رئيس الدولة ونائباه يهنئون ملك البحرين بذكرى اليوم الوطني لبلاده
الحرب في أوكرانيا:
طرادات وغواصات: ما مدى قوة الأسطول الروسي...؟
• يتكون الجيش الروسي من قرابة مليون رجل، يشغل ما بين 120 ألفًا و140 ألفًا صفوف البحرية
• القدرة البحرية للروس لا تساوي قدرة الأطلسي، ولاستعادة هيبة الأسطول الروسي، تم حقن أموال كبيرة
• تعاني السفن الروسية من بطء التحديث فيما يتعلق بالرادارات والمراقبة والقدرة على الكشف
• خسارة الطراد موسكفا ضربة رهيبة للكرملين، الذي يراهن منذ سنوات على قوته البحرية
كلمات البنتاغون يتردد صداها في الكرملين: خسارة الطراد "موسكفا" الذي تضرر يوم الأربعاء 13 أبريل وغرق يوم الخميس 14 أبريل هي "ضربة قوية" للأسطول الروسي وللكرملين، الذي كان يراهن لسنوات على قوته البحرية لفرض نفسه على الساحة العسكرية.
فرصة لتسليط الضوء على الجانب البحري للحرب منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير.
منذ اندلاع الصراع، كانت حقيقة أن البحرية الروسية موزعة بالتساوي بين بحر آزوف وأوديسا بمثابة ورقة رابحة للجهة المتحاربة. "هناك تفوق كبير للغاية من جانب روسيا: 214 سفينة مقابل 13 للقوات المسلحة الأوكرانية"، قال للاكسبريس إيمانويل دوبوي، رئيس معهد المستقبل والأمن في أوروبا. تاريخيًا، احتل البحر دائمًا مكانة خاصة في الرؤية الروسية للعظمة، ويعتمد فلاديمير بوتين على قوته البحرية ليصنع لروسيا اسمًا على رقعة الشطرنج الجيوستراتيجية. وبينما يتكون الجيش الروسي من قرابة مليون رجل، يشغل ما بين 120 ألفًا و140 ألفًا صفوف البحرية.
لئن يتبختر الروس في مياه البحر الأسود، فإن قدرتهم البحرية لا تساوي قدرة الحلف الأطلسي. ويوضح إيمانويل دوبوي: " التفوق البحري لحلف الناتو ثابت لأنه يملك 120 باخرة سطحية بين البحر الأسود وبحر البلطيق. وللجانب الروسي، 40 في البحر الأسود، 9 منها مجهزة بإمكانات الانزال. ولنأخذ على سبيل المثال عدد حاملات الطائرات: للأمريكيين 11 بينما للروس واحدة فقط. وفيما يتعلق بالأجهزة العسكرية التابعة لروسيا، يضع المتخصص قائمة غير شاملة: "لموسكو أربعة طرادات، واحد في كل أسطول، وثلاثة وعشرون فرقاطة، واثنتي عشرة غواصة صاروخية باليستية تعمل بالطاقة النووية، وإحدى وعشرين غواصة هجوم نووي".
بشكل عام، أطلقت السلطات المحلية منذ عشر سنوات مشروع تحديث كبير. ولفهم هذا الزخم، تجب العودة بضعة عقود إلى الوراء. في أوجها، مثلت البحرية السوفياتية قوة بحرية كبرى، بلغ عددها حوالي 650 سفينة عام 1990. بعد الحرب الباردة، شهدت فترة صعبة تميزت بانفجار غواصة كورسك النووية عام 2000، مما أسفر عن مقتل جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 118 فردًا. ولاستعادة هيبة الأسطول الروسي، تم حقن اموال كبيرة. "شهدت خطة التسلح 2011-2020 تخصيص 25 بالمائة من 570 مليار يورو المخصصة في الميزانية للدفاع إلى الأسطول"، يقول إيغور ديلانوي، نائب مدير المرصد الفرنسي الروسي، في مذكرته: البحرية الروسية: نقاط قوة وضعف أداة في تحوّل"، الذي نُشر في 1 مارس 2018... رقم مرتفع بالنظر الى أن البحرية غالبًا ما تكون الضلع الاضعف.
إرادة روسية لتحديث أسطولها البحري
ويشير إيمانويل دوبوي إلى أن "الرئيس فلاديمير بوتين أراد تحديث قواته البحرية، ولا سيما من خلال زيادة الحمولة وتحديث التسليح على طبيعته. ولإبراز طموحاته، لا يخفي رئيس الدولة حبه للاستعراضات البحرية. في 25 يوليو 2021، أعلن رئيس الكرملين أن روسيا قد اكتسبت مكانتها بين "القوى البحرية العالمية الرئيسية".
وفي مقال بعنوان "الدينامية البحرية الروسية الجديدة، عامل قوة للكرملين"، كتب أرنو بيرونيت، العضو المنتسب في مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للدراسات الاستراتيجية للمرصد الاستراتيجي للبحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط في يناير 2022: "كانت روسيا نشطة بشكل خاص في الأشهر الأخيرة، سواء في معقلها على البحر الأسود أو في البحر المتوسط ، على طول الساحل الأفريقي أو بالقرب من الأرخبيل الأمريكي لجزر هاواي". وهدف الكرملين: الارتقاء إلى مستوى البحرية الأمريكية وحلفائها.
لهذا، كان لابد من تحديث الأجهزة الروسية. في يونيو 2020، كشفت مجلة فوربس الاقتصادية الأمريكية أن موسكو تنتج في نفس الوقت ست فئات مختلفة من الغواصات، من بينها غواصة من طراز كيلو يمكنها إطلاق صواريخ هجومية برية.
وإذا كانت سلطة موسكو تحاول إزالة الغبار عن أسطولها، فهناك مجال للتحسين: "هناك زوارق دورية وطرادات وفرقاطات، بعضها لم يتم تحديثه"، يضيف إيمانويل دوبوي. ويذكر المتخصص أيضًا القوارب من نوع المحيط التي تم بناؤها باستخدام تقنية قديمة إلى حد ما -بدن من الألمنيوم يتميز بمقاومة منخفضة جدًا للحريق. ويقول: "هذه السفن هشة للغاية، ولديها قدرة حماية أقل ضد الطائرات من السفن الغربية". خصوصية أخرى: تعاني السفن الروسية من بطء التحديث فيما يتعلق بالرادارات والمراقبة والقدرة على الكشف. علاوة على ذلك، كان ضم شبه جزيرة القرم في مارس 2014 نقطة تحول في الأسطول الذي في خدمة الكرملين. "لقد أدى ذلك إلى زيادة عدد الوحدات المخصصة لهذا المسرح"، يوضح بيير ريالانت، في عمله المعنون "روسيا تطور مفهومًا لـ "القوة البحرية القارية "، الذي نُشر عام 2016. تدريجيًا، أصبح البحر الاسود مأهولًا بواسطة السفن الروسية التي تم تجهيز العديد منها بصواريخ كاليبر التي يصل مداها إلى 2000 كيلومتر. وفي دراسته المذكورة أعلاه، يتحدث المتخصص إيغور ديلانوي عن "كلبرنة" الأسطول الروسي.
تجدر الإشارة، إلى أن الطراد "موسكفا" الذي أصابته صواريخ أوكرانية كان يضم ستة عشر صاروخًا من طراز كاليبر، والتي تهدف إلى قطع أو منع تسليم المعدات الأمريكية الممنوحة إلى أوكرانيا.
من جهة أخرى، فإن تعزيز أسطولها في البحر الأسود، يمكّن روسيا من وضع نفسها في موقع قوة بالنسبة لجميع جيرانها. ففيما وراء أوكرانيا، تعرض رومانيا وبلغاريا وحتى جورجيا قوات بحرية أقل تجهيزًا. وبالإضافة إلى البحر الأسود، تسجل موسكو حضورها في البحر الأبيض المتوسط حيث لديها عشرين مبنى، خمسة منها مجهزة بكاليبر. كما عززت روسيا موقعها على الساحل السوري، لا سيما في ميناء طرطوس.
• القدرة البحرية للروس لا تساوي قدرة الأطلسي، ولاستعادة هيبة الأسطول الروسي، تم حقن أموال كبيرة
• تعاني السفن الروسية من بطء التحديث فيما يتعلق بالرادارات والمراقبة والقدرة على الكشف
• خسارة الطراد موسكفا ضربة رهيبة للكرملين، الذي يراهن منذ سنوات على قوته البحرية
كلمات البنتاغون يتردد صداها في الكرملين: خسارة الطراد "موسكفا" الذي تضرر يوم الأربعاء 13 أبريل وغرق يوم الخميس 14 أبريل هي "ضربة قوية" للأسطول الروسي وللكرملين، الذي كان يراهن لسنوات على قوته البحرية لفرض نفسه على الساحة العسكرية.
فرصة لتسليط الضوء على الجانب البحري للحرب منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير.
منذ اندلاع الصراع، كانت حقيقة أن البحرية الروسية موزعة بالتساوي بين بحر آزوف وأوديسا بمثابة ورقة رابحة للجهة المتحاربة. "هناك تفوق كبير للغاية من جانب روسيا: 214 سفينة مقابل 13 للقوات المسلحة الأوكرانية"، قال للاكسبريس إيمانويل دوبوي، رئيس معهد المستقبل والأمن في أوروبا. تاريخيًا، احتل البحر دائمًا مكانة خاصة في الرؤية الروسية للعظمة، ويعتمد فلاديمير بوتين على قوته البحرية ليصنع لروسيا اسمًا على رقعة الشطرنج الجيوستراتيجية. وبينما يتكون الجيش الروسي من قرابة مليون رجل، يشغل ما بين 120 ألفًا و140 ألفًا صفوف البحرية.
لئن يتبختر الروس في مياه البحر الأسود، فإن قدرتهم البحرية لا تساوي قدرة الحلف الأطلسي. ويوضح إيمانويل دوبوي: " التفوق البحري لحلف الناتو ثابت لأنه يملك 120 باخرة سطحية بين البحر الأسود وبحر البلطيق. وللجانب الروسي، 40 في البحر الأسود، 9 منها مجهزة بإمكانات الانزال. ولنأخذ على سبيل المثال عدد حاملات الطائرات: للأمريكيين 11 بينما للروس واحدة فقط. وفيما يتعلق بالأجهزة العسكرية التابعة لروسيا، يضع المتخصص قائمة غير شاملة: "لموسكو أربعة طرادات، واحد في كل أسطول، وثلاثة وعشرون فرقاطة، واثنتي عشرة غواصة صاروخية باليستية تعمل بالطاقة النووية، وإحدى وعشرين غواصة هجوم نووي".
بشكل عام، أطلقت السلطات المحلية منذ عشر سنوات مشروع تحديث كبير. ولفهم هذا الزخم، تجب العودة بضعة عقود إلى الوراء. في أوجها، مثلت البحرية السوفياتية قوة بحرية كبرى، بلغ عددها حوالي 650 سفينة عام 1990. بعد الحرب الباردة، شهدت فترة صعبة تميزت بانفجار غواصة كورسك النووية عام 2000، مما أسفر عن مقتل جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 118 فردًا. ولاستعادة هيبة الأسطول الروسي، تم حقن اموال كبيرة. "شهدت خطة التسلح 2011-2020 تخصيص 25 بالمائة من 570 مليار يورو المخصصة في الميزانية للدفاع إلى الأسطول"، يقول إيغور ديلانوي، نائب مدير المرصد الفرنسي الروسي، في مذكرته: البحرية الروسية: نقاط قوة وضعف أداة في تحوّل"، الذي نُشر في 1 مارس 2018... رقم مرتفع بالنظر الى أن البحرية غالبًا ما تكون الضلع الاضعف.
إرادة روسية لتحديث أسطولها البحري
ويشير إيمانويل دوبوي إلى أن "الرئيس فلاديمير بوتين أراد تحديث قواته البحرية، ولا سيما من خلال زيادة الحمولة وتحديث التسليح على طبيعته. ولإبراز طموحاته، لا يخفي رئيس الدولة حبه للاستعراضات البحرية. في 25 يوليو 2021، أعلن رئيس الكرملين أن روسيا قد اكتسبت مكانتها بين "القوى البحرية العالمية الرئيسية".
وفي مقال بعنوان "الدينامية البحرية الروسية الجديدة، عامل قوة للكرملين"، كتب أرنو بيرونيت، العضو المنتسب في مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للدراسات الاستراتيجية للمرصد الاستراتيجي للبحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط في يناير 2022: "كانت روسيا نشطة بشكل خاص في الأشهر الأخيرة، سواء في معقلها على البحر الأسود أو في البحر المتوسط ، على طول الساحل الأفريقي أو بالقرب من الأرخبيل الأمريكي لجزر هاواي". وهدف الكرملين: الارتقاء إلى مستوى البحرية الأمريكية وحلفائها.
لهذا، كان لابد من تحديث الأجهزة الروسية. في يونيو 2020، كشفت مجلة فوربس الاقتصادية الأمريكية أن موسكو تنتج في نفس الوقت ست فئات مختلفة من الغواصات، من بينها غواصة من طراز كيلو يمكنها إطلاق صواريخ هجومية برية.
وإذا كانت سلطة موسكو تحاول إزالة الغبار عن أسطولها، فهناك مجال للتحسين: "هناك زوارق دورية وطرادات وفرقاطات، بعضها لم يتم تحديثه"، يضيف إيمانويل دوبوي. ويذكر المتخصص أيضًا القوارب من نوع المحيط التي تم بناؤها باستخدام تقنية قديمة إلى حد ما -بدن من الألمنيوم يتميز بمقاومة منخفضة جدًا للحريق. ويقول: "هذه السفن هشة للغاية، ولديها قدرة حماية أقل ضد الطائرات من السفن الغربية". خصوصية أخرى: تعاني السفن الروسية من بطء التحديث فيما يتعلق بالرادارات والمراقبة والقدرة على الكشف. علاوة على ذلك، كان ضم شبه جزيرة القرم في مارس 2014 نقطة تحول في الأسطول الذي في خدمة الكرملين. "لقد أدى ذلك إلى زيادة عدد الوحدات المخصصة لهذا المسرح"، يوضح بيير ريالانت، في عمله المعنون "روسيا تطور مفهومًا لـ "القوة البحرية القارية "، الذي نُشر عام 2016. تدريجيًا، أصبح البحر الاسود مأهولًا بواسطة السفن الروسية التي تم تجهيز العديد منها بصواريخ كاليبر التي يصل مداها إلى 2000 كيلومتر. وفي دراسته المذكورة أعلاه، يتحدث المتخصص إيغور ديلانوي عن "كلبرنة" الأسطول الروسي.
تجدر الإشارة، إلى أن الطراد "موسكفا" الذي أصابته صواريخ أوكرانية كان يضم ستة عشر صاروخًا من طراز كاليبر، والتي تهدف إلى قطع أو منع تسليم المعدات الأمريكية الممنوحة إلى أوكرانيا.
من جهة أخرى، فإن تعزيز أسطولها في البحر الأسود، يمكّن روسيا من وضع نفسها في موقع قوة بالنسبة لجميع جيرانها. ففيما وراء أوكرانيا، تعرض رومانيا وبلغاريا وحتى جورجيا قوات بحرية أقل تجهيزًا. وبالإضافة إلى البحر الأسود، تسجل موسكو حضورها في البحر الأبيض المتوسط حيث لديها عشرين مبنى، خمسة منها مجهزة بكاليبر. كما عززت روسيا موقعها على الساحل السوري، لا سيما في ميناء طرطوس.