محمد بن زايد ومحمد بن راشد: تمنياتنا بمستقبل مشرق لشعبنا وسلام واستقرار للعالم
شباب الخليج يروون حكاياتهم في «جسور خليجية» من التجربة إلى الأثر
لم يكن "جسور خليجية - البرنامج الخليجي لإعداد القيادات الشبابية"، مجرد برنامج تدريبي فحسب، بل تجربة شارقية متكاملة، تمكنت خلاله ناشئة الشارقة، وسجايا فتيات الشارقة، التابعتان لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، من إعادة صياغة مفهوم جديد للقيادة، من خلال الدمج بين المهارات القيادية، والوعي بالذات، والعمل الخليجي المشترك، في خمسة أيام احتضنتها إمارة الشارقة، التي جعلت من بناء الإنسان نهجاً، وجمعت نخبة من شباب دول الخليج ليعيشوا تجربة ثرية إبداعية تحت مظلة واحدة، لتبرهن أن الجسور لم تُشيّد بين الدول فقط، بل بين القلوب والأفكار والطموحات. هنا يتحدث شباب الخليج بأصواتهم، ويروون تفاصيل تجربتهم الثرية في البرنامج، الذي وفّر لهم مساحة حيّة التقت فيها أحلامهم، وتقاطعت تجاربهم في رحلة ملهمة تشكّلت فيها ملامح وعي جديد بالذات، وعززت قدراتهم على صناعة الأثر.
قلب واحد
ترى المها عبدالله الكواري، من وفد دولة قطر، أن برنامج جسور خليجية، من أجمل البرامج التي شاركت فيها؛ لأنه لم يكن مجرد برنامج تدريبي، بل تجربة إنسانية صادقة اتسمت بالعفوية، حيث جمع شباب الخليج على قلب واحد، وأتاح لهم التقارب السريع وبناء علاقات قائمة على الثقة والمودة، كما أسهم في تعزيز مهاراتها في التواصل الفعًال، والقيادة، والثقة بالنفس، خصوصاً في التحدث أمام الجمهور، في تجربة تؤكد أنها لن تنساها طوال حياتها.
قيادة واعية
ومن زاوية القيادة وصناعة التأثير، وصف عبدالله بوجيري من وفد مملكة البحرين، البرنامج أنه من أفضل المبادرات الخليجية في تأهيل القادة الشباب، لما وفره من مساحة إبداعية لتبادل الخبرات، واكتشاف القدرات، وتنمية الوعي الذاتي، مؤكداً أن التجربة أسهمت في صقل مهاراته القيادية وتعزيز ثقته بنفسه، كما عبّر عن تقديره الكبير لمنظومة العمل الشبابي في إمارة الشارقة، التي تمثل نموذجاً متكاملاً في الاستثمار في الإنسان وبناء قيادات المستقبل.
ألفة خليجية
وأكدت هلا سعيد الشهري، من وفد المملكة العربية السعودية، أن جسور خليجية تجربة فريدة من نوعها، جمعت ثقافات خليجية متقاربة بروح واحدة، وأسهمت في بناء صداقات خليجية صادقة ترتكز على الألفة، مؤكدة أن تنوع الفعاليات والأنشطة التفاعلية، إلى جانب التنظيم السلس، جعل المشاركين يشعرون وكأنهم عائلة واحدة، كما شكّلت الزيارات الميدانية، مثل سفاري الشارقة ومزرعة القمح في مليحة، محطات ملهمة جسدت رؤية الإمارة في الابتكار والاستدامة.
وعي قيادي
ومن موقعه القيادي، أكد حمد محمد إبراهيم، من وفد دولة الإمارات العربية المتحدة، أن البرنامج ترك أثراً عميقاً في مسيرته سيلازمه في رحلته المستقبلية، وأسهم في تغيير نظرته لمفهوم القيادة، وتعميق فهمه لمعنى القيادة والوعي بالذات، خاصة في ظل مسؤوليته كرئيس لمجلس شورى شباب الشارقة، مشيراً إلى أن جسور خليجية، كان تجربة شاملة فاقت التوقعات، باعتباره من أبرز المحطات في مسيرته بمؤسسة ربع قرن، وستنعكس آثارها على أدائه القيادي مستقبلاً.
أثر حقيقي
يرى حمود مبارك الطشة، من وفد دولة الكويت، أن البرنامج كان فرصة عملية لتطوير مهارات التواصل، واتخاذ القرار، وتنظيم الوقت، إلى جانب بناء علاقات إيجابية مع شباب الخليج، ولفت إلى أن النقاشات والأنشطة الجماعية عززت لديه مفهوم العمل المشترك والانتماء، ومكنته من تمثيل بلده بصورة مشرفة، في تجربة مليئة بالحماس والتعلم.
طموح علمي
ومن جهتها أشارت حور حمد المازمي، من وفد دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى أن البرنامج يُعد نموذجاً خليجياً ملهماً، جسّد روح التكامل والوحدة بين الشباب، مؤكدة أن المهارات القيادية التي اكتسبتها شكّلت إضافة نوعية لطموحها الأكاديمي، حيث ترى أن القيادة الواعية عنصر أساسي في إنجاح المشاريع العلمية المستقبلية.
لم يكن الختام نهاية، بل بداية لمسارات جديدة من الوعي والمسؤولية، حيث أدرك المشاركون أنه حين يلتقي شباب الخليج على أرض واحدة، ويتشاركون المعرفة والتجربة، يصبح المستقبل أكثر وضوحاً، وتصبح القيادة فعلاً يومياً، لا لقباً مؤجلاً، هكذا غادر المشاركون الشارقة، وهم يدركون أن الجسور الحقيقية لا تُبنى بالحجارة، بل بالإنسان.