فايننشال تايمز: طالبان شريك موثوق لواشنطن

فايننشال تايمز: طالبان شريك موثوق لواشنطن


حذّرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية من أن الأفغان يستعدّون لأوقات عصيبة، مع مغادرة آخر عسكري أمريكي لأفغانستان ليلة الاثنين. وقالت إن البلاد تواجه انهياراً اقتصادياً في أعقاب سيطرة الحركة، مع انهيار الحكومة الأفغانية واكتمال انسحاب القوات الأمريكية، بعد 20 عاماً من الحرب، في ظل مخاوف من حدوث كارثة إنسانية.
وأشارت إلى أنه بعد عشرين عاماً على حكم طالبان (بين عامي 1996 و 2001)، ستترأس الحركة دولة مزّقتها الحرب، وتُعاني من أزمة اقتصادية خطيرة، وجفاف، ووباء كوفيد- 19، وتواجه تنظيم “داعش».
ونقلت الصحيفة عن أفغاني يبلغ من العمر 26 عاماً، قوله إنه “تمّ استبدال أمريكا بداعش، سوف نُعاني من الحرب والقلق والبطالة والظروف الاقتصادية السيئة».

ما هي خطط طالبان لحكم أفغانستان؟
عندما حكمت الحركة أفغانستان لأول مرة، حظرت تعليم الفتيات، ومنعت النساء من دخول أماكن العمل والأماكن العامة، ورجمت النساء المتهمات بالزنا، وقطعت أيدي اللصوص المشتبه بهم.
لكن الآن، يقول زعماء طالبان إنهم يخططون لاحترام حرية المواطنين وحقوق المرأة في إطار الشريعة الإسلامية. وبات للقادة الجدد في أفغانستان هيكل حكم جديد. وعلى الرغم من وعودهم بتشكيل “حكومة شاملة”، لم يتم الكشف عن سياستهم بعد. يناقش قادة طالبان الأدوار المحتملة في الإدارة الجديدة مع الرئيس السابق حامد كرزاي وسياسيين بارزين آخرين، لكنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق بعد.

ما هو مصير مطار كابول؟
بعد سيطرة طالبان، قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بإجلاء أكثر من 120 ألف مدني. اعتبر المواطنون الأمريكيون والأفغان أنهم “معرّضون لخطر الانتقام” بسبب عملهم مع حكومات أجنبية.
لكن طالبان تقول إن الأفغان الذين يحملون تصاريح سفر سارية يتمتعون بحرية مغادرة البلاد بمجرد استئناف الرحلات الجوية الخاصة. ومع ذلك، قد تُواجه الحركة صعوبة في إعادة تشغيل المطار، لأنها رفضت حتى الآن طلبات إجراء رحلات دولية. إن وجود عناصر من الأمن الأجنبي سيسمح باستئناف الرحلات الجوية التجارية بأمان في المطار.وحذّرت الأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الدولية، من أن العديد من الأفغانيين قد يفرّون خلال الأشهر المقبلة بسبب التدهور السريع للظروف الاقتصادية والاجتماعية.وقالت وكالة “موديز إنفستورز سيرفيس” في تقرير حديث لها: “بسبب حالة عدم اليقين السياسي في أفغانستان، هناك خطر مباشر على جيرانها».

المجتمع الدولي وحكومة طالبان
 كان حكم طالبان الأول عبارة عن دولة منبوذة عالمياً، غير معترف بها من قبل القوات الغربية، ولم يُسمح له مطلقاً بالفوز بمقعد أفغانستان في الأمم المتحدة. ومع ذلك، أجرت واشنطن حواراً مكثفاً مع قادة الحركة السياسيين، قبل وبعد توقيع إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب والشريك المؤسس لطالبان اتفاق فبراير (شباط) 2020، الذي مهّد الطريق لانسحاب القوات الأمريكية.

إن حركة طالبان حريصة على الاعتراف الدولي بها على اعتبار أنها حاكم شرعي لأفغانستان، وتحتاج إلى دعم مالي عاجل لمنع تدهور الأزمة الاقتصادية والإنسانية في البلاد.وتأمل واشنطن وحلفاؤها في أن تؤثر وعود الشرعية الدولية، والوصول إلى الأموال، على سلوك طالبان وضبطها من أجل سياسات أكثر تواضعاً.

مركز للمنظمات الإرهابية الإسلامية العالمية؟
في اتفاق الدوحة مع واشنطن في عام 2020، وعدت طالبان بعدم السماح لأفغانستان بأن تصبح ملاذاً للجماعات الإرهابية العالمية، لأنها كانت تحمي “القاعدة” في السابق.

ومع ذلك، يبدي الكثيرون قلقاً حيال قدرة طالبان على الوفاء بتعهّدها.
 وقد تجسدت هذه المخاوف، الأسبوع الماضي، في التفجير الإرهابي في مطار كابول.
وأعلن “داعش-خراسان” مسؤوليته عن الهجوم. ويتنافس التنظيم الإرهابي مع طالبان على النفوذ في أفغانستان، ويتوق إلى إقامة حكم إسلامي عبر الحدود الأفغانية.
وحذّر العديد من المحللين من أن انسحاب الولايات المتحدة سوف يجعل الجماعات الأخرى أكثر جرأة، ويؤدي إلى مزيد من تدفّق الإسلاميين المتطرّفين إلى أفغانستان.

ما هو مصير العلاقة مع واشنطن؟
قد لا تُطلق واشنطن قريباً علاقات دبلوماسية رسمية مع حكومة طالبان الجديدة، لكن من المتوقّع أن يعمل الجانبان بتروٍ عبر إجراءات مكافحة الإرهاب لكبح الجماعات الأكثر تطرفاً.وقال أستاذ العلوم السياسية عمر سادل: “أعلنت الولايات المتحدة علناً أنها لن تعترف بطالبان كحكومة شرعية، لكن علاقتهما هي أكثر من مجرد صفقة. يبدو أن طالبان شريك موثوق به».