة التحديات التي تواجه القطاع الخاص، فضلا عن كونه قيمة مضافة لها وزنها في الاقتصاد الوطني لكافة الدول الساعية لتعزيز موقعها على خريطة الاقتصاد العالمية وتقوية تنافسيتها.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها سعادة سعود سالم المزروعي مدير هيئة المنطقة الحرة بالحمرية، خلال افتتاح أعمال مؤتمر ماهاراشترا MahaBiz 2022 في دورته الخامسة الذي اختتم أمس (الأحد) بفندق جراند حياة في دبي، والذي نظمه منتدى الأعمال الخليجي الهندي وحظى برعاية رسمية من هيئة المنطقة الحرة بالحمرية في الشارقة، وشهد مشاركة واسعة من 600 شخصية من كبار المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال والمستثمرين من مختلف دول العالم لمشاركة الرؤى والأفكار واستكشاف الفرص الاقتصادية المجدية وتوقيع اتفاقيات شراكة، كما ناقش المؤتمر على مدار يومين جملة من القضايا الاقتصادية على رأسها الابتكار في قطاع الأعمال والسوق الإلكتروني والعديد من المواضيع التي تهم قطاع الأعمال المحلي والعالمي.

وأشار سعادة سعود سالم المزروعي في كلمته، إلى أن دولة الإمارات حريصة على تعميق علاقاتها التجارية مع الاقتصادات سريعة النمو في قارتي آسيا وأفريقيا، وجذب أكثر من 150 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي، منوها أن الإمارات يجمعها مع الهند علاقات تجارية قوية وراسخة حيث تعد ثاني أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات، إذ بلغ حجم التجارة غير النفطية نحو 40 مليار دولار قبل انتشار جائحة كوفيد-19، كما تعد الإمارات ثاني أكبر وجهة تصدير للهند بعد الولايات المتحدة للهند،

وقد تكللت هذه العلاقات بالتزامن مع أعمال المؤتمر بتوقيع اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين دولة الإمارات والهند والتي ستدشن لحقبة جديدة من التعاون الاقتصادي القائم على المصالح المتبادلة بين البلدين الصديقين وتعزز العلاقات التاريخية بينهما والوصول المتبادل إلى الأسواق والفرص الاقتصادية والاستثمارية، لافتا إلى أهمية سوق القارة السمراء وأن هناك العديد من الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة للتعاون بين الإمارات والدول الأفريقية في مجالات مثل البنية التحتية والنفط والغاز والتعدين والطاقة والغذاء والنقل والخدمات اللوجستية والموانئ وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من القطاعات الواعدة.

ولفت المزروعي، إلى أن المتغيرات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي ككل اليوم تؤكد على أهمية الاستثمار في الابتكار والإبداع والبحث والتطوير، لافتا إلى أن دولة الإمارات أدركت هذا التوجه مبكرا حيث تبرز الإمارات اليوم كمنصة للابتكار على المستوى الاقليمي والعالمي، بما توفره من بيئية مثالية لقطاعات الأعمال الباحثة عن التميز وتقديم كل ما هو جديد من منتجات وخدمات، ويأتي هذا التوجه مدعوما برؤية حكومية استباقية وتنافسية تواصل العمل لتطوير وتحديث الآليات والخدمات والتشريعات لمواكبة مستجدات العصر والنمو الاقتصادي، مشددا على أهمية تكثيف الجهود لتعزيز الابتكار في القطاع الخاص تنفيذا لأحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للابتكار في قطاع التكنولوجيا، من خلال تطوير المدن، والبرمجيات والتطبيقات الذكية، وتطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات،

بما يضمن الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة. وأكد المزروعي، أن المناطق الحرة في دولة الإمارات تعد من أهم الحلول الاقتصادية المتكاملة القادرة على التكيف مع المناخ الاقتصادي العالمي بتقلباته المختلفة عبر صنع الفرص لمختلف التحديات، مشيرا إلى أن المنطقة الحرة بالحمرية بالشارقة، كانت نموذجا حيا لذلك سواء من حيث دعم حكومة الشارقة للمستثمرين فيها والامتيازات التي حظوا بها، أو من حيث الخدمات التي توفرها المنطقة والتسهيلات المقدمة في إصدار التراخيص المختلفة بكل يسر، والخدمات الإدارية والفنية واللوجستية التي تضمن سهولة مزاولة الأعمال، فضلا عن المنصات الذكية والخدمات الرقمية التي جعلت من حرة الحمرية واحدة من أكثر المناطق الحرة مرونة على مستوى العالم، إلى جانب المزايا التنافسية وآفاق وفرص النمو التي توفرها إمارة الشارقة للمستثمرين بفضل الموقع الاستراتيجي الذي يربط بين الشرق والغرب، وشبكة مواصلاتها البرية والبحرية والجوية الواسعة.

وأوضح المزروعي، أن استراتيجية المنطقة الحرة بالحمرية تستند على العديد من المحاور أهمها دعم سياسات التنوع الاقتصادي، بما توفره من بيئة مثالية لاستقطاب قطاعات جديدة،  والتعاون مع المؤسسات الاقتصادية، والمشاركة بفعالية في كبرى المعارض المحلية والعالمية، والابتكار في البنية التحتية والخدمات لتعزيز تجربة المستثمرين الأجانب، عن طريق توفير التسهيلات التي تساعدهم على التوسع في منطقة الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث يحظى المستثمرون لدى حرة الحمرية بالحوافز الاستثمارية والخدمات الاستثنائية وبأعلى معايير الأمن والسلامة لمنشآتهم، مشيرا إلى أن أداء المنطقة الحرة بالحمرية خلال العام 2021 شهد مستويات متقدمة من التنافس والتفوق بالرغم من تذبذب أداء عدد من الاقتصاديات الناشئة وتقلبات الاقتصاد العالمي، حيث نجحت في استقطاب شركات أجنبية عالمية من الولايات المتحدة الأمريكية ودول إفريقية والهند وغيرها، والتي شغلت مساحة أكثر من مليونين و850 ألف قدم مربع ما بين مستودعات وقطع أراضٍ، بإجمالي قيمة استثمارات بلغت نحو 271 مليون درهم إماراتي، وتأتي هذه الأرقام كنتيجة حتمية للتسهيلات والحوافز والمزايا المتفردة التي تقدمها المنطقة والتي عززت من جاذبيتها للمستثمرين الأجانب.

ودعا المزروعي، رجال الأعمال إلى الاستفادة من المزايا الاستثنائية التي تقدمها حرة الحمرية بالشارقة حيث تعد ثاني أكبر منطقة حرة في دولة الإمارات على امتداد 30 مليون متر مربع، وموطنا لأكثر من 6700 شركة من أكثر من 160 دولة، كما تتمتع بمزايا تنافسية عديدة أبرزها توفير نافذة عمليات واحدة تعزز كفاءة الأداء وتسهل ممارسة الأعمال، إلى جانب إعفاءات ضريبية متعددة وحرية إعادة رأس المال والأرباح، وملكية كاملة للأعمال، وتواصل سريع مع الأسواق الإقليمية والعالمية.