خالد بن محمد بن زايد يشهد جانباً من منافسات الألعاب الرقمية الهجينة في «دورة ألعاب المستقبل 2025»
مشهد سياسي مجزأ:
سقوط الحكومة وانتخابات مبكرة: إيطاليا إلى أين...؟
- في الوسط، يبدو الحصول على توافق الجميع داخل الشبكة السياسية للأحزاب الصغيرة معقّدا
- سيقود الحزب الديمقراطي، القوي في استطلاعات الرأي، تحالفًا يساريًا
- تسبب سقوط الحكومة في إثارة بلبلة داخل جميع الأحزاب
- لا مخرج من هذا الوضع، ويمكن أن يعلن عن خمس سنوات جديدة من عدم الاستقرار في إيطاليا
ضد كل التوقعات، استقال ماريو دراجي. ودخلت إيطاليا في حملة انتخابية قبل ثمانية أشهر من موعدها المحدد، لتصوّت في سبتمبر:الأولى في تاريخ الجمهورية الإيطالية. نحن اذن امام حملة انتخابية صيفية غير عادية يمكن أن تغيّر بلدًا يمر بتحوّل سياسي.
أزمة افتتحتها حركة 5 نجوم واختتمها اليمين
قال ماريو دراجي بمجرد تنصيبه: إنه سيعمل لصالح إيطاليا طالما أنه يحظى بدعم جميع الأحزاب السياسية الرئيسية. وإذا قرر أحدهم أن يتبرأ منه، فسيغادر. تبلور هذا السيناريو في الأسابيع الأخيرة، عندما تدهورت العلاقات بين الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي وحركة 5 نجوم. تمسك ماريو دراجي بموقفه، واقترح خطة جديدة لإصلاحات اقتصادية منها بناء محرقة نفايات في لاتسيو: نوع من الاستفزاز تجاه حركة 5 نجوم التي رفضت دائمًا هذا المشروع تمامًا.
هذا التحدي الذي أطلقه ماريو دراجي لخصومه كان يُنظر إليه أيضًا من قبل البعض على أنه طلب غير مباشر للحصول على صلاحيات كاملة، حيث لن يتم قبول اي حل وسط. نعرف جميعا خاتمة هذا الموقف: رفضت حركة 5 نجوم الانضمام إلى المشروع، اعتراض تبنّته الرابطة، وفورزا إيطاليا بزعامة سيلفيو برلسكوني. لم يكن أمام رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا أي خيار سوى قبول استقالة ماريو دراجي الذي احترم القاعدة التي وضعها بنفسه. وواحدة من النقاط الحاسمة التي يجب ملاحظتها في هذه الأزمة: التناقض بين المصالح السياسية لمحترفي السياسة وماريو دراجي، رجل الدولة الذي أصر دائمًا على حقيقة أنه يريد فقط خدمة بلاده.
تجزئة الأحزاب وإعادة تشكيل البانوراما السياسية بالكامل
تسبب سقوط الحكومة في إثارة بلبلة داخل جميع الأحزاب، وخاصة من شارك في نهايتها. من المؤكد أن حركة 5 نجوم ستخسر بعض عناصرها في الأسابيع المقبلة، وهذا هو حال وما حصل بالنسبة لـ فورزا إيطاليا: اختيار سيلفيو برلسكوني اتباع أحزاب اليمين المتطرف (الرابطة وحزب فراتلي ديتاليا، الذي كان حقا في المعارضة) لم يفهمه العديد من قادة الحزب.
وهكذا، غادرت السفينة مارا كارفاغنا وريناتو برونيتا (على التوالي وزيرا الجنوب والإدارة العامة). اختيار سيلفيو برلسكوني استراتيجي، يريد الكافاليريه العودة إلى مقدمة المسرح، على الرغم من عمره 85 عامًا. وقد تم التوصل إلى اتفاق بين الأحزاب اليمينية: في حالة الفوز في الانتخابات، سيعين السيد برلسكوني رئيسًا لمجلس الشيوخ. دور قيادي للرئيس السابق للحكومة الذي أقنعه بالتأكيد باتباع حركة الانشقاق.
رهان يبقى محفوفًا بالمخاطر، لأن ثقل فورزا إيطاليا لا يتجاوز 5-7 بالمائة من الأصوات، وربما أقل منذ رحيل ممثليها الرئيسيين. ولا يستبعد احتمال اختفاء الحزب في حال هزيمته في الانتخابات المقبلة.
كما سيتعين على الرابطة أن تواجه فترة اضطراب سبق ان بدأت منذ عدة أشهر. للحزب تياران يتباعدان بشكل متزايد: التيار السيادي والشعبوي لماتيو سالفيني، والثاني إقليميًا أكثر ومع اقتصاد السوق، يتزعمه جيانكارلو جيورجيتي.
وينتظر الخبراء السياسيون تصريحات شخصيات قوية اخرى في الرابطة لمعرفة ما إذا كانت ستندلع أزمة داخلية أو ان الجميع سيصطفّ وراء ماتيو سالفيني في النهاية. لذلك، لكل من لوكا زايا (رئيس فينيتو) وماسيميليانو فيدريجا (رئيس فريولي فينيتسيا جوليا) دورًا يلعبه، لكن من المحتمل ألا يتخذ زعيما الرابطة أي موقف، حيث لا يرغب الرجلان في خوض مسيرة سياسية وطنية.
لقد بدأ تمزّق الأحزاب خلال هذه الدورة التشريعية، مع تكاثر الأحزاب. مشهد سياسي مجزأ، لكنه سيحتاج إلى الاندماج حول أقطاب قوية إذا أرادت مجموعة ما أن تأمل في الحصول على أغلبية (حتى نسبية).
ثلاث قوى كبرى قادمة؟
في هذا السياق، يمكننا أن نرى ثلاث مجموعات محتملة على أساس “تراص” أحزاب كما حددتها الصحفية سيمون سبيتيا (راديو 24 ساعة). يفرض السياق الانتخابي هذه التحالفات الأوسع: بعد الإصلاح الانتخابي الأخير، سيزداد عدد البرلمانيين من 945 إلى 600، وبالتالي سيتم توسيع الدوائر الانتخابية إقليمياً، وسيكون من الضروري مراعاة بعض الفوارق وإيجاد الحلفاء المناسبين للفوز في مناطق غير متجانسة، في بعض الأحيان، أكثر من ذي قبل.
سيقود الحزب الديمقراطي، القوي في استطلاعات الرأي، تحالفًا يساريًا. ويبحث سكرتير الحزب الديمقراطي، إنريكو ليتا، عن شركاء لتحالف أوسع. ومن الصعب العثور عليهم، لأنه حتى الاتفاق مع حركة 5 نجوم يبدو معرضا للخطر، بعد سقوط الحكومة. اتفاق صعب ولكنه ليس مستحيلاً، ستكون الانتخابات التمهيدية للانتخابات الإقليمية في صقلية (المقرر إجراؤها هذا العام) مشتركة بين الكيانين السياسيين. نموذج إقليمي يمكن أن يصبح وطنياً.
في الوسط، بلغت الشبكة السياسية للأحزاب الصغيرة حدا يجعل الحصول على توافق الجميع معقدا. يوجد ما لا يقل عن ستة أحزاب في هذه الطبقة المسماة بالطبقة المعتدلة. وقد أعلن البعض عدم رغبته في التعاون مع آخرين، مثل كارلو كاليندا وحزبه أزيوني. وسط ذو إمكانات حقيقية، لكن الاتحاد يبدو طوباويًا بالنسبة له. يبقى أيضًا المجهول (معًا من أجل المستقبل)، وهو الحزب المنفصل لـ لويجي دي مايو (وزير الشؤون الخارجية) الذي ترك حركة 5 نجوم مع حوالي خمسين برلمانيًا. وسيتعين على السيد دي مايو مواجهة صندوق الاقتراع لأول مرة، والتاريخ لا يسير في اتجاهه: في السنوات الأخيرة، تمكن عدد قليل من القوى السياسية الجديدة التي تركت حزبها الام من العثور على مكان تحت قبة البرلمان.
أخيرًا، يبدو اليمين -أو بالأحرى اليمين المتطرف -متقدمًا على منافسيه فيما يتعلق بالتماسك، لكن لم يتمّ اختيار زعيم هذه المجموعة بعد. يبدو أن جيورجيا ميلوني (فراتلي ديتاليا) هي الشخصية الأكثر شرعية لأن حزبها هو الأول في الاستطلاعات، غير ان خطاباتها، التي يعتبرها العديد من المراقبين فاشية، يمكن أن تخيف ناخبي اليمين المعتدل. وأظهر أنطونيو تاجاني (فورزا إيطاليا) تردده في تعيين السيدة ميلوني من الان، خوفًا من خسارة يمين الوسط بشكل دائم والذي ينظر بشكل متزايد الى ماتيو رينزي وحزبه فيفا ايطاليا.
انتصار السياديين في سبتمبر؟
تشير استطلاعات الرأي إلى أن السيدة ميلوني في المقدمة. ومع الرابطة وفورزا إيطاليا، يمكن أن يصل التحالف اليميني إلى 45 بالمائة من الأصوات، وهو ما يكفي لوضع هذا التحالف في المركز الأول، دون الحصول على الأغلبية المطلقة. وبالتالي فإن تعيين جورجيا ميلوني في قصر شيغي سيكون منطقيًا، على الرغم من صعوبة تخيّل تصويت الأحزاب الأخرى لصالح قانون تقترحه فراتلي ديتاليا.
سيكون البديل هو العثور على شخصية أكثر حيادية يمكنها إرضاء غالبية المجموعات السياسية، لكن تجارب ماريو مونتي وجوزبي كونتي وماريو دراجي لا تدعم هذا الخيار. وجع رأس جديد للرئيس ماتاريلا الذي سيتعين عليه إيجاد حل يرضي اليمين المتطرف القوي، وفي نفس الوقت يقبله الجناح المعتدل.
وضع لا يبدو أن له مخرج، وقد يعلن عن خمس سنوات جديدة من عدم الاستقرار في إيطاليا. يمكن توقّع اللجوء الى إصلاح انتخابي في الدورة التشريعية المقبلة، بحيث لا تترك البلاد في مأزق، ما لم يولد تحالف غير متوقع (ولا يصدق) من الانتخابات القادمة.
في كل الاحوال، يبدو أن الأهداف الحزبية (والشخصية) تغلب على مصالح البلاد، حتى لو كان ذلك يعني إبقاءها في أزمة سياسية مستمرة، مما يترك شعورًا بالتعاطي مع هواة بالنسبة للإيطاليين وللشركاء السياسيين والتجاريين. من الصعب التنبؤ بالمستقبل السياسي الإيطالي. وكما قال الصحفي باولو ميلي: “...” عندما تكون شؤون الدولة في أيدي المتعثرين، كل شيء ممكن».
-------------------------
استاذ بجامعة بولونيا (إيطاليا)
- سيقود الحزب الديمقراطي، القوي في استطلاعات الرأي، تحالفًا يساريًا
- تسبب سقوط الحكومة في إثارة بلبلة داخل جميع الأحزاب
- لا مخرج من هذا الوضع، ويمكن أن يعلن عن خمس سنوات جديدة من عدم الاستقرار في إيطاليا
ضد كل التوقعات، استقال ماريو دراجي. ودخلت إيطاليا في حملة انتخابية قبل ثمانية أشهر من موعدها المحدد، لتصوّت في سبتمبر:الأولى في تاريخ الجمهورية الإيطالية. نحن اذن امام حملة انتخابية صيفية غير عادية يمكن أن تغيّر بلدًا يمر بتحوّل سياسي.
أزمة افتتحتها حركة 5 نجوم واختتمها اليمين
قال ماريو دراجي بمجرد تنصيبه: إنه سيعمل لصالح إيطاليا طالما أنه يحظى بدعم جميع الأحزاب السياسية الرئيسية. وإذا قرر أحدهم أن يتبرأ منه، فسيغادر. تبلور هذا السيناريو في الأسابيع الأخيرة، عندما تدهورت العلاقات بين الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي وحركة 5 نجوم. تمسك ماريو دراجي بموقفه، واقترح خطة جديدة لإصلاحات اقتصادية منها بناء محرقة نفايات في لاتسيو: نوع من الاستفزاز تجاه حركة 5 نجوم التي رفضت دائمًا هذا المشروع تمامًا.
هذا التحدي الذي أطلقه ماريو دراجي لخصومه كان يُنظر إليه أيضًا من قبل البعض على أنه طلب غير مباشر للحصول على صلاحيات كاملة، حيث لن يتم قبول اي حل وسط. نعرف جميعا خاتمة هذا الموقف: رفضت حركة 5 نجوم الانضمام إلى المشروع، اعتراض تبنّته الرابطة، وفورزا إيطاليا بزعامة سيلفيو برلسكوني. لم يكن أمام رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا أي خيار سوى قبول استقالة ماريو دراجي الذي احترم القاعدة التي وضعها بنفسه. وواحدة من النقاط الحاسمة التي يجب ملاحظتها في هذه الأزمة: التناقض بين المصالح السياسية لمحترفي السياسة وماريو دراجي، رجل الدولة الذي أصر دائمًا على حقيقة أنه يريد فقط خدمة بلاده.
تجزئة الأحزاب وإعادة تشكيل البانوراما السياسية بالكامل
تسبب سقوط الحكومة في إثارة بلبلة داخل جميع الأحزاب، وخاصة من شارك في نهايتها. من المؤكد أن حركة 5 نجوم ستخسر بعض عناصرها في الأسابيع المقبلة، وهذا هو حال وما حصل بالنسبة لـ فورزا إيطاليا: اختيار سيلفيو برلسكوني اتباع أحزاب اليمين المتطرف (الرابطة وحزب فراتلي ديتاليا، الذي كان حقا في المعارضة) لم يفهمه العديد من قادة الحزب.
وهكذا، غادرت السفينة مارا كارفاغنا وريناتو برونيتا (على التوالي وزيرا الجنوب والإدارة العامة). اختيار سيلفيو برلسكوني استراتيجي، يريد الكافاليريه العودة إلى مقدمة المسرح، على الرغم من عمره 85 عامًا. وقد تم التوصل إلى اتفاق بين الأحزاب اليمينية: في حالة الفوز في الانتخابات، سيعين السيد برلسكوني رئيسًا لمجلس الشيوخ. دور قيادي للرئيس السابق للحكومة الذي أقنعه بالتأكيد باتباع حركة الانشقاق.
رهان يبقى محفوفًا بالمخاطر، لأن ثقل فورزا إيطاليا لا يتجاوز 5-7 بالمائة من الأصوات، وربما أقل منذ رحيل ممثليها الرئيسيين. ولا يستبعد احتمال اختفاء الحزب في حال هزيمته في الانتخابات المقبلة.
كما سيتعين على الرابطة أن تواجه فترة اضطراب سبق ان بدأت منذ عدة أشهر. للحزب تياران يتباعدان بشكل متزايد: التيار السيادي والشعبوي لماتيو سالفيني، والثاني إقليميًا أكثر ومع اقتصاد السوق، يتزعمه جيانكارلو جيورجيتي.
وينتظر الخبراء السياسيون تصريحات شخصيات قوية اخرى في الرابطة لمعرفة ما إذا كانت ستندلع أزمة داخلية أو ان الجميع سيصطفّ وراء ماتيو سالفيني في النهاية. لذلك، لكل من لوكا زايا (رئيس فينيتو) وماسيميليانو فيدريجا (رئيس فريولي فينيتسيا جوليا) دورًا يلعبه، لكن من المحتمل ألا يتخذ زعيما الرابطة أي موقف، حيث لا يرغب الرجلان في خوض مسيرة سياسية وطنية.
لقد بدأ تمزّق الأحزاب خلال هذه الدورة التشريعية، مع تكاثر الأحزاب. مشهد سياسي مجزأ، لكنه سيحتاج إلى الاندماج حول أقطاب قوية إذا أرادت مجموعة ما أن تأمل في الحصول على أغلبية (حتى نسبية).
ثلاث قوى كبرى قادمة؟
في هذا السياق، يمكننا أن نرى ثلاث مجموعات محتملة على أساس “تراص” أحزاب كما حددتها الصحفية سيمون سبيتيا (راديو 24 ساعة). يفرض السياق الانتخابي هذه التحالفات الأوسع: بعد الإصلاح الانتخابي الأخير، سيزداد عدد البرلمانيين من 945 إلى 600، وبالتالي سيتم توسيع الدوائر الانتخابية إقليمياً، وسيكون من الضروري مراعاة بعض الفوارق وإيجاد الحلفاء المناسبين للفوز في مناطق غير متجانسة، في بعض الأحيان، أكثر من ذي قبل.
سيقود الحزب الديمقراطي، القوي في استطلاعات الرأي، تحالفًا يساريًا. ويبحث سكرتير الحزب الديمقراطي، إنريكو ليتا، عن شركاء لتحالف أوسع. ومن الصعب العثور عليهم، لأنه حتى الاتفاق مع حركة 5 نجوم يبدو معرضا للخطر، بعد سقوط الحكومة. اتفاق صعب ولكنه ليس مستحيلاً، ستكون الانتخابات التمهيدية للانتخابات الإقليمية في صقلية (المقرر إجراؤها هذا العام) مشتركة بين الكيانين السياسيين. نموذج إقليمي يمكن أن يصبح وطنياً.
في الوسط، بلغت الشبكة السياسية للأحزاب الصغيرة حدا يجعل الحصول على توافق الجميع معقدا. يوجد ما لا يقل عن ستة أحزاب في هذه الطبقة المسماة بالطبقة المعتدلة. وقد أعلن البعض عدم رغبته في التعاون مع آخرين، مثل كارلو كاليندا وحزبه أزيوني. وسط ذو إمكانات حقيقية، لكن الاتحاد يبدو طوباويًا بالنسبة له. يبقى أيضًا المجهول (معًا من أجل المستقبل)، وهو الحزب المنفصل لـ لويجي دي مايو (وزير الشؤون الخارجية) الذي ترك حركة 5 نجوم مع حوالي خمسين برلمانيًا. وسيتعين على السيد دي مايو مواجهة صندوق الاقتراع لأول مرة، والتاريخ لا يسير في اتجاهه: في السنوات الأخيرة، تمكن عدد قليل من القوى السياسية الجديدة التي تركت حزبها الام من العثور على مكان تحت قبة البرلمان.
أخيرًا، يبدو اليمين -أو بالأحرى اليمين المتطرف -متقدمًا على منافسيه فيما يتعلق بالتماسك، لكن لم يتمّ اختيار زعيم هذه المجموعة بعد. يبدو أن جيورجيا ميلوني (فراتلي ديتاليا) هي الشخصية الأكثر شرعية لأن حزبها هو الأول في الاستطلاعات، غير ان خطاباتها، التي يعتبرها العديد من المراقبين فاشية، يمكن أن تخيف ناخبي اليمين المعتدل. وأظهر أنطونيو تاجاني (فورزا إيطاليا) تردده في تعيين السيدة ميلوني من الان، خوفًا من خسارة يمين الوسط بشكل دائم والذي ينظر بشكل متزايد الى ماتيو رينزي وحزبه فيفا ايطاليا.
انتصار السياديين في سبتمبر؟
تشير استطلاعات الرأي إلى أن السيدة ميلوني في المقدمة. ومع الرابطة وفورزا إيطاليا، يمكن أن يصل التحالف اليميني إلى 45 بالمائة من الأصوات، وهو ما يكفي لوضع هذا التحالف في المركز الأول، دون الحصول على الأغلبية المطلقة. وبالتالي فإن تعيين جورجيا ميلوني في قصر شيغي سيكون منطقيًا، على الرغم من صعوبة تخيّل تصويت الأحزاب الأخرى لصالح قانون تقترحه فراتلي ديتاليا.
سيكون البديل هو العثور على شخصية أكثر حيادية يمكنها إرضاء غالبية المجموعات السياسية، لكن تجارب ماريو مونتي وجوزبي كونتي وماريو دراجي لا تدعم هذا الخيار. وجع رأس جديد للرئيس ماتاريلا الذي سيتعين عليه إيجاد حل يرضي اليمين المتطرف القوي، وفي نفس الوقت يقبله الجناح المعتدل.
وضع لا يبدو أن له مخرج، وقد يعلن عن خمس سنوات جديدة من عدم الاستقرار في إيطاليا. يمكن توقّع اللجوء الى إصلاح انتخابي في الدورة التشريعية المقبلة، بحيث لا تترك البلاد في مأزق، ما لم يولد تحالف غير متوقع (ولا يصدق) من الانتخابات القادمة.
في كل الاحوال، يبدو أن الأهداف الحزبية (والشخصية) تغلب على مصالح البلاد، حتى لو كان ذلك يعني إبقاءها في أزمة سياسية مستمرة، مما يترك شعورًا بالتعاطي مع هواة بالنسبة للإيطاليين وللشركاء السياسيين والتجاريين. من الصعب التنبؤ بالمستقبل السياسي الإيطالي. وكما قال الصحفي باولو ميلي: “...” عندما تكون شؤون الدولة في أيدي المتعثرين، كل شيء ممكن».
-------------------------
استاذ بجامعة بولونيا (إيطاليا)