خلال كلمته أمام المنتدى البرلماني التاسع لبرلمانات الدول الأعضاء في مجموعة بريكس

صقر غباش: مجموعة بريكس ستلعبُ دوراً كبيراً في رسمِ خارطةِ المشهدِ الاقتصادي العالمي المستقبلي

صقر غباش: مجموعة بريكس ستلعبُ دوراً كبيراً في رسمِ خارطةِ المشهدِ الاقتصادي العالمي المستقبلي

-- الإمارات تؤكد على أهمية تحقيقِ وتعزيزِ الاستقرارِ الإقليمي والدولي وتهدئةِ التوتراتِ في منطقةِ الشرق الأوسطِ وخارجِها
 
أكد معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي ان مجموعةَ بريكس، بكلِّ ما تمتلكُه مِن ناتجٍ محلي يصلُ بعد انضمامِ الدولِ الستِ الجديدةِ إليها إلى ما يقاربِ ثلثَ الناتجِ المحلي العالمي، ومِن طاقاتٍ بشريةٍ هائلة، ومن مقومات تكنولوجية وصناعية متقدمة، يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في رسمِ خارطةِ المشهدِ الاقتصادي العالمي المستقبلي، وتوجيهِ بوصلةِ الاهتمام العالمي صوب الكثيرِ من القضايا التي باتتْ أكثرَ الحاحاً من السابق، وأهمُها التغير المناخي، وأمن الطاقة، والابتكار، وكذلك الاستثمار الأكبر في التكنولوجيا الجديدة، وفتح ممرات وسلاسل توريد جديدة.
 
جاء ذلك في كلمة معاليه في الجلسة الافتتاحية للمنتدى البرلماني التاسع لدول الاعضاء في مجموعة بريكس الذي يعقد تحت عنوان " تسخير التعددية والدبلوماسية البرلمانية لتعميق شراكة بريكس وإفريقيا من أجل تسريع تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة لإفريقيا" في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا.
 
شارك في الجلسة الافتتاحية وفد المجلس معالي الدكتور علي راشد النعيمي، وسعادة كل من: سارة فلكناز، وخالد الخرجي، أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، والدكتور عمر النعيمي الأمين العام للمجلس، وطارق أحمد المرزوقي الأمين العام المساعد لشؤون رئاسة المجلس. وبحضور سعادة  محش سعيد الهاملي سفير الدولة لدي جنوب افريقيا .
 
وفي بداية كلمته وجه معالي صقر غباش الشكر والتقدير، باسمِ دولةِ الإمارات قيادةً وشعباً، إلى الأعضاءِ المؤسسين الخمسةِ في "بريكس" لترحيبهم بانضمامِ دولةِ الإمارات عضواً كاملَ العضويةِ في المجموعة. مشيرا إلى ما ذكره صاحب السموِ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" بقوله "نقدرُ موافقةَ قادةَ مجموعةَ بريكس على ضمّ دولةِ الإمارات العربية المتحدة إلى هذه المجموعةِ المهمة، ونتطلعُ إلى العملِ معاً من أجل رخاءِ ومنفعة جميعِ دولِ وشعوبِ العالم".
وأشار معاليه الي ان دولة الإمارات تهدفُ من خلال تفاعلها الدبلوماسي إلى تحقيقِ وتعزيزِ الاستقرارِ الإقليمي والدولي، وتهدئةِ التوتراتِ في منطقة الشرق الأوسطِ وخارجِها. مؤكدا على العديد من الأمثلةِ منها: المقاربةَ التي قادتْها دولةُ الإمارات من خلال "الاتفاق الإبراهيمي"، وكذلك رعايتَها وتبنيها وثيقةَ الأخوةِ الإنسانية التي تم توقيعُها في أبو ظبي سنة 2019 لتعزيزِ مبادئ التعايشِ والتسامحِ والسلامِ بين أتباعِ مختلفِ الديانات.
 
 وقال معاليه تأتي استضافةُ دولةً الإماراتِ مؤتمرَ الأطراف في اتفاقيةِ الأممِ المتحدةِ لتغيرِ المناخ (COP 28) الذي تسعى من خلالِه إلى توحيدِ الرأيِ والجهدِ العالميين للانتقالِ بالسياساتِ الدوليةِ الراميةِ إلى التحول إلى الطاقةِ النظيفةِ والمتجددة من النظريةِ إلى التطبيق، وإلى التأكيد على إنَّ التصديَ لتداعياتِ تغيرِ المناخ والحفاظِ على كوكب الأرض هو مسؤوليةٌ مشتركةٌ تقعُ على عاتقِ جميع دولِ الشمالِ والجنوب.
 
واكد معاليه على انضمامُ دولة الإمارات إلى مجموعة بريكس يأتي باعتباره جزءاً من أولوياتِ الإماراتِ في تأكيدِ أهمية بناءِ علاقاتٍ استراتيجية واقتصادية متوازنة بما يساهمُ في تحقيق الرخاءِ الاقتصادي الدولي المستدامِ داخلَ منظومةٍ دولية تتقاسم دولُها الواجبات والمسؤوليات والمنافعَ المشتركة. 
وقال معاليه أن تعزيز الشراكة بين مجموعة بريكس وأفريقيا، وتسريع تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية؛ سيسهم في خلق سوق موحدة للسلع والخدمات في جميع أنحاء أفريقيا، يبلغُ عدد سكانه أكثر من 1.3 مليار نسمة، وبإجمالي ناتج محلي يزيد عن 3 تريليونات دولار أمريكي.
 
وأشار الي ان دولة الإمارات العربية المتحدة تؤكد دعم الجهود الرامية إلى العمل والتعاون مع الدول الأفريقية؛ لتعزيز النمو والتقدم الاقتصادي والاجتماعي المستدام. ولعل ما يدلُّ على النهج العملي في هذا الشأن هو ما أعلنته الدولة في قمة المناخ الأفريقية المقامة في نيروبي، عن مبادرة تمويل إماراتية بقيمة. 4.5 مليار دولار أميركي للمساعدة في تحفيز قدرات أفريقيا في مجال الطاقة النظيفة. كما يعمل المجلس الوطني الاتحادي على تعزيز تعاونه المستدام مع برلمانات الدول الأفريقية وبناء أطر للشراكة البرلمانية بهدف إزالة أية معوقات أو صعوبات أمام تنفيذ اتفاقيات التعاون والشراكة الاقتصادية مع دول القارة الأفريقية.  
 
وكان قد افتتح المنتدى البرلماني التاسع للدول الاعضاء في مجموعه بيريكس باول ماشتيل نائب رئيس جمهوريه أفريقيًا وركز في كلمته على أهمية عدالة النظام القانوني؛ والانتقال إلى عالم متعدد الأقطاب؛ والعولمة المتعمقة؛ واستكشاف آفاق تجارية واستثمارية جديدة؛ وتعزيز السلام والأمن الدوليين، والنمو الاقتصادي المشترك، والتعاون والتفاعل المفيد المتبادل لشعوب العالم، في ظل حوار مستمر بين حضارات العالم لصالح الإنسانية.