ضربات جديدة على غزة وسط تلاشي آمال الهدنة
تواصل القصف الكثيف الثلاثاء في قطاع غزة المدمّر جرّاء الحرب المستمرة منذ أكثر من تسعة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس فيما تتلاشى الآمال بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتتفاقم «الكارثة الإنسانية» بحسب منظمات غير حكومية.
وخلال اجتماع في واشنطن، أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مسؤولَين إسرائيليين كبيرين بـ»القلق العميق» الذي يساور الولايات المتحدة في أعقاب الغارات التي شنّها الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة في قطاع غزة وأوقعت خسائر كبيرة في الأرواح، بحسب المتحدث باسمه ماثيو ميلر.
وفي وقت استؤنفت الجهود الدبلوماسية على أمل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، أعلن قيادي كبير في حماس الأحد وقف المفاوضات الجارية عبر الوسطاء «بسبب عدم جدية الاحتلال وسياسة المماطلة والتعطيل المستمرة وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل».
وفجر الثلاثاء في قطاع غزة، انتُشلت أربع جثث وثلاثة جرحى من تحت أنقاض منزل استهدفته غارة جوية إسرائيلية في خان يونس (جنوب)، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني الذي أفاد أيضا بمقتل شخص وإصابة آخرين في منزل في النصيرات (وسط) جراء استهدافه بطائرة إسرائيلية.
وليل الاثنين الثلاثاء، تحدث شهود عن ضربات ونيران مدفعية نفذها الجيش الإسرائيلي من شمال القطاع الفلسطيني إلى جنوبه.
وفي مدينة غزة (شمال)، قالت أجهزة الإسعاف إنها عثرت على قتيل وجريحَين في شقة مستهدفة.
من جهته، أفاد الدفاع المدني في القطاع الذي تديره حماس بأن غارة إسرائيلية على منزل في الزوايدة (وسط) أدت إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين.
والاثنين، أفاد المصدر نفسه بمقتل شخص على الأقل وإصابة أربعة آخرين في غارة جوية إسرائيلية على مدرسة صلاح الدين التي تؤوي نازحين في حي الرمال في مدينة غزة. وهذه المدرسة السادسة التي تتعرض للقصف خلال تسعة أيام في القطاع المحاصر.
والأحد، قتل 22 شخصًا على الأقل بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس في ضربة على مدرسة أبو عريبان في مخيم النصيرات حيث قال الجيش الإسرائيلي إن قواته الجوية استهدفت مقاتلين.
واعتبرت منظمة «أطباء بلا حدود» أن «الأحداث الأخيرة تفاقم الكارثة الإنسانية»، منددة مع منظمات غير حكومية أخرى بـ»عرقلة إسرائيل المنهجية للمساعدات وهجماتها على عمليات الإغاثة».
وفي تقرير نُشر الاثنين، حذّرت 13 منظمة غير حكومية من «تدهور» وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مع تكثيف العمليات الإسرائيلية.
ولفتت المنظمات إلى أن سيطرة الجيش الإسرائيلي منذ بداية أيار/مايو على معبر رفح عند الحدود مع مصر من الجانب الفلسطيني، تسببت بـ»وقف كامل» لإيصال المساعدات، بحسب المنظمات غير الحكومية وبينها أوكسفام وكير وسيف ذي تشيلدرن وأطباء العالم.
ولفتت المنظمات إلى أن إسرائيل سهّلت 46% فقط من المهمات الإنسانية المقررة (53 من أصل 115).
وفي شمال قطاع غزة، أصبحت نحو 20% من الأسر مصنّفة في وضع «كارثي» و50% في حالة «طوارئ» بسبب خطر المجاعة، بحسب منظمة أطباء بلا حدود التي أشارت إلى أن إيصال المساعدات في هذه المناطق «محدود جدًا».
من جهتها، تنفي إسرائيل أن تكون هناك مجاعة في غزة وتتهم الأمم المتحدة بأنها مسؤولة عن عرقلة وصول المساعدات.