شخبوط الطبية.. دور بارز في العناية بصحة الشباب واليافعين النفسية
تعمل مدينة الشيخ شخبوط الطبية على العناية بصحة الشباب واليافعين النفسية ووضع الخطط والتدابير والمبادرات لمعالجة المشاكل النفسية التي يتعرضون لها.
وتسلط وكالة أنباء الإمارات “ وام” في التقرير التالي الضوء على دور المدينة في العناية بصحة الشباب واليافعين النفسية ودعمهم وتمكينهم ومساعدتهم على النمو والتطوير والازدهار. وقال الدكتور خليفة المقبالي استشاري الطب النفسي في مدينة الشيخ شخبوط الطبية في تصريحات لـ “وام “عن اضطرابات الصحة النفسية الأكثر شيوعاً وسبل معالجتها والتعامل معها بفعالية إن الصحة النفسية حجر الأساس للحفاظ على الحالة الصحية السليمة وهذا الأمر يكتسب أهمية أكبر خلال سنوات المراهقة حين يبدأ اليافعون تكوين شخصيتهم ومفاهيمهم عن الحياة ويخوضون تغييرات عاطفية ومعرفية هائلة من شأنها أن تؤثر على منظورهم حول الصحة لسنوات عديدة قادمة.
وأضاف : “ أصبحت الصحة النفسية من أبرز القضايا التي تؤثر على فئة الشباب فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية يؤثر اضطراب القلق على 284 مليون شخص فيما يصيب الاكتئاب 264 مليون شخص”.
وشدّد على أهمية التعامل مع الصحة النفسية على المدى البعيد والإدراك أن الرحلة نحو تحسين الصحة النفسية طويلة وتتطلب صبراً وقدرة على مواجهة التحديات لذا لا ينبغي التركيز على الأحداث والتحديات التي يعيشها الشباب في المرحلة الآنية بل يجب اتباع رؤية طويلة الأمد والتفكير في تطوّرهم ونموهم بعد خمس سنوات من الْآنَ لذا تزويدهم بمنظومة دعم قوية تعزز رفاههم الشامل وصحتهم النفسية على المدى البعيد».
وعن أبرز اضطرابات الصحة النفسية الشائعة ... أشار إلى “اضطراب القلق العام” وهو حالة مستمرة من القلق والتخوّف بشأن الكثير من القضايا والأمور في حياة المصاب ورغم أن أسبابه قد تنبع من اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ وعامل الوراثة إلا أن أحداث الحياة والتجارب الاجتماعية يمكن أن تزيد أيضاً من فرص الإصابة باضطراب القلق العام.
ونوه إلى أن هذه الحالة انتشرت بشكل متزايد بين الشباب نتيجة لعدة عوامل مثل المشاكل المرتبطة بتقدير الذات التي عززها الاستخدام المفرط لمنصات التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى الصراع الذي يعيشه الشباب واليافعون بسبب التغيرات البدنية والضغوط الاجتماعية المتزايدة وزيادة التوقّعات من المحيطين حول الأداء الأكاديمي المتفوّق .. أما الاكتئاب الذي يشار إليه أيضاً على أنه اضطراب الاكتئاب الشديد أو الاكتئاب السريري فهو من الحالات النفسية الشائعة أيضاً التي تترك تأثيرات بالغة على المراهقين والشباب والاكتئاب هو اضطراب مزاجي يسبب الشعور بالحزن الدائم وينتج عنه فقدان الاهتمام بالأشياء وغالباً ما ينجم عن ذلك مشاكل في إدارة الأداء والأنشطة اليومية ويمكن أن تشمل أعراض المرض اضطرابات النوم وانخفاض الشهية أو زيادتها لذا فهو ينعكس أيضاً على الصحة البدنية للمصاب. وعن استراتيجيات الحفاظ على القوة والصحة النفسية السليمة ... قال :” يمكن أن يكون لتأثير الاضطرابات النفسية في حال تركها دون معالجة الكثير من التداعيات الخطرة على أداء الشخص اليومي وتطوّره بصورة عامة إلى جانب كسر المفاهيم الخاطئة السائدة حول موضوع الصحة النفسية باعتبارها وصمة أو من الأشياء المحظورة يجب تشجيع الناس على طلب العلاج لتعزيز الصحة العامة في المجتمع على المدى البعيد».
وحول كيفية استجابة الأهل للتغيرات السلوكية لدى أبنائهم أوضح أنه بالنسبة للأهل والعائلات وعند الشروع في هذه الرحلة فالخطوة الأولى هي الفهم والاستيعاب والتعامل مع الموقف بشفافية وتلقائية مع سعي حقيقي لفهم التحديات ووجهات النظر المختلفة عند الطفل أو المراهق وبدلاً من تقديم النصائح أو الحلول الجاهزة يجب الاستماع إليهم ومشاركتهم وجهة نظرهم والانصات إليها بعناية واهتمام وبذلك ستنشأ أسس قوية من الثقة وجسور التواصل».
وبمجرد بدء هذه المحادثة وتقويتها يمكن للوالدين أو اليافعين طلب الدعم والتوجيه من خلال اختصاصي الصحة النفسية التي يستطيع أن يحدد المشكلة المطروحة ويوصي بالعلاج المناسب ويمكن أن يقترح الجمع بين العلاج السلوكي المعرفي والأدوية لمعالجة أعراض الاضطرابات النفسية..
وإضافةً إلى ذلك فإن تهيئة بيئة إيجابية تشجّع على الالتزام بعادات نمط الحياة الصحية سيساعد أيضاً على إحداث تغييرات جيدة وتشمل هذه الممارسات الحفاظ على نوم سليم وممارسة الرياضة البدنية بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن وغني بالعناصر المغذية.
وفيما يخص النواحي الاجتماعية أظهرت البحوث أن بناء روابط اجتماعية صحية قد يترك تأثيرات إيجابية على احترام الفرد وتقديره لذاته إذ يعزز جاهزية الشباب للتعامل مع المواقف الصعبة والمُجهدة.
وسلّط الدكتور المقبالي الضوء على أهمية تعزيز الشعور بالتماسك المجتمعي والتضامن الذي يعد أهم ركيزة لتعزيز الصحة النفسية فالجميع بحاجة إلى “المجموعة” أو “فريق دعم” خاص به.
وأكد أن بناء القوة والقدرة على الثَّبات والمواجهة لا يعني تغلب الشخص على الصعوبات وحده بل يجب إدراك قوة المجتمع ودوائر الدعم المحيطة به.
وقال إنه في ضوء تنامي المخاوف المرتبطة بالصحة النفسية من الضروري أن يتكاتف أفراد المجتمع لزيادة الوعي والقضاء على الوصمات الاجتماعية وتوفير الموارد اللازمة والدعم للشباب واليافعين ليتمكنوا من التفوّق وإطلاق العِنان لكامل إمكاناتهم.