في مواجهة موسكو:

شولتز يريد ترسيخ الجناح الشرقي لأوروبا

شولتز يريد ترسيخ الجناح الشرقي لأوروبا

- حسم المستشار الألماني الجدل القديم المعارض لتوسيع الاتحاد الأوروبي وتعميقه
- اتحاد 30 أو 36 دولة، يصبح في نظره حاسمًا جيوسياسيًا لاستقرار القارة العجوز


من خلال توضيح مواقفه المؤيدة لتوسيع الاتحاد الأوروبي، رد المستشار الألماني أخيرًا على خطاب إيمانويل ماكرون في جامعة السوربون. ولكن بسبب رغبته في تجميع المصالح المتباينة لشرق وغرب القارة، ترك أولاف شولتز العديد من المناطق الرمادية.
   بالنسبة لخطاب يقدم أخيرًا للثنائي الفرنسي -الألماني والمجموعة الأوروبية أساسًا للنقاش حول مستقبل أوروبا، ظل أولاف شولتز صادقًا مع نفسه: تصريحه مدة خمسين دقيقة بنبرة رتيبة في جامعة تشارلز في براغ، حسم مع الخطاب الملتهب الذي ألقاه إيمانويل ماكرون قبل خمس سنوات تقريبًا في جامعة السوربون.

   «على عكس أنجيلا ميركل التي لم تُلقي خطابًا برنامجيًا بشأن أوروبا، أظهر أولاف شولتز وضوحًا بشأن ما يعنيه تغيير الحقبة، التي تتّسم بالحرب في أوكرانيا، من وجهة نظره بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
وبعد الخطاب الذي ألقاه أمام البوندستاغ في 27 فبراير، سيكون الخطاب الثاني مرجعا “، يعتقد يان فيرنرت، الخبير في العلاقات الفرنسية الألمانية في مركز جاك ديلور في برلين.

الأولوية للتوسيع
   وهكذا حسم المستشار الجدل القديم المعارض لتوسيع الاتحاد الأوروبي وتعميقه، لصالح الخيار الأول. وفي مواجهة التهديد الإمبريالي الروسي، فإن “اتحاد 30 أو 36 دولة”، والذي سيشمل ست دول غرب البلقان بالإضافة إلى أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا، يصبح في نظره حاسمًا جيوسياسيًا لاستقرار القارة العجوز.
   من هذا المنظور، يلتزم أولاف شولتز بإصلاح المؤسسات الأوروبية من أجل ضمان بقاء هذا الكيان الجديد قابلاً للإدارة. وعلى الرغم من إحجام دول أوروبا الشرقية، وبتخليه عن قاعدة الإجماع لصالح القرارات بالأغلبية، اساسا في مسائل السياسة الخارجية والمالية، ينضم إلى الموقف الفرنسي.
   لكن هذا التقارب مدفوع خاصة بالبراغماتية والرغبة في التماسك. وهكذا يُظهر المستشار نفسه منفتحًا على إصلاح ميثاق الاستقرار “دون تحيز، ودون إعطاء دروس، ودون عتاب”. والهدف من ذلك هو احترام القواعد وتطبيقها من أجل خفض مديونية الدول بشكل مستدام. “هذا الخط، الأكثر توافقًا مع خط فرنسا، هو أيضًا رسالة قوية فيما يتعلق ببلدان مثل اليونان: لن ترتكب ألمانيا نفس الأخطاء بعد الآن”، يحلل يان فيرنرت.

التماسك على حساب الزعامة
   كما يتبنى أولاف شولتز مفهوم “المجموعة السياسية الأوروبية” الذي ذكره إيمانويل ماكرون. لكنه يختزله في “منتدى” تناقش فيه حكومات الاتحاد الأوروبي والشركاء الأوروبيون “مرة أو مرتين في السنة”. أوروبا ذات السرعتين، كما يود الرئيس الفرنسي، لا يريدها أولاف شولتز، وتظل الوحدة هي الشعار.
   كما يؤكد المستشار من جديد التزامه بدفاع أوروبي سيادي أكثر، لكنه لم يذكر المشاريع الفرنسية الألمانية، مفضلاً ذكر تنظيم دفاع جوي يمتد إلى دول الشرق. ان “هذا الخطاب يستجيب قبل كل شيء لمخاوف هؤلاء، فهو ليس برنامجًا مثل خطاب جامعة السوربون، بقدر ما هو محاولة لتجميع المصالح الأوروبية المتباينة”، يشير مارتن كوبمان، مدير مؤسسة جينشاجين، الذي يرى ان هذا “ليس كافيا لتأمين موقع الزعامة لألمانيا».