الإمارات تعزز الشراكة الإستراتيجية مع ألمانيا في مجالات العلوم والبحث والتقنيات الناشئة
عقـــيدة بـــايدن: أهــــرب بســــرعة
عدّد الكاتب السياسي في صحيفة “واشنطن تايمز” تيم قسطنطين مزايا صانع القرار الرؤيوي مقدماً الرئيس الخامس للولايات المتحدة جيمس مونرو مثلاً على ذلك. لقد خدم مونرو في الرئاسة من سنة 1817 وحتى 1825.
قبل ذلك، ساعد مونرو في التفاوض على شراء ولاية لويزيانا لصالح إدارة توماس جيفرسون. كذلك، كان مونرو وزيراً للخارجية في إدارة الرئيس جيمس ماديسون. كما تبوأ منصبي السيناتور والحاكمية خلال مسيرته السياسية التي كانت باختصار طويلة ومتميزة.
مثل لامع
خلال ولايته الثانية، وضع مونرو سياسة تصنف أي تدخل من القوى الغربية في الشؤون الأمريكية بالعدواني. هدفت تلك السياسة إلى منع الدول الغربية من تأسيس مستعمرات جديدة في النصف الغربي من الكرة الأرضية. ستُعرف هذه الحماية لاحقاً بعقيدة مونرو وسينفذها رؤساء أمريكيون عدة مثل ثيودور روزفلت، جون كينيدي ورونالد ريغان. بعد مئتي عام، لا تزال هذه العقيدة تدرس في المدارس وتلتزم بها القوى العالمية. هي مثل لامع عن قيام رئيس بوضع سابقة تؤثر على الدولة لسنوات لاحقة. بعد هذا العرض، يدعو قسطنطين القراء إلى التأمل بعقيدة بايدن.
الآلية جوهرية
منذ عشرين عاماً، غرقت الولايات المتحدة في نزاع مسلح داخل أفغانستان. وعد الرئيس ترامب الأمريكيين بسحب البلاد من ذلك النزاع وأعلن بايدن أنه يريد الالتزام بذلك. بحد ذاته، إن مفهوم إنهاء “حرب لا تنتهي” ليس سيئاً. لكن الخطوات لتنفيذ هذا الهدف جوهرية من أجل الحفاظ على المكاسب التي تم تحصيلها بصعوبة من خلال الذين جُرحوا أو قُتلوا من الجيش الأمريكي. هي جوهرية بالنسبة إلى النساء والأطفال الذين لم يكن لديهم أي أمل والقليل من الحقوق حين كانت طالبان تحكم البلاد. وهي جوهرية أيضاً للشعب الأفغاني الذي آمن بالوعود الأمريكية ووضع حياته على المحك في مقابل مساعدة الولايات المتحدة على تحقيق مصالحها.
بايدن والأشهر الستة
إن التنفيذ السيئ لخروج الولايات المتحدة من أفغانستان سيكون معروفاً للأبد بأنه عقيدة بايدن التي يمكن تلخيصها بكلمتين: أهرب بسرعة. خلال مؤتمره الصحافي في 8 يوليو (تموز)، تلقى بايدن أسئلة حول الانسحاب الأمريكي من أفغانستان. تخوف المستشارون العسكريون والأمنيون والكثير حول العالم من أن تستولي طالبان بعنف على السلطة بعد وقت قليل على الانسحاب الأمريكي من البلاد. سأله أحد المراسلين عما إذا كان استيلاء طالبان على أفغانستان “حتمياً” فأجاب الرئيس بحزم: “لا. هو ليس كذلك».
وشرح أن هنالك 300 ألف عنصر أفغاني مجهزون ومدربون جداً مثل أي جيش في العالم كما لديهم أيضاً قوة جوية. في مقابل كل ذلك، ليس لدى طالبان سوى 75 ألف مقاتل، لذلك، “ليس الأمر حتمياً”، تابع بايدن. وتطرق الرئيس الأمريكي إلى سيناريو حيث يمكن لطالبان أن تسيطر على بعض المدن بعد ستة أشهر على رحيل الولايات المتحدة. لكن في الواقع، سيطرت طالبان على البلاد في أيام قليلة. لقد فعلت كل ذلك حتى أنها لم تنتظر انتهاء الانسحاب الأمريكي.
تطورات هائلة... وبايدن في إجازة
تابع قسطنطين أن بايدن كان في إجازة حين راحت طالبان تستولي على الحكم. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الناطقة باسم البيت الأبيض. علاوة على ذلك، وحين سئل بايدن في يوليو عما إذا كان الانسحاب يرسل إشارة عن هزيمة شبيهة بما حصل في سايغون، كان الرئيس الأمريكي حازماً في نفيه. فطالبان ليست الجيش الفيتنامي الشمالي وهي أقل قوة منه بما لا يقارن كما قال. وتعهد بألا يرى الأمريكيون مواطنيهم يُرفعون من سطح السفارة.طوال صمته الذي دام حوالي أسبوع، طرأت أحداث عدة. تفاوض الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني مع طالبان على مسألة رحيله عن السلطة فرحب بها في القصر ووقع على وثيقة يوافق فيها على استقالته ونقل السلطة إلى الحركة. بعدها، هرب غني إلى أوزبكستان ورافقته أربع سيارات وكمية ضخمة من الأموال. وعقدت طالبان مؤتمراً صحافياً في القصر الرئاسي. حدث كل ذلك دون ظهور أي أثر لبايدن. والأمور ستزداد سوءاً. فمستشار شؤون الأمن القومي جايك سوليفان قال الأسبوع الماضي إن أسلحة أمريكية كثيرة كانت واشنطن قد سلمتها للجيش الأفغاني سقطت بيد طالبان.
رسالة “طمأنة” وترجمتها
في تلك الأثناء، أصدرت إدارة بايدن رسالة إلى الأمريكيين في أفغانستان لمساعدتهم على الخروج آمنين من البلاد. جاء في الرسالة: “إلى المواطنين الأمريكيين، شكراً على تسجيل طلبكم ليتم إخلاؤكم من أفغانستان. لقد أكدت السفارة الأمريكية في أفغانستان أن عدداً غير محدد من الرحلات التي أمنتها الحكومة الأمريكية سيبدأ قريباً. يرجى التوجه إلى مطار حميد كرزاي الدولي في هذا الوقت. يرجى أخذ العلم بأن حكومة الولايات المتحدة لا تستطيع ضمان سلامتكم بينما تقومون بهذه الرحلة”. وقدم قسطنطين ترجمة للرسالة الأمريكية:
«إلى المواطنين الأمريكيين، الوضع هنا في أفغانستان محفوف بالمخاطر لدرجة أننا أغلقنا سفارتنا. بسبب الخطر الوشيك، أخرجنا موظفي السفارة من على سطح السفارة ونقلناهم إلى المطار. أنتم مسؤولون عن إيصال أنفسكم إلى المطار من خلال الفوضى نفسها التي تفاديناها، وإذا نجحتم بالوصول إلى المطار، فقد تصلون أو لا تصلون إلى متن رحلة. لا نستطيع ولن نضمن سلامتكم».