صحف عربية: لبنان.. أزمات «أخطبوطية»

صحف عربية: لبنان.. أزمات «أخطبوطية»


فاقمت التطورات الأمنية التي خلفها وصول سفينة الإنتاج “انرجين باور” اليونانية إلى حقل “كاريش” من آثار الأزمات السياسية التي تعصف بلبنان بعد الانتخابات النيابية اللبنانية، ومع استمرار ميليشيا حزب الله في الهيمنة على الدولة ومصادرة قراراتها.
وسلطت صحف عربية صادرة أمس الأحد، الضوء على “أزمات أخطبوطية” يمر بها لبنان، والانهياراتِ المالية والمعيشية المتسارعة والصفائح الساخنة في المنطقة، بعد دخول ميليشيا حزب الله على خط أزمة التنقيب في حقل “كاريش».

أزمة سياسية
وقالت صحيفة “الرأي” إن اندلاع أزمة في ملف تشكيلِ حكومة ما بعد الانتخابات النيابية باتت أمراً بدهياً في ضوء الحسابات التي جعلتْ هذا الاستحقاق بمثابة “الحديقة الخلفية” للانتخابات الرئاسية التي يتم التعاطي معها على أنها لن تحصل بموعدها الدستوري 31 أكتوبر (تشرين الأول) كحد أقصى.

وأضافت “في حين يدخل لبنان هذا الأسبوع الشهر الثاني بعد انتخابات 15 مايو (آيار)، لا يلوح حتى الساعة في الأفق ما يؤشر إلى أن اكتمال تجديد السلطة عبر حكومةٍ كاملة المواصفات، يقف على مشارف اختراقات ولو من بوابة تكليف وشيك للشخصية التي ستتولى التأليف، في ظل ارتسام عمليةِ عض أصابع بين الرئيس نجيب ميقاتي الأوفر حظاً لمعاودة تَسَلُّم الدفة حكومياً ولكن ليس بشروط الآخَرين، وبين فريق الرئيس ميشال عون». وأشارت إلى أنه بعدما شكّل انتخاب برلمان 2022 اللجان النيابية ورؤسائها ومقرريها، فسحةً اختبأت وراءها التعقيدات ذات الصلة بالملف الحكومي، فإن عوامل عدة قد تؤخر الاستشارات النيابية المُلزمة، من بينها قضية الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل.

اختطاف الدولة
وحول موقف حزب الله من قضية الخلاف مع إسرائيل على ترسيم الحدود البحرية، رأى الكاتب في صحيفة “الشرق الأوسط” إياد أبوشقرا، أنه قلّما أقام الحزب وزناً يذكر للدولة اللبنانية. وقال إن “قرارات الحرب والسلم، بدءاً من القتال في سوريا والعراق واليمن إلى شن عمليات تكتيكية ضد إسرائيل، كانت من اختصاص دولة أخرى عاصمتها طهران، وحلبة حروبها عموم منطقتنا، وهذا كله باسم تحرير القدس وإزالة إسرائيل من الوجود في غضون أيام بل ساعات».
وأشار إلى أن هذا الواقع يشير إلى ما هو أكبر وأخطر من ضعف عجز الدولة أو غيابها، مضيفاً أنه “يؤشر إلى تغييبها عمداً تسويغاً لحالة مطلوبة داخل لبنان وخارجه». وتابع “قضية الحدود البحرية أضحت لحسم تبعية لبنان لإيران، في ظل التفاوض العلني والمستتر على الملف النووي الإيراني، وسقف نفوذ طهران في المنطقة، والشكل النهائي للخرائط التي ستحل محل خرائط 1920 ثم 1948».

هاجس الحرب
من جانبه قال الكاتب في صحيفة “النهار” فارس خشان، إنه “ما إن أنهى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله كلمته التلفزيونية الأخيرة التي خصّصها لملف استخراج الغاز من الحقول المتداخلة مع الحدود البحرية الجنوبية، حتى انهال سؤال واحد على من يتمّ إدراجهم في خانة العارفين هل ستقع الحرب؟».
وقال: “وحدهم السذّج يمكن أن يعتقدوا أنّ الموقف اللبناني يتّخذه رئيسا الجمهورية والحكومة بالتفاهم مع رئيس مجلس النوّاب، إذ إنّ حتّى الأقل معرفة بحقيقة صناعة القرار في لبنان، يدركون أنّ حزب الله يملك الكلمة الأخيرة». وأوضح أن الموقف اللبناني من عرض الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين، لا يمكن أن يكون نهائياً قبل اتّخاذ حزب الله، القرار في الاتجاه الذي سوف يُجبر لبنان على اعتماده، خاصة أن المنطقة تمرّ بأدق ظروفها، إذ إنّ العلاقات الإيرانية مع الغرب تدهورت كثيراً في الأيّام القليلة الماضية، والتصعيد الإسرائيلي ضدّ المواقع الإيرانية في سوريا وصل الى مستويات غير مسبوقة تسبّب في شلّ مطار دمشق، والمناورات العسكرية الإسرائيلية التي شهدتها قبرص حاكت حرباً بريّة ضروساً ضد حزب الله.