تناولت صحيفة «ذا غارديان» البريطانية في افتتاحيتها الوضع الراهن في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، مشيرة إلى أن البلاد تقف عند مفترق طرق بين التجديد والعنف المتجدد.
أشارت الصحيفة إلى أن أحمد الشرع، تولى رئاسة البلاد، وبعض السوريين قبلوا به خوفاً من الفوضى المستمرة.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن الاستجابة الدولية كانت حذرة، حيث قامت الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية برفع بعض العقوبات للمساعدة في التعافي، بينما لا تزال دول أخرى متوجسة. وحذر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، من أن البلاد قد تنحدر قريباً إلى حرب أهلية جديدة.
وقالت الافتتاحية: تواجه سوريا تحديات إنسانية خطيرة، حيث يحتاج أكثر من 16 مليون شخص إلى المساعدة، وينتشر انعدام الأمن الغذائي. ورغم أن رفع العقوبات ضروري لإعادة الإعمار، فإن السلام الدائم يعتمد على الشمول السياسي، والتنمية الاقتصادية، والمساءلة عن الجرائم الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدستور الجديد يركز السلطة في يد السلطة التنفيذية، مؤجلاً الإصلاحات الديمقراطية لمدة لا تقل عن أربع سنوات. وأكدت «ذا غارديان» أن مشاركة المجتمع الدولي مع الشرع يجب أن تستند إلى مبادئ الشمول السياسي والتنمية الاقتصادية والمساءلة، للحيلولة دون المزيد من زعزعة الاستقرار.
وقالت الصحيفة في ختام افتتاحيتها إن سوريا تقف أمام فرصة تاريخية لإعادة البناء، لكن هذه الفرصة محفوفة بالمخاطر. يتطلب الأمر دعماً دولياً مدروساً، يركز على الشمول السياسي والتنمية الاقتصادية، لضمان مستقبل مستقر للبلاد.