رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات لتسوية النزاعات والتحديات في العالم عبر الحوار والحلول الدبلوماسية
صحيفة: صراع الصين مع كورونا.. مجرد بداية
«قادة الصين في معضلة خطيرة”، هذا ما قاله الباحث الصيني يانتشونغ هوانغ في مقال بصحيفة “نيويورك تايمز”، مشيراً إلى الأزمة المتفاقمة التي تشهدها البلاد فيما يخص “هوس السلطة بالقضاء على فيروس كورونا”، ما أدى إلى “ألم اجتماعي واقتصادي حاد” جرف البلاد إلى أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ عقود.
يقول الباحث في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، إن “سياسة كورونا القاسية التي دافع عنها الرئيس الصيني شي جين بينغ مستمرة، لكنه يواجه الآن خياراً صعباً ما بين تخفيف القيود التي قد تتسبب في وفيات جماعية، أوالتشبث بنهج غير شعبي يدفع المجتمع الصيني إلى الانهيار».
ويشير الباحث إلى أن الحكومة التي يبدو أنها “مرعوبة” من التظاهرات النادرة التي وقعت في مدن عدة، ربما بدأت تفقد عزمها. فبعد أيام قليلة من الاحتجاجات، بدت نائبة رئيس الوزراء سون تشونلان وكأنها تلمح لانتهاء نهج “صفر كوفيد”، مشيرة إلى استراتيجية جديدة وشيكة مع بدء بعض المدن الكبرى في التخلص من تدابير الوباء الرئيسية، ومن المتوقع أن تحذو حذوها المزيد من المدن الأخرى.
إلا أن هوانغ يرى أن “إخراج الصين من مستنقع السياسة الصحية هذا محفوف بالمخاطر”، لافتاً إلى أن نهج الحكومة الصارم نجح في البداية، بعد وقت قصير من بدء ظهور الفيروس في مدينة ووهان في أواخر عام 2019، وتم السيطرة عليه في البلاد من خلال عمليات إغلاق صارمة مع انتشاره على مستوى العالم.
يضيف هوانغ وهو أستاذ في كلية الدبلوماسية والعلاقات الدولية بجامعة سيتون هول، أنه بعد اندلاع اتهامات مثل تلك التي صرح بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الصين أطلقت العنان للوباء في العالم، ضاعف الحزب الشيوعي الصيني نهجه ضد الفيروس، وضخ موارد هائلة في الاختبارات، وطوّر بنية تحتية واسعة عالية التقنية للبحث عن المفقودين والحجر الصحي وأغلق مدناً بأكملها، فتم القضاء على البؤر الصغيرة بسرعة وظلت معدلات الإصابة منخفضة للغاية.
ولكن مع ظهور متغيرات شديدة القابلية للانتقال ويصعب احتوائها مثل دلتا وأوميكرون وغيرهما، لم يكن لدى الصين أي مخرج في الأفق، كما يقول هوانغ.
وعلى الرغم من نقاط الضعف في البنية التحتية للرعاية الصحية في الصين التي تعاني من نقص التمويل وسوء التجهيز ومعدل شيخوخة السكان إلا أن إجراءات العزل والنهج الصارم الذي يتخذه القادة في البلاد يزيد من هشاشة هذا النظام ويثبط المناعة التي تأتي مع التعرض للفيروس، بحسب هوانغ. ويرى هوانغ صاحب كتاب “السياسة السامة: أزمة الصحة البيئية في الصين وتحديها للدولة الصينية”، أن الصين لا تستطيع ببساطة القضاء على المتغيرات مثل أوميكرون. ففي الأسبوع الماضي، أبلغ عن أعداد حالات جديدة يومية قياسية تصل إلى عشرات الآلاف، وتم تعقب ملايين الأشخاص المقربين أو وضعهم في الحجر الصحي، وذلك فيما تمتلئ بالفعل جميع المرافق المؤقتة التي تم بناؤها لاستيعاب مثل هذه الحالات في بكين بنسبة 80%.
ووفقاً لبيانات الحكومة الخاصة، فإن الغالبية العظمى من الحالات الجديدة دون أعراض، وسيتطلب العثور على تلك الحالات جميعها موارد أكثر بكثير من مجرد الاختبارات والتعقب والحجر الصحي في وقت تتعرض فيه الحكومات المحلية لضغوط مالية شديدة من حساب سياسة “صفر كوفيد” بالإضافة إلى دورها في تباطؤ الاقتصاد العام.