رئيس الدولة ونائباه يهنئون المحتفلين بعيد الميلاد في دولة الإمارات والعالم
ربما انتهى مردوخ من ترامب، لكنّ ترامب لم ينته منه بعد
غارديان: لائحة الاتهام حولت ترامب إلى وحش خرج عن السيطرة
يعرف روبرت مردوخ وشبكة كوخ وغيرهما من سماسرة السلطة اليمينيين، أن الوحش الذي صنعوه خرج الآن عن السيطرة، وفق سيدني بلومنتال، مستشار أول سابق للرئيس بيل كلينتون، وهيلاري كلينتون.
وقال بلومنتال في مقال بـ “غارديان” البريطانية: لم توجه لائحة الاتهام ضد دونالد ترامب خنجراً إلى قلبه. انتفض مجدداً، وحضر في كل مكان، منذراً بالسوء مرة أخرى ومتفوقاً على منافسيه”. لا يتعين على ترامب أن يرفع يده ليشير إلى الجمهوريين في مجلس النواب لترديد صرخته عن “مطاردو ساحرات”. هو يسيطر على مجلس النواب كما أنه لو أنه فندقه».
بين لائحة الاتهام الأولى ضد ترامب والانتخابات التمهيدية الجمهورية، بعد أكثر من عام ، في 4 يونيو -حزيران 2024، ستتجه الأنظار للحزب الوحيد الذي يشهد منافسة على الترشح.
قيمة انتخابية
وتابع الكاتب “لن يكون لصدمة ترامب سوى أثر محدود في دوائره الانتخابية. سيكون الضرر الذي يلحق بالدستور والأمن القومي للولايات المتحدة، وسيادة القانون واسع النطاق، لكن تدميره السياسي سيتركز داخل الحزب الجمهوري». عندما خسرَ ترامب أمام جو بايدن في 2020، أكَّد المحللون المخضرمون أن زمن ترامب ولّى، وأنه سيختفي من الساحة، وأن عودته في 2024 مُستحيلة. وقال روبرت مردوخ بعد أحداث 6 يناير (كانون الثاني): “نود أن نجعل ترامب شخصاً منسياً».
وكتبت إميلي سايدل، الرئيسة التنفيذية لشبكة “أمريكيون من أجل الرخاء” في شبكة كوخ في مذكرة “أفضل شيء للبلاد هو أن يكون لها رئيس في 2025 يمثل فصلًا جديدًا».
تلاشي آمال
وأوضح الكاتب أن التمنيات باختفاء ترامب بطريقةٍ سحرية تتجاهل نُذر خسارة ليز تشيني، وانتصارات مرشحي ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي على التقليديين طاهري الأيدي، والصفقة الفاسدة التي اضطر كيفين مكارثي لإبرامها ليظل المتحدث الرسمي، باسم مجلس النواب.
تبعات خطيرة
وأكد الكاتب أنه كان على إمبراطور الإعلام مردوخ، وكوخ وآخرين، أن يدركوا التبعات الخطيرة للتطرف الذي أثاروه وموَّلوه ونظَّموه لعقود، وانتقل إلى ترامب. ورأى الكاتب أن مشكلة ترامب لم تكن تكمن في شراسته وخروجه على القانون. فقد كان يكره التجارة الدولية، ويعارض خفض المكتسبات، خاصة الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية، التي حاولوا منذ فترة طويلة عرقلتها وخصخصتها.
لم يكن إعلان ترامب في 18 مارس (آذار) أنه سيُعتقل، وسيتهم في نيويورك بعد ثلاثة أيام ضربةً استراتيجية متعمدة، رغم أنه كان لها الأثر نفسه.
في فبراير (شباط) الماضي، تقدَّمَ رون ديسانتيس على ترامب بـ 45% مقابل 41% في استطلاع Yahoo/YouGov. وفي استطلاع بعد إعلان ترامب أنه سيُعْتَقَل، تقدم ترامب بـ 47% مقابل 39%. وبعد اتهامه رسمياً اكتسح ترامب ديسانتيس بـ57% مقابل 31%.
وفي اليوم الموالي لاتهامه، بثت لجنة العمل السياسي المعروفة بـ “لنجعل أمريكا عظيمة مُجدداً” والمنسوبة إلى ترامب إعلاناً أطاحَ بديسانتيس، وردَ فيه أن “الرئيس ترامب يقف إلى جانب الشعب الأمريكي، في الضمان الاجتماعي، والرعاية الطبية، في حين يقف ديسانتيس مع المطلعين على بواطن الأمور في مؤسسات العاصمة. وكلما تعرفنا على ديسانتيس، أدركنا أنه لا يشاركنا قِيمنا، يقول الكاتب، فهو ليس مستعداً ليكون رئيساً».
وبعد انتخابات 2020، وبعد تقدّم ترامب ومحاميه، بثت قناة “فوكس نيوز” مقطعاً قال إن أنظمة دومينيون الانتخابية إما غيرت أو حذفت الأصوات للمساعدة على تزوير الانتخابات.
غضب
وكتبت سوزان سكوت، الرئيسة التنفيذية لشركة فوكس، في رسالة إلكترونية تقطع الطريق على التحقق من صحة أكاذيب ترامب “يجب أن يُوضَع حد لذلك الآن. هذا ليس عملاً احترافياً مسؤولاً. الجماهير غاضبة. نحن نؤجج غضبهم بالمواد التي نعرضها».
وفي 12 يناير (كانون الثاني)، أرسل مردوخ رسالةً بالبريد الإلكترونيّ إلى عضو مجلس إدارة شبكة “فوكس” الإخبارية بول ريان أبلغه فيها أنه سمع أن مضيف فوكس شون هانيتي “كان يشعر بالاشمئزاز بشكل خاص من ترامب لأسابيع، لكنه كان يخشى أن يخسر مشاهديه».
وأوضح مردوخ بعد أن كان الداعم الرئيس لترامب “الخطر الحقيقي يكمن فيما يمكن أن يفعله عندما يكون رئيساً لأمريكا».
أكاذيب
كانت الأكاذيب التي بثّتها شبكة “فوكس” بتهورٍ وخُبث ودهاء عن نظام دومينيون للانتخابات جزءاً من الأكاذيب التي ظلّت تنشرها على مدار سنوات. ورأى الكاتب أن رغبة مردوخ في النأي بنفسه عن ترامب ستكون مُستحيلة عندما يُكشف النقاب عن أكاذيب شبكة “فوكس” لصالح ترامب، والساعية إلى تخريب الديموقراطية الدستورية. ولن يفلت مردوخ، خادم ترامب، على حد وصف الكاتب، من النقد وحُكم الآخرين، مثل ترامب نفه. وستكون ردة فعل جمهور شبكة “فوكس” عندما تُوضع في قفص الاتهام هي الالتفاف حول ترامب، ربما انتهى مردوخ من ترامب، لكنّ ترامب لم ينته منه بعد.